المركز الألماني العربي
د. ضرغام الدباغ
المركز الألماني العربي
DETSCH ARABISCHES ZENTRUM
بتاريخ 17 / 10 / 2006 ، توجهت برفقة صديق إلى مكتب تسجيل الشركات والجمعيات في حي نوي كولن ببرلين، وقدمت طلباً بأسمي لتأسيس كيان بأسم : (Deutsch Arabisches Zentrum) المركز الألماني العربي بتخصص : دراسات، معلومات، نشر. وخرجت من المبنى بعد 14 دقيقة وبيدي سد تسجيل المركز.
وكانت باكورة عمل المركز، إصدار نشرة أسبوعية باللغتين الألمانية والعربية عن أهم الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية التي حدثت في ألمانيا خلال أسبوع، وقمنا بتجميع نحو 450 عنوان ألماني، ومثلهم باللغة العربية، أي بين 900 / 950 باللغتين، نقوم بأرسال النشرة الألكترونية لهذه العناوين السياسية الصحفية، الثقافية، الاكاديمية، بواسطة الأنترنيت. وبأعتراف جهات كثيرة أن النشرة كانت عملاً ممتازا لجهة الاخراج الفني والمحتوى العلمي / الاعلامي لهذه النشرة. ولم يكن يساعدني في هذا العمل الكبير والشاق سوى فتاة ألمانية ذكية تحسن الانكليزية والفرنسية إضافة للألمانية بالطبع.
ولكن للأسف لم نجد التشجيع الذي كنا نأمله، والسبب الرئيسي هو أن الفضاء الالكتروني يعج وبكثافة بالنشرات التي تصدرها مؤسسات صحفية عملاقة وبقدرات مالية هائلة، وصحفية / فنية خارقة، وليس من مجال لجهة ناشئة وبأمكانات هي في الواقع لا شيئ سوى الحماس والإرادة على تقديم شيئ. ولكننا اضطررنا للتوقف، وتعديل خطة العمل، وانصرفت الفتاة الألمانية إلى عملها، وقررت مواصلة العمل وتوزيع النشرة مجاناً خدمة للثقافة العربية، إضافة أن وجدت في العمل متعة النشر والإنتاج الثقافي، وعدد من الأصدقاء صاروا متابعين للنشرة، وهكذا قررنا أن نواصل إصدار نشرة شهرية " إجمالي الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية في ألمانيا خلال شهر ....". وقد تواصل صدور هذه النشرة وتوزيعها مجاناً منذ عام 2005 ولحد الأن (16 عاما متواصلة).
ثم أني أضفت إلى النشرة شهرية، بحوث عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية في ألمانيا وأوربا، والقضايا حول التاريخ العربي / الإسلامي، والعلاقات العربية الألمانية، وقضايا تحدث في أوربا أجدها مهمة، أو ترجمة بحوث أعتقد أنها ضرورية لأطلاع المثقف العربي. وتصدر هذه البحوث والدراسات بمعدل مرة أو مرتين شهرياً دون تحديد موعد محدد، وقد صدر البحث رقم 1 وكان حول التجديد في الثقافة الأوربية، العدد رقم 300 صدر يوم 22 / 4 / 2022، أي ان البحوث تصدر منذ 16 عاماً أيضاً، والبحث رقم 300، هو بعنوان " ملفات عراقية أمام العدالة الدولية "
وفي أواسط عام 2021 أضفت لفعاليات المركز، إصدار كتب الكترونية، بسبب الصعوبات في النشر المطبوع ورقيا، وتوزيعه. وقررت أن أبدأ بنشر الكتب التي قمت بتأليفها ونشرها منذ عام 1984، في بغداد وبيروت ودبي، وعمان، ولندن، وكندا، فقررت إعادة نشرها وتوزيعها مجاناً، وكذلك الكتب التي قمت بترجمتها عن الألمانية، ليبلغ مجموع ما نشرت من كتب صادرة عن المركز الألماني العربي نحو 63 كتاباً مؤلفا ومترجماً وزعتها على مئات العناوين البريدية، نحو 1200 عنوان، والعديد من هذه العناوين تقوم بإعادة بتوزيعها، لذلك يصعب معرفة العدد الذين وصلتهم هذه الكتب مجاناً في الوطن العربي، وفي أرجاء العالم، فأنا أستلم رسائل كثيرة جداً من كافة أقطار العالم .. وحسبي أن أقوم بخدمة الثقافة العربية، مجاناً ودون مكاسب شخصية. ولكني أتلقى الشكر والامتنان من شبان من اليمن، وموريتانيا والجزائر والمغرب ... وطلاب دراسات عليا من مختلف الأقطار العربية ... وهذا ما يشعرني بالرضا ..!
ولعل من المفارقة القول، أني أدير هذا المركز من غرفتي ببيتي في برلين، ولدي طاولة كتابة واسعة، وكافة مستلزمات العمل الالكتروني، كومبيوتر عملاق ذا استطاعة عالية جداً، وبكفاءة غير عادية، وجهاز تصوير، وطابعة ليزرية، وأجهزة حفظ ذات قدرات كبيرة (1000 غيغابايت)، واشتراك قوي بالانترنيت (سرعة عالية) بأجرة معقولة.
وبمرور الوقت تعلمت وتطورت آليات إنشاء النشرة، بحيث لا تستغرق مني إلا وقتا قصيرا جداً، كما أني اعتدت الترجمة من الألمانية إلى العربية بسهولة، ولكن مع تقدم العمر وتراجع الصحة وقوة النظر، صرت أعاني من التعب بسرعة، ومن بطء وصعوبة في الترجمة، ولكني قررت أن لا أتوقف ابداً .. وأن أواصل العمل حتى آخر دقيقة من عمري. لن يصيبني تعب في خدمة الأمة، فقد أوقفت حياتي من أجلها .. لذلك سيواصل المركز الألماني / العربي الإرسال ....
منذ سنوات طويلة تراودني فكرة إنشاء معهد دبلوماسي، وبحوث سياسية وتنموية، وهي مجازفة محسوبة، لأنه سيكون المعهد العربي الوحيد خارج سلطة الأنظمة العربية. ومعهد سيعلم الشباب العربي الدبلوماسية وتهيئة كوادر سياسية وفنية وإدارية للدولة. وقد توفقت في طرح الفكرة على علماء عراقيين معروفين بكفائتهم ومكانتهم العلمية، وممن كانت لهم خدمة دبلوماسية مرموقة في وزارة الخارجية العراقية. فوجدت الجميع متحمسين مثلي على التعليم المهني البحت بعيداً عن التوجهات السياسية / الحزبية، والهدف الوحيد هو نشر الثقافة السياسية / الدبلوماسية بوسائل علمية، استناداً لأرقى المناهج التعليمية في العالم.
المركز الألماني العربي الذي يعمل بدون ضجة، وبدون دعم من قوى عربية أو أجنبية وهذا محط فخري واعتزازي، وأود التنويه أنني لم ألقى الدعم لا المادي كما نوهت ولا حتى المعنوي، بل حاول أحدهم الالتفاف على هذا العمل وإنهاؤه .. أو تسخيفه (تلاعب ضروري للغة ..!) ولكني كنت فاطن للمحاولة ففشلت في مهدها ....!
16 عشر عاماً .....
192 نشرة شهرية...
304 بحث ودراسة ...
65 كتاب صدر عن المركز ....
شكراً ....!
شكراً لمن تابعنا ... شكراً لمن تعاطف معنا ... وسوف نواصل العمل بلا هوادة .....!