غداة الاحتجاج العراقي.. إردوغان يشكر بغداد وأربيل على "دعمهما للمعركة"!!
الحرة / وكالات - واشنطن:رغم استدعاء بغداد لسفير أنقرة وتسليمه مذكرة "شديدة اللهجة" إثر العملية التركية في شمال العراق، الثلاثاء، إلا أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، شكر الحكومة العراقية المركزية وحكومة كردستان، قائلا إنهما تدعمان "المعركة التي نخوضها ضد الإرهاب".
وكانت القوات المسلّحة التركية قد أفادت بمقتل اثنين من جنودها وعشرات المتمردين الأكراد، منذ أن بدأت الأحد حملة عسكرية جديدة تستهدف حزب العمال الكردستانيّ (المصنف إرهابيا) في شمال العراق، هي الثالثة منذ العام 2020.
وغداة الاحتجاج الرسمي العراقي، قال إردوغان، خلال اجتماع لنواب حزبه، إن بغداد وقادة إقليم كردستان يدعمون الحملة العسكرية التي تشنها تركيا برا وجوا، تحت شعار "قفل المخلب".
وتابع، وفق ما نقلت فرانس برس، "أشكر الحكومة المركزية في العراق والإدارة الإقليمية على دعمهما للمعركة التي نخوضها ضد الإرهاب"، مضيفا "أتمنى التوفيق لجنودنا الأبطال المنخرطين في هذه العملية التي نخوضها بتعاون وثيق مع الحكومة العراقية المركزية والإدارة الإقليمية في شمال العراق".
وقالت فرانس برس إن محلّلين يعربون عن اعتقادهم بأن قادة العراق وعلى الرغم من تقدّمهم باحتجاجات رسمية سعداء في قرارة أنفسهم بالجهود التي تبذلها تركيا لمعاقبة مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
وتصنّف أنقرة وواشنطن وعواصم غربية أخرى، حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.
ويشن حزب العمال الكردستاني تمرّدا ضد الدولة التركية منذ عام 1984 أوقع عشرات آلاف القتلى. لكن مسؤولين في بغداد يبدون علنا استياءهم إزاء الحملة العسكرية التركية في المنطقة الجبلية في شمال العراق.
"انتهاكات تركية مستمرّة"
والثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، أنها سلّمت السفير التركيّ، علي رضا كوناي، "مُذكّرة احتجاج شديدة اللهجة"، داعيةً تركيا إلى "الكفّ عن مثل هذه الأفعال الاستفزازيّة، والخروقات المرفوضة".
وقالت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، إنها سلمت السفير "مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على خلفية الخروقات والانتهاكات المُستمِرّة للجيش التركي، ومنها العمليّة العسكريّة الأخيرة واسعة النطاق والتي طالَت مناطقَ متينا، الزاب، أفاشين، وباسيان في شمال العراق".
وجددت الوزارة مطالبتها بـ"انسحابِ كامل القوّات التركيّة من الأراضي العراقيّة بنحوٍ يعكسُ احتراماً مُلزِمَاً للسيادة الوطنيّة"، موضحة أن "العراق يمتلك الحق القانوني لاتخاذ الإجراءات الضروريّة والمناسبة وفقاً لأحكام ميثاق الأُمم المُتحدة، وقواعد القانون الدولي إزاء أعمال عدائيّة وأحادية الجانب كهذه، والتي تجري دون التنسيق مع الحكومة العراقيّة".
واعتبرت الخارجية العراقية أن حالات الاعتداء التي تقوم بها القوات التركيّة، لايستندُ إلى أُسسٍ قانونيّة دولية، مشيرة إلى أن المادة 51 من ميثاق الأُمم المتحدة التي تبرر بها أنقرة أفعالها، "لا تُجيزُ إنتهاك سيادة بلد مستقل".
وأوضحت أن "تواجد معظم عناصر حزب العمال الكردستانيّ في شمال العراق، جاء نتيجة لاتفاق بين الحكومة التركيّة والحزب المذكور".
وأكدت أن "إنتهاك سيادة العراق لن يكونَ أرضيّةً مناسبة لإيجاد حلولٍ تشاركيّة، ومستدامة للتحديات الأمنيّة، التي تضعُ أولويّة زيادةِ التعاون الامني بين الجانبين، سبيلا ناجعا لتحقيق المصالح المرجوة ومواجهة التحديات".
"قفل المخلب"
وتنفّذ تركيا عادة هجمات في العراق، حيث لحزب العمال قواعد ومعسكرات تدريب في منطقة سنجار وفي المناطق الجبلية في إقليم كردستان العراق الحدودي مع تركيا.
وتأتي العملية الأخيرة التي أطلق عليها "قفل المخلب" بعد عمليتي "مخلب النمر" و"مخلب النسر" اللتين أطلقهما الجيش التركي في شمال العراق عام 2020.
لكن هذه العمليات تفاقم الضغط على العلاقات بين أنقرة وحكومة العراق المركزية في بغداد التي تتهم تركيا بأنها لا تحترم سلامة أراضي جارتها.
وفي واشنطن، أكدت متحدثة باسم الخارجية الأميركية، للحرة، الثلاثاء، أن الوزارة على علم بالتقارير الصحفية المتعلقة بالعمليات التركية في شمال العراق.
وقالت المتحدثة، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، "نعيد التأكيد على أن النشاط في العراق، يجب أن يحترم سيادة العراق وسلامته الإقليمية".
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة صنفت حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية أجنبية وإرهابية عالمية، لكنها شجعت الحكومات على العمل سوياً لتفادي تضارب العمليات العسكرية عبر الحدود.
وأعادت التأكيد على التزام الولايات المتحدة بتعافي المجتمعات في سنجار في أعقاب الإبادة الجماعية وغيرها من الفظائع التي ارتكبتها داعش.