مستشفى إبن البيطار..
وداد البياتي
[size=32]مستشفى ابن البيطار ..[/size]
تم افتتاح مستشفى ابن البيطار في بداية الشهر الخامس من عام 1983 من قبل الشخصية السياسية طه محي الدين معروف ومعه وزير الصحة انذاك الدكتور صادق حميد علوش ومدير شركة بارك الايرلندية براين فلاد . وقد قمت شخصيا بالترجمه الفورية لحفلة افتتاح المستشفى التي كانت من احدث واكثر تطور في محافل الصحة بالعراق والوطن العربي قاطبة . حتى دول الخليج العربي كانو ياتون لاجراء العمليات الجراحية الكبرى في تلك المستشفى .
وكانت اقسام المستشفى , قسم زراعة الكلى , وقسم جراحة القلب المعقدة , قسم التجميل , وقسم الكسور .
وكانت الاحالة الى المستشفى تتم من ديوان الرئاسة حصرا , اما القسم التجاري الخاص او مايسمى النفقة الشخص الخاصة فقد بداءت بعد عام 1988 .
بدانا في عام 1985 باستقبال جرحى الحرب العراقية الايرانية التي تمثل الحالات الحرجة والمستعصية وذلك لتباين الموقف الصحي الكبير من الاجهزة والمعدات في مستشفى ابن البيطار مع مستشفيات العراق . وقد كانت لتلك المستشفى صفة خاصة وفريدة من نوعها وذلك من خلال توفر الخدمات العالية جدا بعد العمليات من قبل ممرضات بريطانيات وايرلنديات يمتلكن خبرة عالية الجودة . وتلك الحالىة التي كانت تقابلها في الطب العراقي الذي كان مستواه رائع جدا ولكن يفتقر لتلك الخدمات ما بعد العلمليات الجراحية .
تتكون ادارة المستشفى من قسمين القسم الاولى التابع لوزارة الصحة العراقية وهو القسم الاداري الصحي يقودة مدير مستشفى عراقي اسمه الدكتور حسام البغدادي رحمه الله وهو اداري ومساعده رعد الشاوي .
الطاقم البريطاني الاداري ويتمثل بمدير المستشفى العام هاري كوننكهام وخدم لفترة وجيزة وبعده جاء الجراح جوزف مكملن .
وقد كان من الاطباء الرائعين جدا بحيث انه عمل عملية جراحية واسعة جدا لوالدي رحمه الله تكللت بالنجاح رغم صعوبتها , وقد توفى الدكتور مكملن عام 2003 .
ومن الشخصيات التي كانت قد اجرى لها عمليات جراحية , مثل خير الله طلفاح وسفراء عرب ومنهم السفير الموريتاني والرئيس السابق للسودان سوار الذهب واميرة الشابندر اخت زوجة صدام حسين سميرة الشابندر ويوسف عمر والفنان كامل القيسي والشيخ غازي البياتي شيخ شيوخ البيات وشخصية كبيرة من بيت الخربيط الذي توفى في المستشفى مما شكلت حالة وفاته ازمة جماهيرية لتشيع جثته بعد ان تم ارسال جثته بالسر الى محافظة الانبار وتم تشيعه من هناك .
وقد كانت الرواتب عالية جدا, فمثلا الدكتور الاجنبي يتقاضى 80 الف دولار سنويا . والعراقيين المترجمين يتقاضون مبلغ 250 دينار شهريا . وكانت هناك بيوت خاصة كملحق للمستشفى على شكل شقق يسكونها معظم الطاقم البريطاني وتقع خلف مركز شرطة الصالحية بالعمارة السكنية , عمارة رقم 34 . والمستشفى تقع في منطقة علاوي الحلة الموازية للمتحف البغدادي .وكانت هناك فلا كبيرة للاحتفال الخاص بهم لا يدخلها العراقيين في منطقة المنصور السفارة الاردنية سابقا . وقد كانو يخرجون بسفرات سياحية مثل الاهوار وشمال العراق ولهم الحق بقيادة السيارة في شوارع بغداد , الا ان ازمة بازوفت والممرضة دفني بارش اضافة وصمة عار للطاقم الصحي البريطاني ...
ومن الحالات الفريدة التي صادفتها في عملي هي ان اللجنة العراقية الصحية احالت مريضة تعاني من تمزق في قدمها نتيجة حادث سيارة وعند فحصها من قبل جراح التجميل البريطاني فقال لي تملكون خيرة الاطباء العراقيين من امثال الدكتور علاء بشير ولؤي ساسان وترسلون لنا تلك الحالات وهذا خير مؤشر على عمق وتطور الطب في العراق انذاك .
في احداث عام 1991 تعرضت الى القصف الامريكي وتم اصلاحها فيما بعد .
اليوم اصبحت تسمى مركز ابن البيطار التخصصي لجراحة القلب ..