" يا عمّال َ العالم اتحدوا "
د. أنور أبو بكر الجاف
" يا عمّال َ العالم اتحدوا "
منذ أن كنت في الثانية عشرة من عمري حتى عام 1980 كان يوم الأول من مايو/آيار بهذا العنوان أعلاه يُحتفل به في محافظة السليمانية بكل فخر وبمهرجانات عارمة ومظاهرات شعبية ملفتة بمناسبة عيد العمال العالمي .
وكانت الجموع تملأ الشوارع معبرةً عن قوة ووحدة الطبقة العاملة، وهذه المظاهرات كانت من أعظم الاحتفال في جميع محافظات ومدن العراق وربما في معظم بلدان الشرق الأوسط وآسيا والدول العربية أيضًا.
اليوم في ظل ما يُسمى بالسوق الحرة والرأسمالية غير المنظمة قد اختفى ذلك الاحتفال العظيم وحلّ محله الاضطراب والبطالة المتفشية والفقر والمرض !.
والأسوأ من ذلك أن وضع العمال في إقليم كوردستان اليوم في غاية السوء... لا توجد شركات تهتم بصحة العمال فلا تأمين صحي متوفر ولا أي ضمان قانوني للعمال ولا توجد من الحكومة مبادرات لتوفير وظائف أو تأمين اجتماعي يضمن الحقوق الأساسية للعمال ويسهل تقاعدهم .
علمًا أنه وفقًا لإحصاءات الـ34 سنة الماضية في المنطقة من بين 32000 عامل فقط 800 منهم قد تقاعدوا ومعظم هؤلاء المتقاعدين كانوا في زمن النظام السابق
وقد توفي الكثير من هؤلاء المتقاعدين، ورواتبهم التقاعدية التي لا تتجاوز 350000 دينار عراقي لا تكفي لتغطية نفقات العيش لشخص واحد .
فمن المسؤول عن هذا الإهمال والوضع الصعب الذي يعيشه العمال في إقليم كوردستان؟ يجب البحث عن الحقائق ومحاسبة المقصرين من الشركات وأصحاب العمل وكذلك المسؤولين الحكوميين!"