أبكيك مدينتي / الشاعرعبد الواحد خمخم
أبكيك مدينتي وأنت ساكنة قلبي الجريح
وأصرخك في كل العالم وأنت دمي المليح
لك روحي وجسدي بشهادة التاريخ
نور عيني لا يبصر إلاّ جمالك وأصلك العريق
أنت حقا للصمود كونا
وللأصل أرضا ومجدا
كنت للعز ولا زِلت ولا نَسْفاً
صدى صوتك يُرهق الأعداء
يجعلهم يستغشون ثيابهم
ويُزعزع كيان قلوبَهم
ويُرسلهم إلى أسفل سافلين
ويلعنهم على لسان العالمين
أبناؤك لازالوا على قيد الحياة
رغما عن البحر والعدوان
من أجلك جاهدوا بالغال والنفيس
غادروك لئلا ينزلق عهدك
لم تخرج أرواحهم يوما من حوضك
لشأنك وهبوا حياتهم
لأصلك ضحّوا بأبناءهم
ريفك يُزعزع المعتدين ويُرهبهم
شموخ رجالك يُفقد المتربصين كيدهم
أبناؤك يصدّون كل مغتصب أراد بك سوء
أو كاد لك كيــــــدا
نحن هنا لتعيشين وأنت للصمود عزّاً
والشباب من أجل نخوتك للبحر قهرا
حبك لا يبيد ويبقى لحماك جندا
وحسّك لا يحيد ويحيى لوقرك رُعبا
سياسة المتخاذلين غدرا نصعُقُهُ
وخيانة المتحايلين شوكا نحصُدُهُ
مناجلنا لا تزال تُخيف رؤوس الشياطين
وتقطع جذور شجرة الزّقُّوم
وتأبى إلا أن تُعاهدك بالنصر المبين الدّيموم
معالمك حصينة بقائمة القائمين
ومساجدك عامرة بدعاء الصائمين
لا تكترثي وأرضك خصبة تٌنبت الأمجاد الصادقين
وعيشي وأنت عالية القامة تحت عرش رب العالمين
أنت إسم على مُسمّى وعيونك تسُرُّ الناظرين
فهنيئا لك النصر في الأولين والآخرين
تاريخك يُذكر عند الشهداء في أعلى عِلِّيِّين
ويُحَاسِب كل معتد أثيم
عُتُلٍّ بعد ذلك زنيم
يوم الدين والحق المبين
وأنت من الفائزين عند سِدرة المنتهى مع الحبيب على اليمين .