هل بدأ سقوط كرة الثلج للعملية السياسية؟
الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
هل بدأ سقوط كرة الثلج للعملية السياسية؟
شهد العراق بعد احتلاله في نيسان 2003 وبشكل منظم ومخطط غير مسبوق فرز طائفي وعرقي وسياسي بين مكونات الشعب العراقي وصلت ذروتها في الاونة الاخيرة عندما دبت الخلافات الحادة بين المستحوذين على السلطة، فأخذت شكل أزمات متعددة الأبعاد ماديا وسياسياً واجتماعياً وأمنياً يغذيها إرث عشرين عاما من النهب والسلب والقتل والتغييب لكل مناطق العراق، ولهذه الأزمات تداعيات كبيرة على الشعب العراقي وتشكل عقبة أساسية أمام مسعى بناء دولة المؤسسات والمواطنة في العراق، فتأتي الحاجة للتغير الحاسم بكل اشكاله والوانة كمتطلب اساسي وكأحد أهم السياسات المناسبة لمعالجة الصراعات السياسية والعنف والتدهور بكل ابعاده الذي يعانيه العراقيين،منذ ابتلائهم بالاحتلال وذيوله.
العراق بين الريبة والرهبة
نقلا عن مقال للسيد عباس هادي السعداوي ، بعنوان ((العراق مابين الريبة والهيبة)) تكلم فيه عن معلومات دقيقة جدا وليست اشاعات او فبركة عن مستقبل العراق الجديد لما بعد عام ٢٠٢٤ وتسلم بريطانيا مهمة التغيير القادم بالعراق وترؤسها فريقا خاصا من الامم المتحدة يمهد لنظام عراقي جديد .وان بريطانيا قد اختارت فعلا فريقا خاصا لهذه المهمة بدأ عمله لمدة زمنية لاتتجاوز ٥ سنوات . وقد حصلت يوم امس على معلومات مؤكدة من شخصية سياسية معارضة وردته من صديق مطلع مقيم في اوربا تشير الى ان الامم المتحدة والاتحاد الاوربي قد اختار فريقا من عشرة اشخاص عراقيين سياسيين معارضين كلفوا بكتابة تقرير عن اهم المقترحات الشعبية والنقاط المهمة للنظام الجديد الذي سيطبق بالعراق وفق المدة الزمنية المقررة .
ومن الواضح ان الكاتب احد هؤلاء العشرة حيث ذكر انه واحد من ثلاثة يعرفون بهذه التفاصيل ، وانه لم يرد الكتابة عنها قبل عام ٢٠٢٣ لكن احدهم سبقه واعلن عنها .ومعلوماتي تشير الى ان فايق دعبول الشيخ علي وحميد الكفائي من ضمن هذا الفريق .يتضح من هذه المعلومات والتطورات ان نظاما جديدا للعراق قد تقرر العمل عليه باتفاق امريكي بريطاني وباشراف اممي ، وسيتم العمل به بعد اكمال الدراسات وشكل النظام الجديد الذي سيزيح هذه العملية السياسية الى الابد ، وسيتم تطبيقه ان اظطروا بالقوة الاممية وان الانتخابات ستكون باشراف كامل من الامم المتحدة لضمان نجاحها .
هذا هو سر تصريحات فايق الشيخ علي واعلانه العام ٢٠٢٤ حسب رؤيته انه سينفذ الامر بعد الانتخابات الامريكية القادمة .
ان لم يسقط هذا النظام قبل ذلك نتيجة الصراعات الداخلية ، فسيعمل الفريق الى التنفيذ الفوري للخطة المقررة للنظام العراقي الجديد
بهاء الاعرجي يهاجم في تموز
كعادته دوما حاول بهاء الاعرجي ان يحلق بآرائه بعيدا عن اسراب الاخرين،واولها ماذكره بهاء من انزعاج وزعل مقتدى الصدر من اخفاق جماعاته بتحشيد الاعداد البشرية(لم يتمكنوا وفقا للاعرجي من جمع خمسين الف شخص) التي كان يلوح بها في مواجهة خصومه الذين زادوا من هجماتهم على مقتدى الصدر وتياره،ومنها على وجه الخصوص ما تم نشره بشكل واسع من احاديث قيل انها لنوري المالكي،والتي تضمنت كلام فيه كثير من التهديد والوعيد وتوصيفات تدل على وصول الخلافات بينه وبين الصدرالى مرحلة كسر العظم،ويطالب بعض من مناصري مقتدى ان يتم محاسبة نوري المالكي ،على ماصدر منه ان تم تثبيت ذلك بشكل قانوني.
اما المسألة الثانية التي تضمنتها آراء الاعرجي فكانت مقارنته بين الرئيس العراقي قبل الاحتلال وبين من هيمنوا على السلطة بعده،(ان صدام حسين افضل واحسن واشجع من حكم العراق في الفترات السابقة ولن يأتي شخصا يحمل صفاته بعد الان ....وقال الاعرجي لنكن واقعيين…صدام كان يقود العراق بطاقم سياسي محنك عكس سياسي الحكومات التي جاءت على ظهور دبابات الامريكان بعد ٢٠٠٣وانا منهم واضاف الاعرجي…اتحدى المرجعية ان تطرد لصوص العراق الحاليين وهي لن تفعل ذلك…لانها مشتركة معهم في سرقة العراق وإيهام ابناءه بأنها صمام الامان لهم) والملفت ان هذه التصريحات جاء في وقت يتذكر فيه العراقيين الثورات التي حدثت في العراق في شهر تموز ومنها 17 تموز 1968 التي كان الرئيس صدام احد ابرز قادتها.
بايدن في المنطقة
منذ اسابيع والتحليلات والتعليقات والتوقعات،تدور بين اروقة من يعنيهم أمر زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن للمنطقة ومباحثاته البينية الفرادية والجماعية مع دول مجلس التعاون اضافة الى العراق،وتسربت كثير من الاخبار التي تراوحت بين المستبشرين وبين المصدومين مما آلت اليه المباحثات،وحقيقة الامر ان على اكثر المتفائلين او اكبر القلقين ان يفهموا ان بايدن هو ساع بريد مكلف ان يوصل رسائل محددة جوهرها خدمة مصالح القوى الرأسمالية العالمية،وبالتحديد منها المنظومات التي تقود امريكا وبريطانيا وفرنسا واغلب الدول الاوربية،ورغم ان المتفائلين ركزوا على الجوانب التي تزعم ان الرئيس بايدن قد تعهد بها لدول الخليج العربي منها تقليم اظافر نظام طهران وليس ازاحته،لانني شخصيا اعتقد جازما ان الغرب الرأسمالي ومعهم (اسرائيل) مازالوا مستفيدين من هذا النظام سيما في تهديده لدول المنطقه الامر يدفع بهذه الدول الى اللجوء الى امريكا وبريطانيا لطلب العون او بشراء كميات هائلة من الاسلحة منهما، وان موضوع انزعاجهم من امكانية انتاجه للسلاح النووي،في حقيقة الامر لايتعلق بخوفهم من هذا النظام لمهاجمة (اسرائيل) لانهم يعلمون تماما ان الملالي لايمكن ان يوجهوا سلاحهم صوبها،وانه سيبقى في اطار التهديدات الكلامية للاستهلاك الدعائي،اضافة الى ان هذا النظام نجح في دق الاسفين في جسد المجتمعات الاسلامية، وخشية الغرب و(اسرائيل) من احتمال ان يحدث تغيير ضد سلطة الملالي ويقع السلاح النووي المزعوم بيد قوى ربما تفكر بأستخدامه ضد (اسرائيل)!!!!.
اولويات جعبة بايدن
ناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن قدرات الدفاع الصاروخية الإقليمية ، كما سعى لدمج (إسرائيل )كجزء من محور جديد مدفوع إلى حد كبير بالمخاوف المشتركة بشأن إيران.ويعتقد المسؤولون في واشنطن أن هناك قيمة كبيرة في تضمين أكبر عدد ممكن من القدرات في هذه المنطقة ، وبالتأكيد تمتلك (إسرائيل) قدرات دفاعية جوية وصاروخية كبيرة ، كما يحتاجون وان الامريكيين يجرون المناقشات بشكل ثنائي مع هذه الدول الخليجية ومصر والأردن والعراق بينما قلل المسؤولين الامريكين من أهمية موضوع مقتل الخاشقجي التي سبق للرئيس بايدن ان اثارها للضغط على المملكة لاهداف معروفه رغم ان المسؤلين السعوديين اكدوا ان التحقيقات مستمرة بهذه القضية وقد اكد عادل الجبير بلقائه مع احدى القنوات التلفزيونية الامريكية ان تقييم المخابرات الامريكية( CIA )ليس دقيقا فقد سبق لهم ان اتهموا الرئيس العراقي صدام حسين بامتلاك الاسلحة النووية! وبكل الاحوال وفي النهاية فان المصالح الأمريكية فرضت إعادة تقويم وليس قطيعة في العلاقات مع أكبر مصدر للنفط في العالم والدول العربية قوة ،علما ان الامير محمد بن سلمان رفض توجهات السياسة الامريكية وقال إن محاولة فرض قيم معينة بالقوة على دول أخرى قد تأتي بنتائج عكسية ،كما أثار الأمير محمد مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عقله خلال غارة (إسرائيلية في الضفة الغربية) كما ذكر بجرائم امريكا في سجن أبو غريب في العراق.
يحتاج بايدن إلى مساعدة المملكة العربية السعودية ، عملاق أوبك ، في وقت ترتفع فيه أسعار النفط الخام ومشاكل أخرى تتعلق بالصراع الروسي الأوكراني ، ويشجع جهود إنهاء حرب اليمن ، حيث تسري هدنة مؤقتة. تريد واشنطن أيضًا كبح نفوذ إيران في المنطقة ونفوذ الصين العالمي.
كما بدأ واضحا تصدر موضوعات كوفيد والحرب الروسية الأوكرانية وهيمنة الصين على التصنيع على جانب من النقاشات
إن الولايات المتحدة تأمل في أن تشهد زيادة إنتاج أوبك في الأسابيع المقبلة. ومن المتوقع أن يضغط بايدن على منتجي الخليج الآخرين لضخ مزيد من النفط. يجتمع تحالف أوبك + ، الذي يضم روسيا ، في 3 أغسطس
ايدن يأمل في اندماج إسرائيلي في القمة العربية في السعودية