قلة الموارد المائية تتسبب بمنع زراعة ثلاثة محاصيل ستراتيجية في واسط
رووداو ديجيتال:أفادت مديرية زراعة محافظة واسط، بأن قلة الموارد المائية في الموسم الصيفي الحالي تسبب بمنع زراعة ثلاثة محاصيل تعد "ستراتيجية"، مشيرا الى ان هذا الوضع أسفر عن حصر الزراعة بالمحاصيل الخضرية وبعض البقوليات على ضفاف نهر دجلة في المحافظة.
وقال مدير زراعة واسط أركان مريوش لشبكة رووداو الاعلامية ان "المحاصيل الصيفية الستراتيجية كالذرة الصفراء والبيضاء والشلب، تم منع زراعتهم، بسبب الشحة المائية"، مبينا ان "الخطة كانت فقط تشمل زراعة محاصيل الخضر البستنية، كالطماطة والباذنجان والخيار وبعض البقوليات كالماش والسمسم، والتي تزرع غالبيتها على ضفاف نهر دجلة بمساحة 40 الف دونم فقط".
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
بخصوص وضع النخيل والتمور في المحافظة، لفت مدير زراعة محافظة واسط اركان مريوش، الى أن "بساتين النخيل تتركز في شمال المحافظة، والان نحن بداية موسم حصاد التمور ولم يتم تعداد الانتاج"، مبينا ان "معدل انتاج المحافظة من التمور يبلغ نحو 150 الف طن سنوياً من مختلف الاصناف ولاسيما الجيدة".
بشأن الاستفادة من الابار الارتوازية، ذكر مريوش ان "أغلب الابار الارتوازية تتركز في الشريط الحدودي مع ايران، في مناطق بدرة وزرباطية والشهابي"، مضيفا انه "لا توجد احصائية كاملة بعدد الابار، بل هنالك أكثر من 20 بئراً ارتوازياً".
ونوه مريوش الى ان "الابار الارتوازية في محافظة واسط غير صالحة للزراعة، لكونها مالحة وتحتوي على نسبة عالية من الكبريت".
يشار الى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، فيما حذّر وزير الزراعة العراقي، محمد الخفاجي، من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.
البنك الدولي، اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
بات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، البلد شبه الصحراوي، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 41 مليون نسمة، وحمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.