اقطعوا الكهرباء عن دور المسؤولين
سحبان فيصل محجوب*
اقطعوا الكهرباء عن دور المسؤولين
عندما كنت المسؤول الأول عن كهرباء العراق أوعزت بقطع التيار الكهربائي عن منزل أحد مديري الصيانة لتسببه في تأخير إنجاز العمل وحرمان منظومة الكهرباء من ربط الوحدة التوليدية المسؤول عنها في الوقت المحدد، وهي عقوبة معنوية مؤثر لم يكن الهدف منها إلحاق الأذى الشخصي بهذا المهندس المقصر الذي وعد فأخلف على الرغم من توفير مقر هيئة الكهرباء، آنذاك، متطلبات إكمال الصيانة له كافة لكي ينجزها في الموعد المحدد، كان لتأثير هذه العقوبة فعلها على مستوى العاملين في قطاع الكهرباء، حينها، وقد تجاوز الهدف منها في حالة إذا كانت العقوبة على وفق قانون انضباط موظفي الدولة المعمول به في تلك الحقبة.
في خضم أزمة الكهرباء، اليوم، توعد المتظاهرون من الشباب المحتجين على سوء خدمة تجهيز الطاقة الكهربائية في المناطق الجنوبية التي عانت من حالات الانطفاء التام والمتكررة، مؤخراً، باستخدام الرافعات لإزالة المولدات الكهربائية التي تغذي دور المسؤولين الحكوميين، لتوكيد مطالبهم ودفعهم لوضع حلول جذرية لمعاناة المواطنين جراء تردي الخدمة الكهربائية في هذا الصيف الساخن.
إن هذا الإعلان يعد من وسائل التحفيز الفعالة التي تضع المسؤولين في فضاء حرج وسوف تكون له نتائج ايجابية ملموسة باتجاه تحريك الجهود صوب تحقيق المعالجات السريعة والمطلوبة.
إن الاجراءات الداخلية على مستوى المؤسسات لمعالجة المعضلات لها فعلها أما في حالة دعمها خارجيا ً وبإجراءات شجاعة واعية على مستوى الفعاليات الجماهيرية سيجعلها الفعل الحاسم، وعلى وفق ما تمخضت عنه تجارب الشعوب في تجاوز الأزمات المختلفة وفي جوانب الحياة كافة فإن تلاحم جهود المؤسسات مع المواطنين وبنهج متناغم سوف يسرع في عوامل الحسم وذلك بوساطة التحديد الدقيق للأدوار التي سيؤديها الطرفان، بنحو متواز، بعيدًا عن التداخل الذي يربك عملية النهوض والخلاص في حالة حصوله، فأهمية الفعل الشعبي هو المساهمة الكبيرة في تكوين محصلة الحلول المؤثرة وتحديد المؤشرات الصائبة لمنهاج العمل المستقبلي في مواجهة الأزمات.
* رئيس هيئة كهرباء العراق الأسبق