آخر الأخبار
غوغل.. جهود حثيثة لتعزيز وجودها في أفريقيا
2010-02-02 03:04:57
كاليفورنيا: ناعوم كوهين*
يبدو أنه مقدر لشركة «غوغل» أن تواجه العراقيل خلال تجوالها على شبكة الإنترنت بحثا عن مواضيع جديدة لنتائج البحث. فعلى سبيل المثال، بالرغم من أن الحكومة الصينية سمحت لـ«غوغل» بدخول أراضيها، فإنها أصرت على أن تتجاهل حواسيبها الكتابات والصور التي تتعلق بمذبحة ميدان تيانامين في عام 1989 أو معارض التبت الشهير (الدلاي لاما) أو المعارضة السياسية بشكل عام.
وقد وافقت «غوغل» على تلك الشروط (لا تظهر نتائج للبحث عن تلك المفردات إذا ما استخدمت محرك بحث «google.cn»)، وإن كانت أعلنت مؤخرا رفضها الانصياع لتلك القواعد عقب عملية القرصنة التي تعرضت لها من داخل الصين.
ومن العوائق الأخرى التي واجهت «غوغل» مؤخرا هي مخاوف المؤلفين والناشرين بشأن جهود الشركة لإعداد نسخ إلكترونية لوضعها بالمكتبات الجامعية. ونظرا لوجود كثير من الأعمال التي ليس لها حقوق نشر، كانت «غوغل» قد بدأت بالفعل إضافة تلك الكتب من دون الحصول على تصاريح من أحد. ولم تحاول، إلا مؤخرا، التفاوض مع المؤلفين والناشرين حتى تتمكن من وضع أعمالهم على شبكة الإنترنت.
من جهة أخرى، ما زالت هناك فجوات في شبكة الإنترنت، نظرا لوجود قطاع واسع من سكان العالم العربي وأفريقيا ومعظم أنحاء الهند يفتقرون إلى الوسائل أو التعليم التي يسمح لهم بإنشاء مواقع إلكترونية أو غيره من المحتوى الإلكتروني. ولكن «غوغل» بذلت جهودا حثيثة لخلق المزيد من الوسائل؛ فقد أقامت الشركة مسابقة لتشجيع الطلاب في تنزانيا وكينيا على كتابة مقالات للنسخة السواحيلية من موقع «ويكبيديا» من خلال ترجمة نفس المقالات المنشورة بموقع «ويكيبيديا الإنجليزي».
ومن المقرر إعلان الفائزين، يوم الجمعة والذين، سوف يحصلون على جوائز تتراوح من أجهزة اللاب توب والمودم اللاسلكي والهواتف الجوالة وبرنامج «غوغل غير». وتقول «غوغل» إن تلك المسابقة ساهمت حتى الآن في إضافة أكثر من 900 مقال من أكثر من 800 مساهم. فيقول غابرييل ستريكر المتحدث الرسمي باسم «غوغل» فيما يتعلق بقضايا البحث: «لقد انتهينا من الجانب الفني، وأصبحنا مستعدين لأن نقدم لك الإجابة التي كنت تبحث عنها، ولكن التحدي الذي يواجه البحث باللغات الأخرى في الوقت الراهن، هو جودة البحث. فقدرتنا على تقديم الإجابة السليمة يقف أمامها الافتقار إلى الجودة والعدد الكافي من المقالات على شبكة الإنترنت».
وأوضح السيد ستريكر وهو يجلس في كافيتريا «غوغل»، جميع الطرق التي تراوغ عبرها المعلومات محرك البحث، اللغة الخاطئة، وعدم وجود ما يكفي من المعلومات الرقمية، أو أن يكون الموضوع حديثا للغاية، أو ألا يكون موجودا حوله أي معلومات. ولكن يبدو أن محرك «غوغل» شغوف بإضافة المزيد.
وفي النهاية، فإن شمولية محرك البحث سوف تمثل نقطة فارقة في منافستها مع خصمها الجديد «بينغ» لـ«مايكروسوفت» الذي يأتي برأس مال ضخم،.
ومن خلال اللقاءات التي تم إجراؤها عبر البريد الإلكتروني، قال اثنان من المتسابقين في اللغة السواحيلية إن وصول موقع «غوغل» إلى حرم جامعاتهم يحولهم من مستخدمين سلبيين لموقع «ويكيبيديا» إلى مساهمين متفاعلين، ولكنهم أعربوا في الوقت نفسه عن اضطراب مشاعرهم إزاء تلقى الجوائز عن مشاركة المعلومات.
ومن المتسابقين الذي وصولوا إلى النهائيات، جاكوب كبكويش، 21 عاما، من وادي ريفت بكينيا والذي يدرس هندسة البرمجيات بجامعة «كينياتا» بنيروبي والذي قدم 17 مقالا حتى الآن، حازت جميعها على نقاط. كان من بينها مقالات تناقش قضايا الحفاظ على المياه، وتنظيم القاعدة، وعملية إنشاء الغابات. وقد كتب جاكوب: «لقد كانت ويكيبيديا قاعدة بحث إلكترونية طيبة بالنسبة لي، وبهذه الطريقة أسمح للناس الذين لا يعرفون اللغة الإنجليزية بالاستفادة منها».
ومن المتسابقين الآخرين الذين وصولوا إلى النهائيات، دانييل كيماني، 21 عاما، الذي يدرس تكنولوجيا المعلومات بجامعة ستراثمور بكينيا، والذي قال إن «تلك المسابقات كانت وسيلة فعالة لجذب المتسابقين، ولكنه قال إن دفع المال في مقابل المقالات لم يكن شيئا طيبا لأنه ليس من العدل أن تدفع لبعض الناس ولا تدفع للبعض الآخر». وأضاف: «أنا أؤمن بـ(ويكيبيديا)؛ لأنها المصدر المجاني الوحيد للمعلومات في ذلك العالم».
ونظرا لأن السواحيلية هي اللغة الثانية لأكثر من 100 مليون شخص في شرقي أفريقيا فإنها تبدو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى قطاع كبير من القراء والكتاب في تلك المنطقة. ومع ذلك فما زال أمام موقع «ويكيبيديا باللغة السواحيلية» طريق طويل لكي يقطعه؛ حيث ليس لديه سوى 16 ألف مقال ونحو خمسة آلاف مستخدم. (فحتى موقع «ويكيبيديا» باللغة الألبانية قليلة الانتشار لديه 25 ألف مقال وأكثر من 17 ألف مساهم).
ويمثل كل من السيد كيماني والسيد كبكويتش أحد تحديات إنشاء المحتوي باللغات الأفريقية؛ وذلك حيث إن الأشخاص المؤهلين لإضافة المقالات على الموقع باللغة السواحيلية هم الطلاب الذين يجيدون أكثر من لغة. وكما ذكر السيد كيماني «فإنه يستخدم النسخة الإنجليزية أكثر من السواحيلية لأن معظم مهامه الدراسية باللغة الإنجليزية».
ومن جهة أخرى، ربما تكون الترجمة هي مفتاح إضافة المزيد من المواد إلى القراء الذين لا يتحدثون الإنجليزية. حيث إن المعرفة المحلية هي أكثر العناصر، التي يقدمها المساهمون المحليون، أهمية، بافتراض أن أدوات الترجمة السواحيلية الإنجليزية قد تطورت.
ومن جهة أخرى، أضاف السيد كيماني مقالا واحدا بالإنجليزية والسواحيلية حول المخدرات في مومباسا؛ ثانية أكبر مدن كينيا قال فيها إنه «يعتقد الشباب في هذه المنطقة أن المخدرات سوف تحميهم من مطاردات الأشباح».
والآن تنشر المقال باللغتين الإنجليزية والسواحيلية على رغم من أن محرري ويكيبيديا الإنجليزية طالبوا بالتنويه، وهددوا بإزالة تلك المواد. مما يجعلها تضاف إلى قائمة العراقيل التي تقف أمام «غوغل».
* «نيويورك تايمز»