قطع رواتب الجماعي - محافظة السليمانية
أنـورأبوبكركريم الجاف
قطع رواتب الجماعي - محافظة السليمانية
"إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ. فاصغوا واستمعوا أيُّها العراقيُّون الشرفاءُ"
هل أصبحتِ السليمانيةُ شرَّ الثلاثة من الشرّ الثلاثي المحتوم حتى يَحرم موظفوها من رواتبهم الشهرية واستحقاقاتهم وترقياتهم السنوية دون غيرها من المحافظات العراقية الأخرى؟! أليسَ قطع الرواتب الجماعي للحرمان من الأرزاق جريمة مكتملة الأركان؟! فأينَ أحكامُ الدستور وقانون العقوبات العراقية والدولية من هذه الجريمة؟
من المؤسف جداً أن يصلَ وضرُ الأحقاد والضغائن الحزبية والحسادة والشحناء بين جناحي الحركة الكردية إلى التقاتل والتهارج الشرس على منصب تشريفي يُشغله الآن شخصية كردية مشهود له بإخلاصٍ ومهنية وحِرَفية. وله خبرة كافية خلال دورته السابقة ولاسيما عند استوزاره رئيساً للوزراء في الإقليم. ويشهدُ له الخصومُ قبل الأصدقاء...
فبنسبة هذه الشخصية السيد بـرهم صالح هوالابن البار الصالحُ لأحد قضاة السليمانة المعروفِ بعدله ونزاهته في القضاء. فأنًّ ابنه أيضاً رجلٌ عراقيٌ أمينٌ يحبُّ العراق كحَدَقة عيْنَيْهِ كمايعتزُّ بأُمته ويدافعُ عنها حسبَ صلاحيتهِ المخولة بكلِّ ما أُوتي له من قوة. وهو من الناحية الدستورية تتوفرُ فيه جميع الشروط المطلوبة أكثرُ من غيره.
فمن هذا المنطلق لاينبغي للجناحين أن يصل بهما الأمرُ إلى هذا الاختلاف والتقاطع والتنابز بالألقاب وإيصال الشعب العراقي بما فيه الإقليم إلى الخطورة والمجازفة وتسليمهما إلى الأصدقاء الأعداء التقليديين يلعبون بالكرة الكردية حسب أمزجتهم وأهوائهم .
ونحن المواطنين،أصحاب الأقلام الحُرَّة نلاحظُ هذه الآلآم ونشعرُ بها من بعيدٍ، فكيف ياحكّام لاتُبْصرون هذه الأوجاع والأدواء الغاشية التي تنتظرُ أُمَّتكم؟!وهل تعلمون أنَّ الحالة المزدرية في السليمانية،مهدََ الثورة الحديثة ومشعلَ الديمقراطية ومأمناً لثوّار العرب أنفسهم أصبحتِ الحالة فيها اليوم أنْ يَلعنَ أهلُها هذا الظرف الخبيث الغاشم المتغشرِم الذي كلْكلَ على صدورِ شعبها من قطع الراتب وسيطرة الجوع والفقر والأمراض وسوء الإدارة والخدمات؟
وبالمقابل قسمٌ من مواطنيها يتمتعون بخيراتِ البلد عن طريق السرقة والتهميشِ والتسلُّط والإقصاء!
فما من متنَفِّذ إلاّ وله آبارٌ نفطيةٌ وقصورٌ وشقق وشركات عملاقة! أى أنَّ الشعب الكردي انقسم إلى قسمين: جماهيرُهم في جوع وفقرٍ وهوان الحياة وذلّ الممات! بينما أقلَّيتهم في بحابح وفراديس الجنان،وكأنهم فراعنة آخر الزمان .
ونحن واثقون أن الحالة التي في أربيل ليستْ بأفضل من الحالة في السليمانية. فيامنْ تحسبون أنفسكم حكامَ كردستان عُتاة، هل تُشبهون الجبابرة والفراعنة الشداد المتسلطين على رقاب شعوبهکم أم تمثلّون رسول السلام السيدَ المسيح الباسط ذراعيه لأمته ولسان ُحاله يقولُ: هلُمّوا إلىَّ أنتمْ أسيادي وأنا خَدّامُكم!
فبارك الله في ملك أردنَ الذي منع الاستجداء من شعبه فيقول:أنا استجدي لصالح شعبي، ولن أقبل أحداً من شعبي أنْ يستجدي داخل بلدي! فهلاّ تسمعون فتبصرونَ؟!