محطات من التآمر على العراق
الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
محطات من التآمر على العراق
تابعنا بألم شديد وأهتمام تفاصيل المقابلة المثيرة للغاية التي اجرتها قناة القبس الكويتية (برنامج الصندوق الاسود) مع حمد بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الاسبق سيما ماذكره عن انصياعهم وتقديمهم كل اشكال العون والدعم للمعتدين الامريكيين لتنفيذ مخططهم الامبريالي الصهيوني بأحتلال العراق وبين موقفهم المغاير من الامريكيين عندما طلب منهم تقديم المساعدة لضرب نظام الملالي في طهران،ففي حالة العدوان على العراق سخر المسؤلين كل امكانيات قطر ، ولم يعترضوا على شئ، وفي حالة نظام طهران، قالوها بالحرف الواحدعلى لسان (موقفنا معروف بهذا الموضوع ومبلغ لجميع الاطراف المعنية اننا لن نكون طرف ولن نقبل ان نكون طرف في اي نزاع عسكري مع ايران ...ايران جارة مهمة لنا عندنا معها علاقات جيدة ...واكدها لن نقبل لن نقبل وضع تحتها خطين لن نقبل اي عمل عدائي ضد ايران.) بصراحة لم أكن لاحمل المقابلة أكثر مما نعرفه عن انصياع عديد من الانظمة العربية لارادة الغرب ونحن نعلم ان قطر وغيرها ربما غلبت على امرها ونفذت مرغمة ما ارادته دولة الشر امريكا لتنفيذ عدوانها واحتلالها العراق ،الا ان ماذكره السيد حمد آل ثاني من موقف مثير حينما رفضت قطر دعم أمريكا في خلافاتها المزعومة مع نظام ملالي طهران،ولماذا لم تتخذ قطر ذات الموقف الرافض للمخطط الامريكي بالعدوان على العراق؟؟؟؟.
مسخرة الديمقراطية الامريكية
كان لي علاقة بحكم العمل والمهام الاكاديمية مع احد طلاب الدراسات العليا،وطالما صدع رأسي سيما في بداية معرفتي به بالتجربة الامريكية الديمقراطية في العراق المحتل وكيف تخيل انها ستعم المنطقة وووووو...وانها ستكون نقله نوعية لكل المنطقة ذات الانظمة المستبدة والظالمة وووو ...حقيقة كنت اشفق عليه وعلى الطريقة التي يتخيل بها الاحداث والشئ الذي كنت متأكد منه انه سيفيق من هذه الاوهام ويزيح من خياله سيناريوهات الافلام الهندية ....وكنت ابذل معه جهد جهيد من الحوارات والتفسيرات والتحليلات التي القيها على مسامعه ومنها توقعاتي على كل مايحدث الان في المنطقة بما فيها موضوع التطبيع والاويئة وغيرها من التي سنراها قريبا وكان يحيط بالشكوك كل ما كنت اقوله له بما يحدث في العراق المحتل من تجارب كارثية يندى لنتائجها جبين كل انسان عاقل ...وبعد مضي سنتين وقد اكمل دراسته دعاني على الغذاء في بيته وقبل ان نتناول الطعام قال بصوت متردد اريد ان اعترف لك بأنني لم أكن اصغي او استوعب بعناد ما كنت تذكره لي من حقائق عن المشروع التدميري الامريكي الصهيوني الايراني في العراق وماذا سيترتب عليه من نتائج وخيمة على جميع دول المنطقة بلا استثناء.
نحن كعراقيين ابتلينا بالكثير من المحن والمصائب و أولها أننا ابتلينا بجيران مثل نظام طهران لايحبون الخير للعراق ولا لشعبة وتمنينا ان يكون بيننا وبينهم جبال من نار وآخرين تمنينا لو انهم يتمعنون و يدركوا ان الدهر يومان يوم لك ويوم عليك ،الشئ المحزن ان هؤلاء الجيران ما زالوا يفكرون بعقلية الثأر والانتقام والإبقاء على العراق ضعيف مفكك شعبه جائع ومشرد وتشتعل بين جنباتة نيران الفتن والأحقاد وثرواته يتنافس على سرقتها دول الاحتلال بما فيهم خدام الاحتلال وعملائه الذين يدعون كذبا انهم عراقيين،وقد سلطوا أفاعيهم لتنهش جسد العراق من الداخل،وسخروا كل المؤسسات الدولية في العالم التابعة لهم للتآمر عليه فهناك التعويضات التي فرضت على العراق،التي يستوفيها حكام الكويت ظلما وتجبرا وحرب المياه من قبل تركيا وايران والتي تحول من جرائها دجلة والفرات الى جدولين خاويين .. ولا دسائس إدخال الإرهاب (داعش والمليشيات الفارسية ) للاستمرار بالفوضى التي خلقوها واراقة دماء العراقيين بعمل ممنهج ومخطط لتدمير العراق..
تدوير نفايات الاحتلال
منذ مهزلة الانتخابات الاخيرة قبل سبعة اشهر والتي شهدت عزوف شعبي عن المشاركة فيها ،تستمر ظواهر القهر والظلم والتعسف بحق العراق وشعبه وماتزال نفس الوجوه الكالحة العميلة تطل علينا بطلاء وماكياج جديد لتبدأ فصلا جديدا في خططهم لشطب العراق من الخارطة وليدخلونا في انفاق ودهاليز جديدة فالذين يتصارعون اليوم على الحلبة السياسية هم انفسهم الذين خرج الملايين من العراقيين ضدهم..وهم انفسهم الذين حضوا بالدعم من الغزو الامريكي البريطاني الفارسي ،واصبح واضحا ان المخطط الاحتلالي مستمر بأفتعال الازمات وزيادة مآسي العراقيين رغم هذه الزيادات المهوله بأسعار النفط، مع ملاحظة أن الدول التي استنزفت خيرات العراق وموارده واسهمت بتجويع شعبه من خلال حصولها على التعويضات المجحفة والتعسفية لا تزال تسعى للثأر والانتقام منه.
من لايدرك ان دول الجوار تستغل ضعف العراق وفقدان سيادته وتفككه وتحوله من دوله مهابه الى دولة يستسهل لهؤلاء الجيران قطع المياة عنه وسلب ثرواته واستباحة اراضيه ،من ينكر أن بعض دول الجوار استغلت وجود الاحتلال وذيوله ووجود اناس باعوا ضمائرهم للشيطان هذه الدول بدأت عملية القضم الممنهج من ألاراضي العراقية،وسيطرت على قنوات وممرات مائية عراقية وشيدت ووسعت الموانئ لتحاربنا اقتصادياً، وطالما ترددت دعوات المسؤولين في هذه الدول بأن لا يبقى شئ عامر في العراق ، واليوم تريد أن تستثمر وتجني الأرباح الطائلة من خلال المساهمة الفاعلة مع المحتلين في إعادة العراق الى عصر ما قبل الصناعة.
ان الذين جاء بهم الاحتلال من سقط المتاع الذين رحبوا وهللوا لخدمة الاحتلال والتعاون معه لتنفيذ مخططاته لتدمير العراق، ولذلك ادرك المحتلين انهم لم يكونوا بحاجة لاناس اذكياء ومهذبين لخدمتهم، بل الى اناس موسومون بالانحطاط والتملق والسخافات، ليرضى عنهم الاحتلال وليأكلوا من الكعكة، وهذا مصطلح شاع بين المحتلين وعملائهم، لذلك كانوا يتفننون في إبداء الطاعة والولاء، في اقامتهم للولائم خرافية البذخ والإسراف من الاموال التي يسرقونها من اموال الشعب، فينصبون الموائد تكفي لإطعام مئات الاشخاص، بينما عدد المدعوين لا يزيد على ستة من حثالات الاحتلال ، كان الاحتلال وسيبقى ينظر لهؤلاء انهم مجرد لصوص فاقدي الشرف، موالين لسلطة الاحتلال، يتفننون بالمبالغة في الطاعة والولاء، وينتظرون منهم المزيد، طالما انهم اظهروا معدنهم السئ وفقدو التهذيب والاحترام.
نحن جمعناكم من حانات أوربا
في احدى لقاءات وزيرة الخارجية الاسبق كونداليزا رايس مع عملاء الاحتلال عبرت لهم بصراحة عن رؤية دول الاحتلال للعملاء في العراق،حيث قالت لهم " نحن جمعناكم من حانات أوربا، ولولا جيشنا، لعلقكم شعبكم على أعمدة الكهرباء، فأعرفوا مقامكم ،ويروي أحد أعضاء مجلس الحكم سئ الصيت حادثة مزدوجة المغزى، تدل على مقام العملاء من جهة، وقلة تهذيب المسؤولين الامريكيين من جهة أخرى. أن أعضاء مجلس الحكم الذين كانوا يجتمعون كاللصوص بإدارة بريمر، في المساء وبعد إعلان منع التجول، يحملون هويات خاصة لدخول المنطقة الخضراء، التي بها الكثير جداً من نقاط السيطرة، تقف السيارة، ويطالبهم جندي أمريكي بهويات الدخول، وإن شاء تفتيش السيارة، وقد يفعل الجندي ذلك بقلة صبر من جراء التعب، والروتين ومواجهة المخاطر، والاهم الاستهانة بالشخصيات العميلة التي أمامه،وكان أعضاء مجلس الحكم يتجمعون أربعة أو خمسة ويذهبون للمنطقة الخضراء بسيارة واحدة تجنباً للمتاعب.
بريمر يشخصهم
بريمر المجرم، بعد أن أنهى خدمته في العراق وعاد إلى الرفوف العالية، كتب مذكراته المعروفة والمنشورة، ذكر فيها مآثر المتعاونين معه، فوصفهم باللصوص والسراق، والكذابين، والمتملقين، ويتقاضون رواتبهم منه، ووصف أفضلهم بأنه مستثمر أكثر مما هو سياسي. وفي وصاياه لخلفه نيغروبونتي، يقدم له نصائح ذهبية كلها من عيار : أياك أن تثق بهم، مخاتلون، محتالون، وضيعين ووقحين عديمي الحياء، بلداء وثقلاء، فارغون فكرياً، وفاشلون سياسياً، وكبيرهم كما صغيرهم دجالون ومنافقون، المعمم الصعلوك والعلماني المتبختر سواء بسواء، وشهيتهم مفتوحة على كل شيء: الأموال العامة والأطيان، واقتناء القصور، والعربدة المجنونة، يتهالكون على الصغائر والفتات بكل دناءة وامتهان، على الرغم من المحاذير والمخاوف، فإياك أن تفرّط بأي منهم لأنهم الأقرب إلى مشروعنا فكراً وسلوكاً، وضمانةً مؤكدة، لإنجاز مهماتنا في المرحلة الراهنة.
هذا الوصف الدقيق ، ورد في رسالتة التي وجهها للسفير الأمريكي ، نيغروبونتي، الذي جاء بعده ولخص نصائحه وانطباعاته في عشرة فقرات (منشورة على الأنترنيت) بريمر أثبت انه لم يكن يحترم العملاء رغم كل تزلفهم وولائمهم وبذخهم الخيالي والخراف المحشية والعجول المشوية، على حساب مال العراق الحرام الذي سرقوه ناهيك عن القبلات الحميمة، والله أعلم بتلك الحفلات والليالي الملاح، علما ان لبريمر صولات وجولات عاطفية، وخرج من العراق مثقلاً بهدايا وأرصدة وهذه تعتبر في التقاليد الأمريكية شطارة وليست عار، فهو محتل وهذه غنائم، وبعد صفة التعاون مع المحتل لا يوجد عار أكبر، وهي نقطة عار سوداء لا تغسلها كل بحار العلم والعالم، سيورثونها المتعاونون لأبنائهم وأحفادهم.
فشل سياسي بأمتياز
استطيع القول هنا ان محاولات الاحزاب والجماعات المتنفذة، بالتنسيق مع الحكومات العميلة في المنطقة الغبراء ، حققت بعض النجاح في كسر الحراك الجماهيري بالقتل والاغتيالات وخطف الناشطين والناشطات وترويع المتظاهرين، وكذلك في محاولة منع تشكيل حكومة جديدة،الا بالشكل والمضمون الذي يحمي ويديم مصالحها الحزبية والفئوية وهو ذات المنهج الذي اتبعوه منذ ان مكنهم الاحتلال من الهيمنه على السلطة السياسية بالبلد وهو منهج معروف تمارسه النظم القمعية الفاسدة عنوانه الرئيسي هو منع السياسة وتغليب منطق البطش والإرهاب
أن حكومة الكاظمي 'الانتقالية' لم ولن تستطيع ان تفعل اكثر مما يطلب منها شكليا، لانها شكلت على ذات الاسس التي خرج الشعب ضدها وقدم الاف من الشهداء والجرحى والمغيبين والمهجرين ووو وهي أسس المحاصصات، وجوهرها استمرار لعبة المصالح السياسية والفساد والتبعية الخارجية، وستبقى عقبة تشكيل الحكومة وستعود المظاهرات، وسيتم استغلال مسرحية كورونا رغم انتهائها في دول العالم وسنبقى نسمع بالاخبار التصعيد الأمريكي الإيراني، وستزداد حدة وقوّة إرادة المتظاهرين العراقيين، وصولا الى عودة العمل السياسي إلى العراق
لقد تبين للمواطن العراقي الخيط الأبيض من الخيط الاسود ..واصبحت الحقيقة الناصعة من ان الذئاب المسعورة الغادرة التي جاءت خلف دبابات الاحتلال لايمكن ان تتحول الى حملان وديعة ..وان العراق سيبقى عصيا قويا …على شراذم البغي والعدوان واملنا كبير في ابناء شعبنا بمشاعرهم الوطنية وحرصهم على وطنهم العظيم …