منظمة نساء الجمهورية في العراق ١٩٦٣-١٩٦٨
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
منظمة نساء الجمهورية في العراق 1963-1968
في تاريخ العراق المعاصر ، صفحات مطوية . وفي تاريخ الحركة النسوية العراقية صفحات غائبة ، وقد كشفت عن جوانب منها في كتابي الذي صدر عن( دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع ) في الموصل 2022 بعنوان ( نساء عراقيات) .كما ان هناك الكثير مما يمكن ان نتحدث عنه ، والهدف هو تقديم خدمة للباحثين والمهتمين وطلبة الدراسات العليا الذين يرمون تقديم الدراسات والرسائل والاطروحات في مثل هكذا موضوعات و(منظمة نساء الجمهورية) ، واحدة من التشكيلات المهنية النقابية النسائية في العراق وقد يستغرب البعض عندما يعرف ان مؤسسة هذه الرابطة وسكرتيرتها الاولى إمرأة سورية ، لكنها من مواليد بغداد وهي فيما بعد الدكتورة بشرى كنفاني وسأتحدث عنها بعد قليل .
في مجلة ( الحرس القومي ) العراقية التي صدرت بعد انقلاب 8 من شباط -فبراير سنة 1963 وادى الى سقوط نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 ، تشكلت منظمة مهنية رسمية هي (منظمة نساء الجمهورية) وفي الحقيقة هذه المنظمة تأسست قبل الانقلاب سرا في بغداد وكان هدفها الاسهام في "توعية المرأة وتوجيهها "
وقد تحدثت (الانسة بشرى الكنفاني) امينة سر (سكرتيرة ) منظمة نساء الجمهورية آذار 1963 عن المنظمة فقالت (دور منظمة نساء الجمهورية مثل غيرها من المنظمات الشعبية ككل ،فأية منظمة المفروض فيها ان تنطلق في عملها الشعبي وعملها ذو جانبين احدهما لتأدية حاجيات ضرورية كحل قضاياهن ، ومعالجة مشاكلهن ، ومحاربة الفقر، والجهل ، والمرض .اما الجانب الثاني فهو موضوع التوعية والتوجيه ويكون بتوعية النساء وتوجيههن لخدمة بلدهن ".
اما الانسة مائدة العزاوي امينة الصندوق فقالت ان للمنظمة مشاريع كثيرة خططتها منها مكافحة (محو) الامية ، وقد افتتحت ثلاثة مراكز لهذا الغرض احدهما خلف السدة ، والثاني في الكرادة الشرقية ، والثالث في الكرخ ، والرابع في الكسرة .كما ان هناك مشروع لمكافحة المرض وقد اعدت ستة مراكز صحية في الرصافة وخلف السدة ، والكرادة الشرقية ، وتل محمد ، والكرخ ، والثورة (مدينة الصدر حاليا) فضلا عن مستوصف سيار كما ان للمنظمة مشروع دورات لتعليم الخياطة وهناك لجنة للنشر تساهم في اعداد ركن المرأة في جريدة (الجماهير) والمنظمة ستفتح ناد ودورة لتعليم الطابعة وتفكر في اصدار مجلة شهرية .
وقد اجابت الانسة فوزية علي عيسى احدى عضوات الهيئة الادارية لمنظمة نساء الجمهورية . وقالت ان واجبات كل من الرئيسة اي رئيسة منظمة نساء الجمهورية (زبيدة راسم ) ونائبة الرئيسة (رمزية الخيرو) ، وامينة السر (بشرى الكنفاني ) ، وامينة الصندوق (مائدة العزاوي) معروف كما يكون عليه في كل منظمة او جمعية .اما واجبات العضوات المسؤولات في لجان المنظمة فمعروفة ايضا فهناك اللجنة الصحية والمسؤولات عنها مائدة العزاوي ، وشوقية العاني ، واللجنة الثقافية ومسؤولتها (منى العصاب) ، وهناك لجنة النشر ولجنة النشاط الاجتماعي ومسؤولتها (فوزية على عيسى ) ، وتضم لجان فرعية من قبيل لجنة السفرات واللجنة الفنية وهي مسؤولة عن الاسواق الخيرية التي تقيمها المنظمة وهناك لجنة المكتبة وكل هذه اللجان تابعة الى لجنة النشاط الاجتماعي ومسؤولتها (امل عزيز ) ، مسؤولة الارتباط بالفروع كافة .
امينة سر المنظمة (بشرى الكنفاني ) قالت ان النساء العراقيات يتجاوبن مع المنظمة ولمست ذلك من خلال الالتفاف الجماهيري حول المنظمة وهي تفتح مراكزها التعليمية والصحية والتدريبية وترى النساء ان ما تقدمه المنظمة مثمر ومفيد .وقد ذكّرت امينة سر منظمة (نساء الجمهورية ) بما كانت تقدمه (رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية) برئاسة الدكتورة نزيهة الدليمي ، وهي الرابطة التي اسسها الشيوعيين ونددت بها ، وقالت ان هناك ردود فعل سلبية واستخدمت عبارة ان النساء كن يحكمن على كل تنظيم نسوي من خلال عمل الرابطة لذلك فمنظمتها معنية بالتخلص من ردود الفعل هذه وتقديم ما هو جيد ومفيد للمرأة على حد تعبيرها .
ومن المناسب القول ، وكما ترون في الصورة المرفقة ، ان منظمة نساء الجمهورية نظمت احتفالا شعبيا لمناقشة مسألة انسحاب القاهرة من ميثاق الوحدة الثلاثية المصرية السورية العراقية أي ميثاق 17 نيسان 1963 والموقف الذي ينبغي اتخاذه .. و مما قيل في الاحتفال ان الوحدة او الاتحاد ليس ملكا لاحد او حكومة ، بل هو ملك الجماهير والميثاق يجب ان يبقى وينفذ لكن الامور -كما هو معروف- جرت على غير هوى - من كان وراء توقيع الميثاق .
الان اريد ان اقول لكم ان الانسة هكذا ورد ذكرها سنة 1963 امينة سر منظمة نساء الجمهورية ، بشرى الكنفاني هي الدكتورة بشرى الكنفاني كما وجدت في موقع منظمة المرأة العربية ورابطه التالي وفيه صورتها : http://arabwomenorg.org/CV.aspx?ID=7 انها الدكتورة بشرى كنفاني
مديرة إدارة الإعلام بوزارة الخارجية السورية ، وعضوة المجلس التنفيذي عن الجمهورية العربية السورية ، وجاء في سيرتها انها ولدت في بغداد عام 1937 لأب وأم سوريين، تلقت دراستها الإعدادية والثانوية والجامعية الأولى في بغداد ثم في الجامعة الأمريكية في بيروت ، وعملت مدرّسة معيدة في جامعة بغداد في الفترة ما بين 1962-1965 كما عملت (أمينة سر منظمة نساء الجمهورية في العراق ) في الفترة ما بين 1963-1965.
وهي دبلوماسية في وزارة الخارجية السورية منذ عام 1967 ، و هي حالياً وزير مفوّض في وزارة الخارجية مديرة إدارة الإعلام الخارجي فيها وعملت في عدد من بعثات سورية في الخارج ، آخرها واشنطن كرئيسة للبعثة لمدة أربع سنوات .
وكانت رئيسة للاتحاد العام النسائي السوري في الفترة ما بين 1971- 1976 وعضو في مجلس الشعب السوري في دورته للأعوام 1973-1977 و عضو في مجلس إدارة الهيئة السورية لشؤون الأسرة
وهى عضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية عن الجمهورية العربية السورية منذ تأسيسها وحتى الآن، كما شاركت في عديد من المؤتمرات والمنتديات السياسية والاجتماعية خلال العقود الماضيـة، مندوبة عن سورية أو بصفتها الشخصية.
هذه واحدة من صفحات تاريخ المرأة العراقية التي نجحت ، وعبر ال (100) عام الماضية أن تثبت شخصيتها ، وقدرتها ، وتمارس دورها في الدفاع عن حقوقها ومن الممكن ان يكون هذا موضوعا لرسالة ماجستير في التاريخ الحديث