حبيبة أخذتها الدنيا
بقلم: أسيل تلاحمة
حبيبة أخذتها الدنيا
يا سيدتي
يا عاشقتي
يا فاتنتي، ماذا جد بالليل حتى يتطاول على همي
ماذا فعلت للدنيا حتى تسلبك مني؟
وبين ليلة وضحاها أصبحتِ في ذاكرة الماضي
يا أيتها الراحلة ترفقي بقلبي
لا تتركيني بالذكريات
أصارعها لوحدي
ما اعدت على البكاء
وما حق للرجولة البكاء
فكنت اجوب ليالي الحلم شوقاً
كنت أعود إلى الصور بذاكرتي أملاً
أن أراك
فلماذا لا أراك؟
لماذا لا أرى سوى طيفاً
وكلما كلمته يغادر
لا ترميني على ظهر سفينة لا شراع لها
فحدثيني
زوريني في الحلم طيفاً جميلاً
لكن لا تتعجبِ إن لم أتكلم
لأني سأصدم
وستعجز الحروف على هجاء نفسها خجلاً
لكني أدركت اني من وحي الذكريات أستاذ في الحب فاشل
فيا حبيبة
اتساءل...؟
دوماً اتساءل...؟
لماذا لا يصح اللقاء إلا على عتبات المستحيل؟
فما زال قلبي متيقظاً لصدى صوتك
يجوبه وينعش الحياة فيه
يدفع فيه الحزن والشوق تارة
وتارة أخرى يجعله يبكي كالمساكين
ماذا اقول؟
وقد جف الكلام في عرض البحر
لقد رأوني كلهم جالس وحدي على حافة الطريق
وقالوا: مجنون في زمن متخاذل
لم يكن حقاً ذنبه أن يهواها لكن القدر شاء لها أن تغادر
فيا أيتها الحبيبة
أناديك بكل لغات الحب على الأرض
أناديك بكل الذي كان او لم يكن
لا تقتلي الطفل الرضيع في أحشاء الزمن
لا تنسي الذي كان فهو أقوى أن تبيده المحن
فيا سيدتي
لا أدري كيف سأكتب نهاية القصة
فأنا أضعف أن أكتب نهاية لحياتي
ولا أدري بأي كلام سأعنونها
فقد ضاعت من المفردات المعاني
فيا أيتها الباكية على أطلال القمر
تمهلي
هناك على الجانب الآخر رجل أضناه السهر
وقست عليه الليالي
يسامر حلمه حيناً وحيناً يرميه بعيداً حيث لا مكان
فيا أيها الليل العليل بوحدتي أخبرها إن كنت تحضنها
عن قسوة الغياب وطول وقت اكتمال القمر....