البيانو الذهبي.. بين الملكة إليزابيث وصدام حسين ؟؟
علي المسعود
البيانو الذهبي.. بين الملكة إليزابيث وصدام حسين ؟؟
بعد الإعلان عن وفاة الملكة إليزابيث الثانية، مساء الخميس، وبعد أن عم الحزن أرجاء العالم، وانهالت التعازي على السلطات البريطانية وأعرب قادة وزعماء مختلف دول العالم عن تأثرهم الشديد وشعوبهم لرحيل الملكة، معتبرين ذلك صدمة للعالم كله وليس بريطانيا فقط، ومشددين على أنها جسدت استمرارية الأمة البريطانية ووحدتها طيلة فترة حكمها التاريخية والتي دامت 70 عاما . وصلتني رسالة من صديق على الواتساب يغلب عليها طابع الشماتة ، والرسالة موجهة لمن يترحمون على الملكة و مرفقة بصورة للبيانو الذهبي البيانو الذي يظهر بالصورة الذي سرق من قصر صدام بعدغزو العراق . ملكة بريطانيا العظمى لا تخجل ان يتم تصويرها وخلفها البيانو المسروق !!
أثار وجود هذا البيانو وقتذاك خلال إلقاء الملكة خطابًأ إنتقادات عبر وسائل الإعلام البريطانية ومواقع التواصل الاجتماعي ، حيث إنتشر ادعاء يقول إن البيانو مسروق من أحد قصور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين . واعتمدت منشورات كثيرة بلغات مختلفة (الفرنسية والإنكليزية والتركية)على هذه التغريدة بالذات للترويج لهذا الادّعاء الذي وصف ملكة بريطانيا بأنها سارقة . أما باللغة العربية فقد بدأ تداول المنشور في كانون الثاني/ديسمبر 2018 وحصد من صفحة فيسبوك هذه وحدها أكثر من 20 ألف مشاركة .
بالإضافة إلى ذلك، استند الادعاء إلى إشاعة روّج لها موقع ساخر باستخدام تغريدة مزيّفة للصحافية الاسكتلندية . لكنّ البيانو الذهبي ليس مسروقًا من الرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو بحوزة التاج الملكي البريطاني منذ أكثر من 150 سنة . وأثبتت عمليات التحقق خطأ هذا الادعاء، وأن السبب وراء انتشاره عبر مواقع التواصل الاجتماعي ظهوره على موقع ساخر، وأن البيانو في حقيقة الأمر تعود ملكيته إلى التاج البريطاني منذ 1856 وتعود قصة هذه المعلومة المغلوطة إلى منشور يضم ثلاث صور تظهر في إحداها الملكة إليزابيث الثانية أثناء إلقاء خطاب ومن ورائها بيانو ذهبي ضخم، ويظهر في صورة ثانية البيانو الذهبي، والصورة الثالثة فعبارة عن تغريدة للصحافية الاسكتلندية جاكي بيرد تقول فيها إن البيانو مسروق من قصر صدام ، وقد وضعت هذه التغريدة الصحفية جاكي بيرد المعروفة بعدائها للأسرة المالكة البريطانية في موقف لاتحسد عليه بعد هذه اتهامها بسرقة إحدى الممتلكات القيمة لرئيس النظام العراقي السابق صدام حسين . حقيقة الأمر أن البيانو الذهبي ليس مسروقا من الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، وهو بحوزة التاج الملكي البريطاني منذ أكثر من 150 سنة، إذ تملك العائلة الملكية البريطانية هذا البيانو منذ منتصف القرن التاسع عشر . وأوضح موقع "رويال كوليكشن" الذي يدير المجموعة الفنية التي تملكها العائلة المالكة، اشترت الملكة فيكتوريا، التي حكمت المملكة المتحدة بين 1819 و1901، هذا البيانو في 30 نيسان/أبريل عام 1856 .