"مام خليل" أقدم مقهى في اربيل.. مظهر تراثي وجدران توثق التاريخ السياسي (صور)
[size=32]"مام خليل" أقدم مقهى في اربيل.. مظهر تراثي وجدران توثق التاريخ السياسي (صور)[/size]
شفق نيوز/ الداخل الى سوق القيصرية وسط مدينة اربيل ما أن يميل إلى جانب السوق، سيواجه مقهى مام خليل أقدم مقهى في المدينة.
المقهى الذي بُني في أربعينيات القرن الماضي على يد الراحل مام خليل وتوارثه أولاده بعد وفاته عام 2015، حيث يتميز المقهى بكثرة الصور على جدرانه التي تعود لمختلف الحقب في تاريخ العراق الحديث.
يقول محمد خليل نجل الراحل مام خليل والذي يدير المقهى الآن في حديث لوكالة شفق نيوز؛ ان "هذا المقهى أصبح من أهم معالم مدينة اربيل وعملتُ منذ سنوات طويلة بهدف جمع أكبر عدد من الصور فيه لمختلف الشخصيات دون تفرقة لأنني استقبل عشرات الناس كل يوم من مختلف المناطق داخل العراق وخارجه".
ويضيف محمد خليل (51 عاما) أن "الطابع التراثي اعطى للمكان خصوصية فريدة ليكون متناسقا مع موقعه الواقع وسط مدينة اربيل وليُعرف الزائر على جزء من تاريخ و تراث هذه المدينة العريقة".
جدران مليئة بالصور
من أكثر ما يميز المقهى هو جدرانه التي تحمل صور مختلف الشخصيات السياسية الكوردية منها والعربية منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى الآن حيث انها جمعت شخصيات لم تجمعها الساحة السياسية يوما.
وقال أحمد هوكر (33 عاما) في حديث لوكالة شفق نيوز؛ "ارتاد هذا المكان منذ فترة طويلة مع أصدقائي لأنه يناسب جميع الفئات العمرية ومن المهم المحافظة على هذا المقهى لانه اصبح شىء نفتخر بوجوده في اربيل".
وعن الصور قال هوكر ان "وجود هذه الكمية الكبيرة من الصور في المقهى يدل على حب الشعب الكوردي للتعايش لأن جدران المقهى تحمل صور شخصيات من مختلف الثقافات والقوميات".
سياح من دول عديدة
يزور المقهى كل يوم أناس من مختلف القوميات من جميع أنحاء العالم ويبدون اعجابهم بالمقهى لمظهره التراثي.
وقال فريدريك ميريدلوك (45 عاما) والذي قدم الى اربيل من النرويج لوكالة شفق نيوز؛ ان "هذا المقهى هو صورة مصغرة عن مدينة اربيل بشكل خاص والعراق بشكل عام بسبب طابعه التراثي الذي قل نظيره في بلدان أخرى زرتها".
وأضاف ميريدلوك ان "طعم الشاي هنا له نكهة خاصة لا تجده في بقية أماكن اربيل اضافة الى الاغاني القديمة التي تجعل الجلوس في المقهى أمرا ممتعا جدا".
وقال عبدالله الدليمي (47 عاما ) القادم من محافظة الأنبار غربي العراق لوكالة شفق نيوز؛ ان "من المهم أن تكون هذه النوعية من المقاهي موجودة في كل محافظة عراقية لإظهار تاريخها والتعريف بتراثها ولاسيما أنه يبدو كموسوعة لتاريخ العراق الحديث بسبب الصور على جدرانه التي تعود لفترات مختلفة من تاريخ البلاد".
ملتقى لكبار السن
يُعد المقهى من أكثر الأماكن التي يزورها كبار السن في المدينة فشكله التراثي يعيدهم الى ايام الزمن الجميل التي يتحسرون عليها.
وقال زياد مصطفى (71 عاما ) لوكالة شفق نيوز "ازور هذا المقهى منذ أكثر من ثلاثين عاما لانه يذكرني بشبابي اضافة الى انني ارى صور اشخاص اعرفهم معلقة على الجدران".
أعيد ترميم المقهى عام الفين وعشرة من قبل حكومة إقليم كوردستان بعد ان بات معلما ومقصدا لأهالي المدينة والسياح من مختلف المحافظات.