أنانية الأزواج وثقافة التربية
عائشة سلطان
أنانية الأزواج وثقافة التربية
تسأل الزوجة زوجها: قل لي بصراحة: ما الذي جعلك تهجرني؟ صف لي الفتاة التي ارتبطت بها؟ كيف هي؟ هل تعمل؟ كم عمرها … الخ. ثم تعود تسأله وكأنها تحمل نفسها مسؤولية فعلته: هل أخطأت في أنني حاولت أن أتغير لأشبه النساء الذين يحومون حولك؟ هل تغيرت أكثر مما ينبغي؟ ثم تعود متنبهة إلى حقيقة أن زوجها قد هجرها ليس لأنها لم تعد تلبي تطلعاته الخاصة، ولكن لأنه شخص فضل متعته ومصلحته وحريته الخاصة!
يقول لي أحد القراء إن سيدة غاية في الجمال حكت له أن زوجها هجرها ليرتبط بامرأة أخرى، وحينما اكتشفت ذلك واجهته، لم ينكر لكنه قال لها ببساطة إنه مل منها ومن الحياة معها، هذه المرأة لم تطلب الطلاق ولم تهجر المنزل، تقول بأنها ليست في وضع يسمح لها بطلب الطلاق، لذلك بقيت وتمكنت من استعادة زوجها، وكما يقول القارئ فقد عبر الزوجان الأزمة وحافظا على زواجهما! فهل عبرا الأزمة فعلا؟ إنها خيانة وليست أمراً عادياً يمكن العبور عليه بسهولة، الخيانة في العلاقات الإنسانية والزوجية تحديداً أشبه بندبة بشعة تظل ماثلة لا يمكن استئصالها ولا نسيانها!
تقول الزوجة لزوجها: من قال لك إنني لم أمل منك ومن رتابة الحياة ومشاق الالتزامات والأبناء؟ حتى أنا مللت منك وتعبت، لكن هل هذا يعني أن أخونك؟ هذا بدوره يفتح المجال واسعاً للحديث عن مدى الإيمان بقداسة الحياة الزوجية عند كل من المرأة والرجل؟ وهل يشعران فعلاً بالمسؤولية بذات المستوى؟
هذا السؤال بدوره يحيل إلى ثقافة وآليات التربية التي يتلقاها كل من الرجل والمرأة في أسرتيهما، لأن التضحية بالأسرة والأبناء والبيت والذهاب ببساطة بحثاً عن الراحة والمتعة ليس سوى سلوك أناني يكشف عن مضامين التربية والتوجيهات التي شكلت هذا الشخص الأناني الذي غالباً ما يكون الرجل في الأسرة الشرقية، لكن أحياناً تلعب تغيرات الظروف والأصدقاء واستعدادات الرجل الشخصية وتركيبته النفسية دوراً في سلوكه الأناني!