بينها المايكرويف والفازلين- ٥ اختراعات غيرت العالم بمحض الصدفة
ت
محمد حنفي - إرم نيوز:من استخدم الأدوات الحجرية إلى التطور الكبير في السيارات الكهربائية والطابعات ثلاثية الأبعاد، اليوم، تمتد رحلة من الاختراعات العلمية النوعية، لم تكن جميعها نتاجا لجهود بحثية، بل وبعضها تم اكتشافه بمحض الصدفة.
مجلة ”ديسكفر“ العلمية سلطت الضوء، في تقرير لها، على أبرز الاختراعات التي نتجت عن ”اكتشافات الصدفة“ عبر التاريخ، مشيرة إلى أن دور العلماء في هذه الحالات تمثل في ”ملاحقة الصدفة“ ونقلها إلى عالم التحكم البشري.
وفيما يأتي 5 من أبرز هذه الاختراعات:
1. المايكرويف:
بعد تعيينه موظفا في ”رايثيون“ (شركة أمريكية متخصصة في أنظمة الدفاع) عام 1925، أصبح ”بيرسي سبنسر“ خبيرًا في الأنابيب المفرغة، وقاده ذلك إلى خبرة أخرى بعد عقدين في مجال عمل المغنطرونات (أنابيب إلكترونية لتوليد أو تضخيم الموجات الدقيقة، يتحكم فيها مجال مغناطيسي خارجي)، وبينما كان يقف بالقرب من مغنطرون نشط، عام 1945، ذابت قطعة شوكولاتة في جيبه، وهي الصدفة التي ألهمته تطوير فرن ”المايكرويف“ لاحقا.
حصل ”سبنسر“ على دولارين فقط مقابل براءة اختراعه، غير أن أجهزة مايكرويف ”رايثيون“ الأولى لم تحقق نجاحا تجاريا، بسبب حجمها الكبير وتكلفتها العالية.
لكن بحلول سبعينيات القرن الماضي، راجت أجهزة المايكرويف الحديثة، وباتت منتشرة في الكثير من المنازل الأمريكية.
2. البنسلين:
في عام 1928، اكتشف عالم الأحياء الدقيقة، ”ألكسندر فليمنج“، عن غير قصد، ما أصبح لاحقا ”أول مضاد حيوي في العالم“، بعد عودته من إجازة.
وجد ”فليمنج“ العفن ينمو في طبق من بكتيريا المكورات العنقودية، ولاحظ أن البكتيريا القريبة من العفن ماتت؛ ما دفعه إلى إدراك وجود مادة كيميائية معينة للعفن يمكنها الدفاع ضد الالتهابات البكتيرية.
أطلق العالم الأسكتلندي على هذه المادة اسم ”البنسلين“ لكن كان من الصعب زراعة ما يكفي منها بالمختبر، ولذا لم يكن البنسلين متاحًا على نطاق واسع حتى أربعينيات القرن الماضي، عندما تم استخدام خزانات التخمير.
وفي عام 2017، بيعت عينة محفوظة من عفن ”فليمنج“، إلى جانب توقيعه مقابل 24375 جنيهًا إسترلينيًا (نحو 28800 دولار).
3. التفلون:
في أثناء عمله في شركة ”دوبونت“ الأمريكية ككيميائي، شارك ”روي جيه بلونكيت“ في الأبحاث الخاصة بالمبردات، وفي عام 1938، اكتشف أن عينة مجمدة من رباعي فلورو الإيثيلين أصبحت، بشكل غير متوقع، ”بوليمر“ شمعيا أبيض يسمى ”بولي تترافلورو إيثيلين“، الذي سمي لاحقا باسم العلامة التجارية ”تفلون“.
وجد ”بلونكيت“ أن التفلون عبارة عن مادة زلقة بشكل لا يصدق، وغير متفاعلة مع جميع المواد الكيميائية تقريبًا، ما يرشحها لمجموعة متنوعة من التطبيقات، بينها صناعة أواني الطهي غير اللاصقة، والطائرات والسيارات وعديد الأدوية.
حصل ”بلونكيت“ على ميدالية ”جون سكوت“ (جائزة للاختراعات المساهمة في تحسين الرفاهية) في عام 1951، وتم منح الحاضرين في الحفل علبا من كعكة المافن مغلفة بالتفلون.
4. الفازلين:
يعود استخدام الفازلين إلى حقل نفط في ولاية بنسلفانيا الأمريكية عام 1959، عندما اكتشف الكيميائي ”روبرت شسبرو“ أن عمال النفط يستخدمون بقايا شمعية لعلاج الحروق والجروح. على مدى السنوات العشر التالية، صقل ”شسبرو“ بحثه لاستخراج المواد المكونة لمادة أشبه بـ ”الجيلي“.
ولإثارة الاهتمام بمنتجه، كان ”شسبرو“ يحرق بشرته ثم يضع عليها الفازلين، موضحًا أن الحروق تلتئم بفضل ابتكاره.
الغريب أن إيمان ”شسبرو“ بما ألهمه إياه الطب الشعبي بلغ به حد الإفراط في تقدير قدرات الفازلين العلاجية، لدرجة أنه كان يأكل ملعقة من الفازلين كل يوم حتى وفاته في سن الـ 96.
وتقول إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أن الفازلين يلبي اشتراطتها باعتباره آمنًا للاستهلاك البشري، لكنها تؤكد أنه للاستخدام الموضعي ولا يجب تناوله.
5. لاصق الفيلكرو:
في عام 1948، لاحظ المهندس السويسري ”جورج دي ميسترال“، في أثناء عودته من التنزه مع كلبه، أن كلا منهما تغطيه ”نتوءات“، أثارت انتباهه، ليقرر فحصها تحت المجهر.
واكتشف ”دي مسترال“، عبر الفحص، أن النتوءات لها ”خطافات صغيرة تلتصق بالشعر أو الفراء أو ألياف الملابس، وألهمه هذا الاكتشاف فكرة إنشاء شريط لاصق بالطريقة ذاتها.
واسم ”Velcro“ هو مزيج من الكلمات الإنجليزية ”velvet and hooks“، إذ تعني velvet القماش المنسوج بشكل وثيق وله كومة قصيرة سميكة من جانب واحد، فيما تعني hooks الخطافات التي تلتصق بقطعة القماش.
تم تصنيع الفيلكرو بشكل أساس من النايلون، واستغرق تطويره بضع سنوات، ولكن تم إتقانه أخيرا، وحصل به ”دي مسترال“ على براءة اختراع عام 1955.