"التقيت ابني أيوب بزنزانة في سجن "الجلمة"، سمعت دقات قلب ابني لأول مرة في حياتي، ألبسته جواربه، أطعمته بيدي، نمت بجانبه، شربنا شاياً سوية ولأول مرة بحياتي"...
"قطفت ثمرة 17 عاماً بهذا اللقاء، كان أجمل مما حلمت، شاب لطيف، هادئ واع، كلامه حلو، فعندما اعتقلت كان عمره 25 يوماً، عاش بعيداً عن أبيه وأنا بعيداً عنه، هو يبحث عن أبيه وأنا أبحث عن ابني"...
"وصلت قبله فقمت بتنظيف الزنزانة وعند الساعة 11:30 فتح الباب، دخل وحضنني بقوة ورفعني عن الأرض وهذا كسر حاجز 17 عاماً مضت، حاولت ان لا أُضيع ولا دقيقة فتحدثنا طوال الليل وعندما تعب سمحت له بالنوم 3 ساعات وأنا بقيت بجانبه اتأمل ملامحه، وعندما أيقظته ركب على ظهري كالطفل"...
"الساعة الثامنة والثلث صباحاً فُتح باب الزنزانة وجاء الضابط ليعلمني أنهم جاءوا لأخذ أيوب، اختفى من أمامي وشعرت أنهم انتزعوا قطعة من قلبي وأخذوه... لقاء انتظرته 17 عاماً ليُختزل بـ 20 ساعة فقط"...
هذه الشهادة نقلتها محامية هيئة الأسرى عن الأسير ليلي أبو رجيلة (44 عاماً) من محافظة رام الله، اعتقل الأب عام 2006 وحكم بالسجن المؤبد، أما الابن فاعتقل نهاية 2021، ومنذ اعتقاله حاول مراراً لقاء والده لكن إدارة سجون الاحتلال كانت ترفض باستمرار حتى سمحت له في 25.05.2022