أعلى شلال في العراق .. طُبعت صورته على العملة الرسمية ويتحول لجبل جليدي شتاء
الشلال الجامد خلال فصل الشتاء تنظر إليه سائحة باستغراب
الجزيرة/صلاح حسن بابان:يزخر إقليم كردستان العراق بالعديد من المناطق السياحية من جبال ووديان وشلالات ومناظر خلابة بالإضافة إلى المعالم الأثرية، مع تمتعه بدرجات حرارة منخفضة صيفا وتساقط الثلوج شتاء؛ وهذا ما جعله وجهة للملايين.
ويعد الشلال الجامد الواقع في إحدى القرى التي ترتفع عن سطح الأرض 1700 متر، والتي تتبع لقضاء جومان في إدارة سوران بمحافظة أربيل، من أكثر المناطق السياحية غرابةً؛ فهو أعلى الشلالات ارتفاعا في البلاد ويصل ارتفاعه إلى 38 مترا، ومن صفاته أن الماء يتدفق من أعلاه إلى أسفله في الفصول المعتدلة لكنه يتجمد ويتحول إلى أشبه ما يكون بجبل جليدي في الشتاء.
العملة العراقية فئة 50 ألف دينار تضمنت صورة للشلال الجامد
ولأنّه أعلى الشلالات في البلاد، وضعت الحكومة صورته على فئة 50 ألف دينار من عملتها الرسمية، وفقا لمدير السياحة في إدارة سوران برزان محمد.
وضع صورته على العملة المحلية دفع الجهات الحكومية إلى تعريفه بشكل أوسع عبر وسائل الإعلام؛ فرفع من إقبال السياح عليه، إلا أن محمد يُشير إلى شبه انعدام الخدمات فيه، لا سيما طريق الوصول إليه.
يقرّ مدير السياحة -في حديثه للجزيرة نت- بأن توفير البنى التحتية من الخدمات الأساسية للشلال -لا سيما الطرق- ستزيد من أعداد السائحين وتجعله من المناطق المنافسة مع المناطق الأخرى، مؤكدا اختيار إدارته نحو 75 مكانا سياحيا لتوفير الخدمات الأولية له.
وكان الإقليم قد سجل رقما قياسيا في أعداد السياح الوافدين إليه خلال عام 2021؛ إذ تخطى 4 ملايين، بزيادة قدرها 525% في عدد السياح على مدى السنوات السبع الماضية، وفقا لإحصاءات صادرة عن هيئة السياحة.
ويوجد أكثر من 200 موقع سياحي في كردستان، من ضمنها 25 منتجعا سياحيا قديما وجديدا، كما يوجد 15 نوعا من السياحة في الإقليم أهمها الدينية والمائية والريفية والشتوية والصيفية والعلاجية الطبية والطبيعية والتاريخية.
وتقع نحو 90% من المناطق السياحية في أربيل ضمن إدارة سوران، وهذا ما أنعش القطاع السياحي في المحافظة خلال السنوات الماضية مع استمرار اكتشاف المناطق السياحية فيها.
غياب الخدمات الأساسية
ومع تميّز هذه الإدارة بمناطقها السياحية، إلا أن مدير منظمة وار لحماية البيئة، هه ژار ماهر، ينتقد عدم توفر البنى التحتية في المناطق السياحية، لا سيما افتقارها إلى الطرق العامة، فضلا عن عدم وجود دليل سياحي يساعد على الوصول إلى المناطق السياحية، وهذا ما أدى إلى غياب الكثير منها عن الأنظار.
وتسعى حكومة الإقليم -حسب ماهر- باستمرار إلى تنويع وارداتها وعدم الاعتماد على النفط فقط، ورغم أن كردستان قابلة لتكون مقصدا سياحيا، فإن هذا القطاع لا يحتل حيّزا كبيرا في تأمين ورادت الإقليم.
لكن رئيس المنظمة يؤكد -للجزيرة نت- أن هذا القطاع بإمكانه توفير فرص عمل كثيرة للمواطنين في حال تمّ الاهتمام به أكثر.
ويقترح ماهر على الجهات الحكومية اعتماد التقنيات المتطوّرة باستخدام التكنولوجيا لوضع دليل سياحي إلكتروني يُمكّن السياح من التعرّف على جميع المناطق السياحية لغرض زيارتها.
وبيّن أن السائح -بوجه عام- ينجذب نحو المناطق التي توجد فيها المياه والشلالات، خاصة النادرة منها كما في الشلال الجامد.
دور القطاع الخاص
أمّا الخبير الاقتصادي محمد حسين، فيقترح نقله للقطاع الخاص من أجل تنشيط السياحة، معتبرا أن الحكومات المتعاقبة في الإقليم وفي المركز فشلت في زيادة حيويته وكانت إدارتها له سيئة.
ويؤكد الخبير الاقتصادي -للجزيرة نت- أن من شأن التحول للقطاع الخاص توفير الكثير من الوظائف للطبقات دون خط الفقر، والإسهام في تنشيط الحركة الاقتصادية أكثر في كردستان، فضلا عن المساعدة على تدفق الأموال.