أفكار شاردة من هنا وهناك/ ٦
بيلسان قيصر
كاتبة عراقية الأصل
أفكار شاردة من هنا وهناك/٦
بلاسخارت والعامري تحت سقف واحد
في إبتسامة تشبه إبتسامة الذئب عندما يجد شاة ضال، إستضاف هادي العامري في بيته مبعوثة الامم المتحدة جينين بلاسخارت، والتي صرحت" أنها بحثت مع رئيس تحالف الفتح، هادي العامري مناقشة ملف القصف التركي والتجاوزات التي تحدث من قبل الاتراك على الحدود العراقية". نسأل المبعوثة ما علاقة العامري بالإنتهاكات التركية للعراق؟ اليس من الأجدر ان تلتقي بوزير الدفاع أو رئيس أركان الجيش لمناقشة الموضوع؟ وهل يمكن ان تناقشه مثلا في الإنتهاكات الايرانية للعراق؟ مجرد سؤال غير بريء.
نوري العلقمي أجرأ عميل في العالم الحديث
غالبا ما يتم التجسس والعمالة للأجنبي بغطاء وستر، لأنه في جميع دساتير الأمم يعتبر الجاسوس والعميل مشمولا بالخيانة العظمى، لذلك يحاول العملاء التخفي لئلا يتعرضوا للقانون من خلال إستخدام اسماء تنكرية والقيام بأنشطة تمويهية لخلط الأوراق على أجهزة المخابرات، لكن عملاء ايران بشكل عام، والمالكي وهادي العامري وبقية الذيول يعلنوا بكل جرأة ووقاحة انهم عملاء لإيران، حتى العلقمي أشهر خائن في تأريخ العرب والإسلام كان يعمل خفية وليس علنا، وقد كشفت التسريبات الأخيرة بأن نوري المالكي عدوا للعراقيين كلهم بلا إستثناء، وانه على علاقة مخابراتية بالحرس الثوري الايراني، فهل سيجرأ القضاء العراقي على محاسبة المالكي؟ اشك في ذلك، لأن القضاء بقبضة المالكي، والمدعي العام العراقي ذيل من ذيول ولاية الفقيه. عندما يحاكم نوري المالكي عندها فقط يمكن القول بأنه يوجد قضاء عادل في العراق، وإلا فلا.
لماذا لا يعتذر الصدر من ثوار تشرين؟
الذين إنضموا الى التظاهرات الصدرية من ثوار تشرين هم أما منافقون، او طائفيون، او مستحمرون، لأنه لا يمكن ان ينسى تشريني أصيل وشريف ما فعله حملة القبعات الزراق بهم من ضرب بالسكاكين والهرواة وإحتلال المطعم التركي، وتلويث سمعة الثوار بإتهامات باطلة، لذا إذا كان الصدر يريد فعلا ان يضم ثوار تشرين الى صفه، عليه اولا أن يعتذر لثوار تشرين عن الجرائم التي إرتكبها الصدريون ضد الثوار، وثانيا الإصرار على موقفه من تبني شعارات تشرين من مكافحة الفساد وإلغاء الدستور أو تعديله، والقيام بإنتخابات مبكرة، بعد أن أفرغ الإطار والتيار الإنتخابات الماضية من فحواها، وصارت كوميديا تثير السخرية والإشمئزاز.
لماذا زار بايدن الدولة المنبوذة؟
منذ تولي الرئيس بايدن دفة الحكم وهو يعادي المملكة العربية السعودية بحجة مقتل خاشقجي الذي تاجرت إدارته بقضيته بشكل سخيف وبعيد عن المهنية، إستغلال سياسي إتسم بالتفاهة، ووصلت به الوقاحة به أن يصف المملكة الشقيقة بـ (لدولة المنبوذة)، مع ان إنتهاكات دولته وفضائحها في العراق وإفغانستان لا تقارن بجريمة قتل خاشقجي ولا بمليون مثلها، زأجد من الإنصاف وصف إدارة بايدن ( الإدارة المنبوذة)، فجريمة قتل خاشقجي سبق ان حققت بها تركيا والمملكة معا، وأحيل المجرمون الى القضاء وانتهى الأمر فيها، لكنه لم ينته عند إدارة بايدن!
مع ان بايدن بعد موافقة السعودية على تمديد الهدنة في اليمن وصفها (الدولة الشجاعة)، بل قال" السعودية شريك مهم على الصعيدين الإقليمي والدولي". هذا رجل مهووس او يعاني من إنفصام الشخصية، ولا علاقة للأمر بتغيير المصالح.
الأغرب منه هو أشادته بإدارة عاهل المملكة وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقوله " ان الولايات المتحدة ستستمر في دعم المملكة". مع انه حرم توريد السلاح مع ذيوله الأوربيين الى السعودية، بحجة حرب اليمن، وهو يعلم ان السلاح والذخيرة الايرانية للحوثيين مستمرة وبطريقة غير شرعية، سبق أن عبرت عنها الأمم المتحدة، بل إدارة بايدن إعترفت بها، واستولت على سفن وقوارب قادمة من ايران تحمل سلاحا للحوثيين.
السؤال: فما عدا مما بدا؟ بالطبع ثلاثة ملفات تقف وراء هذا التغيير،هي النفط، اليمن، والعلاقات مع الصين وروسيا. ولكن هل حققت زيارة بايدن أهدافها؟
كل المؤشرات تقول كلا، فقد أخفق ورجع يجز ذيول الخيبة ورائه، مع ثبات السعودية والإمارات على موقفيهما. نقول: اذا كان تغيير سياسية الإدارة الامريكية تجاة السعودية جاء بسبب المصالح القومية العليا كما إدعت إدارة بايدن، فمن حق المملكة ايضا ان تعمل وفق مصالحها العليا.
من قفشات العم العزيز
عمي يمتلك شهادة عليا، ودبلوماسي من الكادر المتقدم سابقا، يتحفنا دائما بقفشاته، وهو لا يجد حرجا في أطلاق العبارات على علاتها، حتى لو كانت من العيارات ثقيلة، ووقعها على المقابل شديد، كما يقول المثل (يسوكها بتبنها)، فالمزاح والسخرية من أفضل انواع النقد برأيه، لقد تعودنا على كلامه وأصبح روتينا جميلا لا نملٌ منه، رغم مسحة الخجل التي تنتابنا أحيانا، فهو يتمتع بسرعة بديهية وذاكرة قوية ومعلومات واسعة يوظفها لإطلاق قفشاته الجميلة والمعبرة، أما زوجته فهي تحاول دائما ان توقفه، ولكنه لا يدع مجالا لأحد ان يوقفه بسبب سرعة إطلاق صواريخه التهكمية، فتضع المسكينة يدها على فمها لتخفي ضحكاتها، لكن إهتزاز عكنات بطنها الثلاث تفضحها، من قفشات هذا الاسبوع:
ـ عندما صرحت النائبة الشيعية عن دولة القانون عالية نصيف بأن عهد نوري المالكي القادم سيكون عهد خير للعراقيين، خاطبها عمي" تمتازين يا عالية بصفة اللسان الطويل، اقول لك لست أنت فقط التي تمتازين بهذه الصفة المميزة، بل كان في منطقة الميدان سابقا الكثيرات من أمثالك".
ـ جاء في الأخبار ان دائرة صحة الديوانية استوردت فازولين بـمبلغ (48) مليون دينار، فعلق عمي على الفور: لماذا الفازولين يا بقر، فأنتم أوسع من أن تحتاجوا الى فازولين، اتركوا الفازولين الى من يعانوا من الضيق، وسعوا عقولكم كما توسعوا ابوابكم الخلفية.
ـ عليكم أن تترقبوا الفلم القادم على شاشة سينما العراق (الزبابيك في خطر)، وهو يتناول مسألة حمل الزبابيك جوازات سفرهم في جيوبهم، والبحث عن سكن بديل في مناطق حدودية قريبة من ايران، أما حملة الجوازات الأجنبية فسيعرض فلمهم (نحن بخير) قبل فلم (الزبابيك في خطر) بأيام قليلة. لا تنسوا الزبابيك فهم أخطر من السياسين الفاسدين. وأحذ يغني ويضرب برجله على الأرض وهو يهوس (ها خوتي النشامى.. على الزبابيك يا النشامى) ونحن نشاركه الفعالية صغارا وكبارا.
بيلسان قيصر
البرازيل
آب 2022