عروبة متصامتة في زمن أبكم
بقلم: أسيل تلاحمة
----------------------------------------------
يا أيتها الصرخات الصامتة
أرنِ أين ستلبثين؟
في دمعات الثكالى أم على جفون المساكين
ويا أيتها الجراح التي دقت ناقوس الحياة
وأعلنت بدء طقوس الموت
مهلاً ....
على عتبات التاريخ وفي جوفه ماضٍ لنا
حقيقة أرضنا
وكيف لها أن تموت في شرعيتنا كموت الصحيح في التاريخ...؟
عروبتنا متصامتة وزماننا لا يتكلم
وهاك طفل يعزف على وتر السلام أنشودة موت
هشم الحصار براءته
طفولة تباد بأمطار سماوية
وتلحن من خيالها رسمة للحرية
تحاول البحث عن مجد العروبة
ورجولة خلف القضبان وجدت ما وجدت
فيا أيتها الدنيا
ما بالكِ؟
لقد كانوا هنا عندما كنت تضحكين
أأنت اليوم علناً ترقصين؟
أنسيتِ؟
نكبة.. نكبة على أرضنا تجاوزت من العمر الستين
وأنت تضحكين
يشربون نخب سفك دمائنا
ويتلوون فرحاً على أجسادنا
فيا أيها الزمن لماذا لا تتلكم؟
ويا أيتها العروبة لأجل من لا تسمعين؟
صواريخ حفرت القبور
ونسجت من فتات الحجر كفناً
وكالعادة
تنتهي الحرب
وعلى نشرات الأخبار
يذكرون كم قتيل وجريح
فبشرف من مات على الطريق
وبشرف شيخ رفض شيخوخة الذكريات
وبشرف من وضعت حياته على حد السكين
أيا عروبة ألا تسمعين؟
ويا زمن أيها الأبكم
من جرد الحقيقة من هول مرآها
من أعمى البصيرة وأباد فحواها
أزعماء ترأسوا الأوطان؟
وضاعت الأوطان حتى منتهاها
أم واقع مرير ذكره يكن حيناً معنا
وحيناً آخر يسالم على دمانا
أصبحت الحقيقة لا نراها إلا في مآتم السلم
متلعثمة الوجود خوفاً من أن تحرق بقاياها
وأصبحنا نسمع ألحان لا تذاع إلا في مواسم لغزل الكفن
مواسم لا تقنعها فصول
فهي تأتي على عجلة وغفل
تفاجئنا بقدومها لتجربة نوع جديد من المحن
لقد ضاع الغد
وأصبح أمس وليد الحاضر
والمستقبل مصير مجهول
والحق يحتضر في جوف الألم
وعروبتنا متصامتة
وزماننا أبكم
والسياسات تتكلم
والعالم يُبكَم