Mit Deine Freunde geteilt
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عدوان إيراني مُدان وسابقة خطيرة
شبكة البصرة
ناجي حرج
في سابقة خطيرة، إعترفت إيران أنّها أطلقت 12 صاروخاً باليستياً على مدينة أربيل العراقية. وهو عدوان خطير بكل المقاييس، وطبقاً للقانون الدولي.
التذرّع بإستهداف القنصلة الأميركية، لا يعفي إيران من خرقها لميثاق الأمم المتحدّة، خاصةً وأن البعثات الدبلوماسية والقنصلية تتمتع بحمايةٍ دولية، تُلزم الدولة المُستقبِلة (وهي هنا دولة العراق) بحمايتها.
أمّا القول بوجود مقرّاتٍ للموساد الإسرائيلي، فبقدر ما يكون هذا الوجود مرفوضاً من معظم العراقيين، إلاّ أنّ ذلك لا يُعطي لإيران أيّ حقٍّ بإستهدافه، وإلاّ لكان من حقّ كثيرٌ من الدول قصف مدنٍ إيرانية بذريعة وجود أعداءٍ لتلك الدول فيها.
لو كان هنالك أي عملٍ عدائي قد إنطلق من الأراضي العراقية مستهدفاً إيران ـ داخل أراضيها ـ لكان هنالك إمكانية لها أن تتذرّع بذلك العمل، مع أنّه يجب عليها أولاً إخطار السلطات العراقية وأن تطالبها بوقف ذلك العمل ومحاسبة فاعليه.
لكن لم يستهدف أحداً إيران من داخل الأراضي العراقية، على العكس، فهي لها أذرعٌ تصول وتجول، وتعتدي على العراقيين، تستبيح مدنهم وقراهم، وتجبرهم على النزوح منها بعد أن تقتل ما تقتل منهم.
كما لا يمكن تبرير التصرّف العدواني الإيراني بوجود اعتداءاتٍ من دولٍ أخرى (مثل تركيا) وهي إعتداءاتٌ مُدانة ايضاً، لكن الدولة العراقية هي المسؤولة عن التعامل معها وليس إيران او عملائها داخل العراق وخارجه.
لقد حدّد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدّة رقم 3314 لعام 1974، جريمة العدوان بأنّها”استعمال القوّة المسلّحة من قِبل دولة ضدّ سيادة دولة أخرى أو سلامتها الإقليمية أو استقلالها السياسي، أو أي وجهٍ آخر لا يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة“.
وبحسب هذا القرار فقد أُعتبرت من قبيل أعمال العدوان، سواءٌ بإعلان الحرب أو بدونه "قيام القواّت المسلّحة لدولةٍ ما بقذف إقليم دولة أخرى بالقنابل، أو إستعمال دولةٍ ما أية أسلحةً ضدّ إقليم دولة أخرى؛ أو، إرسال عصاباتٍ أو جماعاتٍ مسلّحة أو قوّات غير نظامية أو مرتزقة من قِبَل دولة ما أو باسمها تقوم بأعمال القوّة المسلحة ضد دولة أخرى..." وغير ذلك من الأعمال.
إن إعلان إيران عن مسؤوليتها عن هذه الأعمال، وتأكيدها، أنّ من قام بها هو الحرس الثوري الإيراني هو سابقة خطيرة جداً، وقدّ يعدّ بمثابة إعلان حربٍ ضدّ الدولة العراقية.
من هنا فأن إستهداف إيران لأربيل ولأي بقعة أرضٍ عراقية، يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية قانونية، طبقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي المتخذة بخصوص العراق، والتي تنصّ على مسؤوليته بحماية سيادته وسلامته الإقليمية، لإدانة هذه الأعمال، وإتخاذ إجراءات تُلزم إيران على عدم تكرارها وتحميلها المسؤولية القانونية الدولية عن هذه الأفعال.
إن ما صدر من إدانات خجولة من السلطات العراقية والأمم المتحدّة والولايات المتحدّة الأميركية لا يتناسب مطلقاً والعمل العدواني الإيراني ضدّ العراق وشعبه، ويجب محاسبة المسؤولين المباشرين عنها، ومساعدة العراق للتخلّص من الميليشيات، فهي أذرع إيران المنفلتة ضدّ الشعب العراقي.
صفحة الكاتب
شبكة البصرة
الاثنين 11 شعبان 1443 / 14 آذار 2022
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس