قد يکون أکثر من مأزق لبايدن
منى سالم الجبوري
قد يکون أکثر من مأزق لبايدن
تزداد أجواء الضبابية والغموض على المنعطف الحساس جدا الذي وصلت إليه محادثات فيينا في ضوء إصرار المسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على شرطهم بشطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية للتوصل الى الاتفاق النووي، خصوصا بعد عمليات الشد والجذب بين الامريکيين والايرانيين والتي يبدو إن الإيرانيين لايريدون إعلان أي تعهد رسمي لهم بتقليص نشاطاتهم في المنطقة حيث إن القادة الايرانيين وفي مقدمتهم خامنئي أعلنوا لأکثر من مرة وخصوصا خلال الفترات الاخيرة رفضهم القاطع على المساومة على دورهم ونشاطهم في بلدان المنطقة وإعتبروا ذلك مساسا بأمنهم!
إدارة بايدن إذ تسعى لإظهار نفسها بأنها تقف موقف من يمسك بالعصا من وسطها، خصوصا عندما تبادر بين الفينة والاخرى لإطلاق تصريحات بشأن رفضها للتدخلات الايرانية وعزمها على وضع حد لذلك، غير إن الذي يرد من أنباء ومعلومات من خلف الکواليس لايبعث على الثقة بهذه الادارة خصوصا وإن التجربة المرة لبلدان المنطقة مع إدارة أوباما والاتفاق النووي الذي أطلق يد طهران في المنطقة، وإن المٶشرات معظمها تميل الى إن إدارة بايدن کما يبدو تميل للسير بنفس منوال إدارة أوباما، وبهذا الصدد يبدو تصريح أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 23 مارس الجاري بأن "التدخلات الايرانية مستمرة من دون انقطاع منذ أكثر من عقد من الزمن ولدى الدول العربية العديد من الشواغل حيال السياسة الإيرانية في الإقليم، خاصة في حال توصلها إلى اتفاق مع مجموعة (5+1) حول برنامجها النووي، الذي يمثل تهديدا للأمن والسلم، في الإقليم وفي العالم" وکأنه موجه لإدارة بايدن في خضم مايتم الحديث عنه بشأن إمکانية إزالة الحرس الثوري من قائمة الارهاب کشرط إيراني للتوصل للإتفاق.
التصريحات والمواقف الرافضة والمشککة للاسلوب والنهج والطريقة التي تتبعها إدارة بايدن في تعاملها مع طهران في محادثات فيينا، تبدو جميعها وفي خطها وسياقها العام کسمفونية متکاملة تعکس موقفا أمريکيا يميل الى مقدار مبالغ فيه من الليونة والتساهل تجاه طهران، وهو الذي يٶکد بأن التطمينات العلنية لهذه الادارة لبلدان المنطقة تبدو کفقاعات تنفجر على وقع مايکشف عنه من مستور يعکس الوجه الحقيقي للموقف الامريکي.
التصور بأن النظام الايراني سيبادر مع شطب حرسه الثوري من قائمة الارهاب بتخفيض وتحديد دوره ونشاطاته في المنطقة خصوصا وإن طهران تٶکد وبصوت عالي بأنها ترفض خفض التصعيد مقابل رفع الحرس من قائمة الإرهاب ولئن کان هناك الکثير من الاصوات الامريکية المتصاعدة الرافضة لشطب الحرس الثوري وخصوصا من الادارة الامريکية السابقة والتي وصلت الى حد إعتبار ذلك بمثابة إستسلام للإرهاب لکن الموقف يتجه بسياق نحو إسباغ الرسمية عليه ولاسيما بعد أن باتت الاصوات تتصاعد من جانب النواب الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء من الاسلوب الغامض والضبابي المتبع من أجل إبرام الاتفاق النووي مع طهران، وفي کل الاحوال يبدو بأن هناك في المسار المتبع من أجل التوصل لإبرام إتفاق نووي مع طهران، مايمکن وصفه بأکثر من مأزق لبايدن!