لتغلق الدكاكين من أجل الوطن
وائل القيسي
لتغلق الدكاكين من أجل الوطن
من المؤكد وبحكم المنطق المستند الى الحقائق والمعطيات على أرض الواقع، اننا ينبغي علينا أن نذهب إلى آخر الأرض من أجل العراق ونتحاور مع كل من لديه تأثير على الواقع العراقي، وفي مقدمتهم الاميركان، ليس حبا فيهم إنما لأنهم أصحاب النفوذ والقرار المباشر في العراق.
ولكن هناك بديهية لا تقبل النقاش، وهي ان العالم قائم على المصالح، وتحكمه المنافع، وسواء أكان الاميركان الغزاة ام غيرهم لا يتعاملون إلّا مع من لديه حضور مأثر وقوة فعلية على الأرض، لذلك نجد ان الأقربين (العرب) قبل الابعدين (الأجانب شرقا وغربا) يمدون جسور التواصل حتى مع الميليشيات المجرمة، بصورة خفية او معلنة.
ولا غرابة ان نجد، عندما أُميط اللثام عن بعض الحقائق التي أكدت تعامل ودعم الاميركان وغيرهم للعصابات الميليشياوية الاجرامية كونها تمتلك القوة والنفوذ على الأرض.
من هنا ينبغي، بل ولابد من تنظيم ورصّ الصفوف، والعمل بصدق على انتخاب او تخويل قيادة موحدة باسم كل العراقيين الاحرار الرافضين للغزو والاحتلال والوضع السياسي القائم برمته.
ورغم سهولة وبساطة ذلك، لكن للأسف، نجد ان حب الاستئثار بالمنافع الشخصية والبحث عن الوجاهة ومرض حب الزعامة او القيادة قد جعلنا شذرا مذرا.
من هنا يتوجب على الجميع اتباع القواعد الوطنية والاخلاقية والتخلي عن أمراض الفرقة والتشرذم والتنازل عن حب الذات من أجل الوطن والشعب حاضرا ومستقبلا.
وأن يتداعى بسرعة وقبل فوات الأوان، كل من يؤمن بالوطن والشعب إلى تشكيل وتحويل جبهة واحدة وموحدة، لتكون الممثل الشرعي والوحيد باسم العراق وشعبه وتعمل على تشكيل قوة مسلحة حقيقية (تخضع لضوابط العمل السري) وتكون لهذه القوة قيادة رمزية من قادة متخصصين واكفاء، بمعنى أن تكون جبهة سياسية وقوة عسكرية حقيقية تخضع لتوجيهات القيادة السياسية.
ولو توفرت النوايا المخلصة والصادقة سوف لن يكون ذلك صعب ابدا.
بعدها يكون بالإمكان التعامل والتحاور والتفاوض مع أميركا وغيرها وسيكون العالم مجبر على التعامل معها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد باسم العراق وشعبه.
أما ونحن على هذا الحال من الانقسام والضعف وعلى كثرة الدكاكين البائسة فلن يحترمنا او يتعامل معنا احد.