عام على الحرب الأوكرانية.. ماهي التكاليف على الجانبين؟
الحرة / ترجمات - واشنطن:تثبت الحرب الأوكرانية إنها واحدة من أكثر الحروب الحديثة تكلفة بشرية واقتصادية، على الرغم من أنها لم تكمل عاما كاملا حتى الآن.
ومنذ 24 فبراير الماضي، حينما أمر بوتين جيشه بعبور الحدود نحو أوكرانيا، سقط ما يزيد عن 200 ألف قتيل عسكري من الجانبين، وعشرات آلاف المدنيين الأوكرانيين، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الجرحى ومليارات الدولارات من الخسائر الاقتصادية.
مع هذا، وبسبب طبيعة الجانبين المتحاربين، أصبح الحصول على إحصاء دقيق للخسائر أصعب كلما طالت الحرب.
الخسائر البشرية
وفقا للقيادة العامة الأوكرانية فإن إجمالي الخسائر القتالية للقوات الروسية بين 24 فبراير 2022 و 9 يناير 2023 بلغت ما يقرب من 120 ألفا من الأفراد العسكريين
ويقول موقع مينسوروس الأوكراني إن 144 ألف جندي روسي قتل حتى الآن في المعارك، بينما جرح نحو 433 ألفا، وأسر ألف، كما يقول الموقع المقرب من القوات الخاصة الأوكرانية.
لكن المصادر الرسمية الروسية اعترفت حتى ديسمبر الماضي بمقتل 5973 جنديا فقط.
وقدم المسؤولون الأميركيون والأوروبيون مؤخرا تقييمات للخسائر البشرية على الجانبين تتراوح بين 180 ألف إلى 200 ألف قتيل وجريح وروسي، و100 ألف قتيل وجريح أوكراني كما يقول موقع Grid.
خبراء الطب الشرعي يتفقدون جثث الجنود الروس القتلى خلال عملية تحديد الهوية في خاركيف، شرق أوكرانيا
وتشمل مصادر تقديراتهم صور الأقمار الصناعية واعتراضات الاستخبارات وتقارير وسائل الإعلام على الأرض
وبلغ أحدث تقدير للأمم المتحدة للمدنيين الذين قتلوا في أوكرانيا بأكثر من 7000 شخص، لكنها تشير باستمرار إلى أن هذا الرقم أقل من الواقع، وكذلك تقديرها لإجمالي الخسائر – مزيج من الوفيات والإصابات – التي قالت إنها أكثر من 18000.
وقدر ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أوائل ديسمبر أن ما يصل إلى 13000 جندي أوكراني قتلوا منذ بدء الحرب.
وفي أوائل نوفمبر، قدر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي، أن كلا الجانبين شهدا مقتل أو إصابة حوالي 100 ألف جندي.
والأسبوع الماضي، قدر رئيس الدفاع النرويجي إيريك كريستوفرسن أيضا أن الجانب الأوكراني لديه أكثر من 100 ألف فرد قتلوا أو جرحوا.
ويبلغ إجمالي النازحين الأوكرانيين، حوالي 14 مليون منهم ثمانية ملايين في البلدان الأوروبية، وفقا للموقع، ونحو ستة ملايين آخرين نازحون داخلين في بلادهم.
خسائر المعدات
وفقا للقيادة العامة الأوكرانية فإن إجمالي الخسائر القتالية للقوات الروسية بين 24 فبراير 2022 و 9 يناير 2023 بلغت 3080 دبابة و أكثر من 6 آلاف مركبة قتالية مصفحة، و2000 نظام مدفعية وأكثر من 400 نظام صاروخي (راجمة) وأكثر من 200 نظام دفاع جوي و 285 طائرة ثابتة الجناحين و275 مروحية وأكثر من 1800 طائرة بدون طيار و16 سفينة أو قارب و أكثر من 4800 مركبة وناقلة.
ولا توجد أرقام روسية عن خسائرها من المعدات.
ويقدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث مقره في لندن، أن تكون روسيا خسرت 2000 دبابة في أوكرانيا، وهذا هو نصف عدد الدبابات العاملة في الجيش الروسي، وفقا لوول ستريت جورنل.
تشير التقديرات إلى أن روسيا ربما فقدت 50٪ من دبابات T-72B3 و T-72B3M وأن مخزونها من دبابات T-80BV / U قد استنفد بمقدار الثلثين.
من جهة أخرى تشير تقديرات المعهد ذاته خسائر كييف ما بين 450 و700 دبابة أوكرانية، ما يبقي لديها نحو 950 عاملة، وفقا للتقرير.
الخسائر الاقتصادية
وفقا لمعهد كارنيجي، انخف الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا بمقدار الثلث في عام 2022. ومن المتوقع أن تتجاوز تكاليف إعادة الإعمار 1 تريليون دولار.
ويقدر المعهد أن يحقق اقتصاد روسيا نموا سلبيا خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة على الأقل بسبب العقوبات.
ويقول مركز ويلسون للدراسات إن نفقات روسيا على الحرب تتزايد بسرعة.
وكان من المتوقع أن يصل الإنفاق العسكري في عام 2022 إلى 3.5 تريليون روبل لكن الإنفاق الحقيقي على الحرب قد تجاوز هذا المستوى بحلول سبتمبر، وفقا للموقع.
وهذا الرقم ليس سوى جزء من الإنفاق العسكري، ويقول إنه في عام 2022، قد تتجاوز النفقات العسكرية 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وهو الحد الأقصى منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.