قوانين نيوتن وسلمية الانتفاضة العراقية!
سعد السامرائي
قوانين نيوتن وسلمية الانتفاضة العراقية!
تنسب الى نيوتن ثلاث قوانين في النسبية فالأول يقول: الجسم الساكن يبقى ساكنا والمتحرك يبقى متحركا ما لم تؤثر عليهما قوى ما. والقانون الثاني يقول: إذا أثرت قوة على جسم ما فإنها تكسبه تسارعا يتناسب طرديا مع قوته وعكسيا مع كتلته. اما الثالث فيقول: لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه.
تعالوا نطبق هذا الكلام العلمي على الحالة العراقية الحالية سواء كانت الانتفاضة أو الثورة القادمة، معظم الثورات تحدث لأسباب اما سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو تجتمع جميعها كما في الحالة العراقية فالنظام السياسي نظام شرعه وأقره المحتل الأمريكي والفارسي وهو يخدم مصالحهما الاقتصادية والاجتماعية إضافة لكونه زرع نظاما سياسيا شاذا في المنطقة سلخه عن طبيعته القومية فبعد ان كان العراق النصير المتقدم لحماية الدول العربية أصبح وجود الميليشيات العميلة فيه تهدد الدول العربية وتكون لوبي تابعا للفرس ونذكر كيف انه تم اطلاق صواريخ إيرانية من الحدود الجنوبية بين العراق و ايران لتدمر منشاَت أرامكو البترولية .كذلك فان هذا النظام السياسي بني على غرار ديمقراطية الفرس فعمدوا أولا لتزوير التاريخ والإحصاءات وقاموا باغتيالات منظمة وهمجية ضد السنة من أجل التغيير الديموغرافي وإظهار أن الشيعة هم الأغلبية واذا فرضنا انهم اغلبية فهل هذا يعطيهم الحق بوجوب أن يكون الحكم والوزارات المؤثرة بيدهم بدل الاعتماد على الكفاءات العلمية! ,وديمقراطيتهم تجعل بقية الاجناس تابعين لهم ولا يحق لهم انشاء ميليشيات مثلهم ولا إقامة إقليم على شاكلة الإقليم الكردي فقط مجموعة تتبع مصالحها الشخصية اعطوها منصب لا يحل ولا يربط بالبرلمان, أي ديمقراطية حقيرة هذه التي تبقي الطائفية لكي تمنع بقية الشعب من المشاركة والمساهمة ببناء الوطن وهذا هو السبب الحقيقي لإخراس المعارضة ؟. أما اقتصاديا فمليارات العراق تم سرقتها وتحويلها الى إيران لدعمها وانقاذها من العقوبات الأممية ضدها بسبب إرهاب الدولة وكأن العقوبات الصادرة بحق إيران هي عقوبات ضد العراق لأنه هو المتضرر والذي يدفع التعويضات، الادهى ان كل الشعب يتحمل أفعال عملاء الفرس دون وجود قانون رادع لهم وكأن كل ثروات العراق مال بيت اللي خلفهم. أي انتهازية وانانية وتفريط بحقوق الاخرين هذا الذي يطبق تحت ظل ديمقراطية أمريكا والمجوس؟. أما اجتماعيا فحدث بلا حرج فلقد انتشر الفساد على جميع انواعه وصار المسؤولون يمارسون اللواط والزنا وانتشر الأبناء الغير شرعيين وازداد الشواذ وكل المحرمات وبات المجتمع العراقي على حافة الانهيار لولا الصفات الأخلاقية التي يلتزم بها عموم الشعب والتي تربوا عليها لكن الخوف على الأجيال القادمة خصوصا بعد تجنيس ملايين من باكستان والهند وأفغانستان وهم ينتمون الى مجتمعات تختلف في اخلاقها وعقيدتها عن الشعب العراقي الأصيلرغم انهم شيعة .
رب سائل يسأل لماذا توقف دور المقاومة العراقية ضد الفساد الحكومي والميليشياوي منذ سنين تلك المقاومة التي تميزت انها مقاومة سنية ووطنية قارعت المحتل وامتنع عامة الشيعة عن المشاركة تلبية للذي قبض مائتا مليون دولار من الامريكان حيث طلب من اتباعه الجلوس في البيت او سرقة مؤسسات الدولة الا من كان منظما الى أحزاب وطنية ,واستشهد الالاف من المقاومين واغتيل الاف وشرد أكثر منهم على يد ميليشيات تدعي اليوم انها وطنية وأصبح هناك خللا أثبتته قوانين نيوتن النسبية فالقانون الأول يبين لنا سكون ملايين العراقيين قسم منهم كان في حيرة مع من يقف لأن النزعة الداخلية الطائفية تمنعه من اتخاذ قرار حاسم ونيوتن يقول ان الجسم الساكن يبقى ساكنا ولا يتحرك الا ان تؤثر عليه قوة أخرى تحيي فيه روح الوطنية والانتصار للمجتمع والوطن ,هؤلاء مثلوا العقبة الأولى التي تمنع ظهور مقاومة شعبية تنقذ البلد من الانهيارات المستمرة وتعيده الى مكانته الاصلية اللا تبعية الا لله وللوطن والشعب. لكن يفترض بمن تخالجه هذه المشاعر وربما يصاحبها الخوف من المجهول أي ماذا بعد سقوط دولة النصب والاحتيال الطائفي فهو قد يشعر بالخوف من أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة انتقام تضعه في فوهة المدفع وتجعله يشعر أن ما حصل للسنة والقوى الوطنية من ابادات طائفية عميلة للفرس قد تعاد وتتكرر عليهم هذه المرة لذلك فعلينا أن نزيل هذا الخوف من هذا النطاق وأن نتبنى مقاومة وطنية تشمل كل من يحب المشاركة..قسم اخر قد يرى في نفسه الضعف وعدم الحيلة فتطابقت عليه حالة السكون لأنه يفتقد لروح الجماعة .أما القانون الثاني فهو ما نحاول أن نصنعه أي أن نصنع قوة قادرة على التأثير بالجماهير الساكنة ورغم اننا لاقينا صعوبة في تغيير المسار الجماهيري بسبب بطئ التسارع الجماهيري وتداخلات القوى الشريرة التي أدخلت نفسها في ساحة الجهاد محاولة لفرض شيئين هما ما يطلق عليه (السلمية ) والثانية إعادة النعرات الطائفية ومن ثم تجيير الانتفاضة لصالحها ..لقد أطلقنا وغيرنا مصطلح السلمية في بداية الانتفاضة من أجل منع الأجهزة المتسلطة من أذية الشعب لكن العملاء اختاروا طريق اضطهاد وابادة المحتجين وبالحالة التي تمت بها تصفية الناشطين بواسطة جرائم القتل والاختطاف و سجن الكثيرين فالحالة وهذه يجب أن تتطور الى ( الفعل ورد الفعل المساوي له في المقدار والمعاكس له في الاتجاه أي ان تقتل أجهزة الدولة متظاهرين سلميين يطالبون بحقوقهم المشروعة علينا أن لا نبقى سلميين لأن بقاء السلمية معناها تقديم أرواح المناضلين للخونة والفاسدين على طبق من ذهب . ) لقد أدى الرد الحكومة الاجرامي الشديد الى زيادة التسارع الجماهيري باتجاه تحقيق المشاركة بالاحتجاجات من اجل التغيير المنشود لكن للأسباب التي ذكرناها قد أدت الى وأد جميع المحاولات الاحتجاجية.لذلك فنحن نحتاج الى قوة أو حدث معين تكسب الانتفاضة تسارعا يتناسب مع المرحلة واهدافها .
لذلك فمنطق قانون نيوتن الثالث لكل فعل رد فعل يجعلنا نرفض كل الدعوات (للسلمية) التي تطلق هذه الأيام من الجهات التي تدعي الوطنية أو التي تدعي انها مشاركة بالانتفاضة ذلك لأنها دعوات تخدم وتبقي المحتل الفارسي وأعوان السلطة الفاسدة كما هم يفسدون في الارض.