في حاضرة الفن السابع
حاتم جعفر
السويد ــ مالمو
في حاضرة الفن السابع
ــ 1 ــ
إنغريد بيرغمان وذاك الرعيل.
في ثلاثينيات القرن المنصرم، شهد العالم تصاعدا وتناميا واضحين، فيما يمكن إعتبارها واحدة من أرقى الفنون التي عرفتها الإنسانية في العصر الحديث، والتي باتت تسمى بالفن السابع، وتألقها بشكل خاص في سماء هوليود، حيث موطئ البدايات اﻷولى لولادة السينما اﻷمريكية وريادتها عالميا وتربعها على هذا العرش فيما بعد. وإذا ما أردنا التحدث عن هذه الحقبة الزمنية بالذات، فقد برز على الجانب اﻵخر النائي من العالم وفي السويد بشكل خاص، حيث بلاد الثلج والظلمة الحالكة، نجم ساطع في هذا المجال، وراحت اﻷنظار تتجه اليه والأضواء تتسلط عليه بقوة، انها الممثلة اللامعة إنغريد بيرغمان، فضلا عن أسماء أخرى كانت قد جايلتها، لتشد هذه الكوكبة رحالها الى هناك، مقتحمة عالم السينما وفي مركزها ومن أوسع وأصعب أبوابه، وسوف لن يكتفوا بشغل مقاعده اﻷولى فحسب، وإنما باتوا موئلا وقبلة للمخرجين وصناع هذا الفن الرفيع.
ولكي لا نمر سريعا على أمر كهذا فلا بأس من التوقف عند بعض المقدمات بل أهمها، والتي كان لها الدور الواضح في تشكّل وبلورة هذه الشخصية السينمائية، ولتبرز فيما بعد قدراتها على نحو لافت. وبالعودة الى التأريخ، فبداية مشوار هذه الفنانة الكبيرة وإجتيازها أهم عتباتها، كان قد سبقه دخولها أكاديمية الفنون الجميلة، قسم التمثيل في العاصمة إستوكهولم، وخضوعها آنذاك لبعض من الإختبارات الضرورية، لمعرفة مدى أهليتها وكفاءتها وما تمتلكه من مزايا، تؤهلها لدخول هذا الحقل. كل ذلك قد جرى في ظلِّ مناخ وأجواء، لم يكن التنافس فيه باﻷمر السهل إن لم يكن مُرهقا أو إن شئتم مُقلقا لصاحب الشأن وَمَن حمل على كتفه هَمّا كهذا، أسوة بأقرانها من المتقدمين وإتساقا مع ما كان معمولا به، ممن كانوا ينازعونها على تجاوز العتبة اﻷولى ودخول هذا الحقل، ولتصدق معها نبوءة هذه اللجنة في إستشراف مستقبل زاهٍ لهذه الوردة اليانعة، وكان لها ما ارادت، ولتحتسي من الخمر نشوته وفي قدح معلى.
لذا وما دام الحال كذلك ولمزيد من التفصيل، فلابد من التوقف عند هذه الجزئية لبرهة من الوقت. فما كان ينتظر بريغمان قد فاق كل التوقعات، لا سيما وأن المساحة الفنية في بلادها لم تعد بالقادرة على إستيعاها والتناغم مع طموحاتها والإستجابة لها، على وفق ما وضعته لها من أهداف وما رسمته من أحلام بعيدة، رغم كل الإمكانيات التي أتيحت لها في بلادها. لذا لا بد لها من وجهة أخرى فكانت هوليود، ومنها إنطلقت الى ما إعتبرته عالما، عماده السحر والخيال، وجمال لا يدانيه جمال، والذي لا يمكن له أن ينضب أو أن توضع له سقفاً وحدودا.
وطالما دخلنا في ثنايا موضوع كهذا، فلا بأس من الخوض والغوص فيه لنصل من خلاله الى مسافات أبعد. فقد كانت هناك العديد من اﻷسماء ومن الوسط الفني السويدي على وجه التحديد، قُُُدِّرَ لها هي اﻷخرى أو بتعبير أدق وأكثر إنصافا، أن تلعب وتؤدي دورا متميزا، لا يقل قيمة عمّا قدمته إنغريد بيرغمان، في رسم وتأسيس معالم ما بات يعرف بالفن السابع على مستوى بلادها. ولأن هذا الرعيل من الفنانين على درجة عالية من الكفاءة، ويماثل بيرغمان في طموحه ورؤاه للمستقبل، فلم يكتفِ بلعب هذا الدور على مستوى بلاده فحسب، بل راح هو اﻷخر ليخترق أهم مراكز ومعاقل السينما العالمية، ليضخها بدماء جديدة حالمة، كانت سخية في عطائها وذات تمكنٍ عالٍ، كذلك موضع إشادة وتقدير من متابعي ونقاد هذا النوع من الألق.
لذا فهوليود، بإعتبارها واحدة من أهم مراكز صناعة السينما العاليمة إن لم تكن عاصمتها، لم تتوقف في يوم ما عن إستقبالها لكبار نجوم السينما السويدية، بل إستمر الحال كذلك وحتى يومنا هذا. وإذا ما أردنا الإتيان والتوقف عند بعض اﻷسماء الرديفة لبيرغمان، فها هي لينا أولين وذاك دولف لوندغرين وكذلك بيتر ستورمار، وأسماء كثيرة أخرى لعبت الكثير من اﻷدوار التي باتت تشكل علامات فارقة ويشار لها بالبنان، ليس على مستوى السينما السويدية فحسب وإنما وصلت العالمية بجدارة وإقتدار عاليين، بل لنقل شاع صيتهم من خلال تلك البوابة وشاشتها الذهبية العريضة.
في ظل هكذا خلفية وهكذا مناخ ،كالذي تتمتع به الساحة السويدية في مجال السينما، سيجد المرء صعوبة بالغة في إقتحامها، إذ دخلت هذه الدولة وكما نفل القول هذا العالم، في أوقات مبكرة، وبات في رصيدها وبين يديها من الخبرة، ما سيضاعف من مهمة دخولها وعبر هذا البوابة تحديدا، ومن قبل أي طرف أو جهة أو مؤسسة، تنوي أختبار حظوظها في ممارسة أي نشاط، سيدخل في هذا المجال، أي عالم السينما وبمختلف أشكاله وتعبيراته. فالماء هنا والحديث يدور عن بلد كالسويد فهو وفير، عذب، ومهمة السقاة سوف لن تكون بتلك السهولة التي قد يخالها البعض.
إذن وخلاصة للقول، ولكي يخرج كل مَنْ يسعى الى تحقيق هدفا ما وفي المجال الذي نتحدث عنه تحديدا،صار لزاما عليه، أن يضع نصب عينيه رصيد هذه الدولة ومكانتها. وللتذكير ثانية، فإنك في بلد، إنغريد بريغمان، نجمة السينما العالمية والحائزة على جائزة اﻷوسكار في مجال التمثيل، ومنذ سنوات مبكرة من عمرها الفني، في وقت كان التنافس على نيلها قد بلغ أشده ويحسب له ألف حساب، فرصيد أهل هذا المكان(السويد) الذي أنجب كبار نجوم السينما، لا أظنها بالغافلة على أحد، واللعب معهم قد يفضي بك الى طريقين وربما يظهر بينهما ثالث لم تضع له حسابا، فأما الصعود وفتح بوابات العالم السبعة وبكل ألوان طيفها وألقها، وأما الهبوط ومعه سترسم نهاية حلمك الذي طالما راودك ومذ كنت صغيرا ونمى معك وترعرع حين سنوات الصبا واليفاعة، وصولا الى ما بلغته من العمر.
ــ 2 ــ
عن مهرجان مالمو السينمائي.
ربما إبتعدنا قليلا عما كنا ننوي التحدث عنه، فبيت قصيدنا هو مهرجان مالمو للسينما العربية. وقبل هذا وذاك ولمن لا يعرف الكثير عن هذه المدينة، فهي وبإختصار شديد، تُعَدٌ ثالثة أكبر مدن السويد سكانا ومساحة وأهمية. وأيضاً هي أرحبها مضافة للأجانب، حيث إستقبلت بين ظهرانيها أعدادا غفيرة من المهاجرين والذين يعودون في أصولهم الى جنسيات ومشارب مختلفة. وأكثر مَنْ إلتجأ اليها واستجار بها، حملوا معهم في أسفارهم عذابات أنظمة قمعية، بالغة القسوة والبطش، ما انفكت تلاحقهم حتى وهم في منافيهم، البعيدة. وكي لا نغفل عن حقيقة أخرى أو نجافيها، فقد حملَ لاجئوها أيضا عدا عن هموم وأحلام شعوبهم التواقة للحرية، ثقافات وفنون وتراث بلدانهم، حيث الثراء والغنى، لطالما رفدت الإنسانية وجادت بها للشعوب اﻷخرى وبسخاء لا يعرف حدّا، أيام ما كانت ترفل بالأمن والمعرفة.
وللإشارة أيضا فإن هذه الجاليات التي توقفنا عندها، جلّها تعود بأصولها الى ما بات يُعرف ببلدان العالم الثالث، وبينها وبين العالم الذي اختارته منفا ومستقرا لها، سنجد ان هناك بونا شاسعا وعلى مختلف الصعد، لذلك سيلاقي هؤلاء صعوبة في إختراق المجتمات المُضيفة والسير معها سوية أو اللحاق بها في بعض المجالات ولإعتبارات عديدة، سيتقاسم وزر هذا التباين والتباعد كلا الطرفين وإن بنسب مختلفة، ومدار ما نعنيه في حديثنا هذا، سيتركز حول الهموم الثقافية والفنية تحديدا. غير انه ورغم ذلك ستجدها قد حققت بعض النجاحات المتعلقة في إيصال رسائلها، مستثمرة ما يمكن إستثماره وعلى النحو الذي ينسجم مع ما متوفر من حريات و من قوانين داعمة لها، وبما لا تتقاطع وتلك القيم التي تحملها الدول المضيفة وتحرص في الحفاظ عليها، فوحدة الهم الإنساني، تُعَدٌ الجامع اﻷكبر واﻷشمل و القاسم المشترك اﻷعظم لكل الشعوب، بصرف النظر عن طبيعة النظم السياسية الحاكمة.
من هنا إذن سيبدأ المشوار، فما كان على الجاليات المقيمة في السويد أو باﻷحرى مَنْ يمثلها ويرفع رايتها ويسعى للإرتقاء من شأنها الاّ أن تحث الخطى وبثبات، على طريق إقامة وتنظيم أنشطتها ومهرجاناتها، إحياءاً لتراثها الثقافي والفني، والذي كانت قد إكتسبته من إرث شعوبها وحملته معها حيث الشتات والمستقر الجديد. مدركة أن الخطوات اﻷولى ستكون صعبة بل صعبة جدا، غير ان اﻷصعب هو الوقوف في منتصف الطريق والتراجع عن تحقيق ما تصبو اليه من أهداف وأحلام نبيلة، كانت أوطانهم ومن يتحكم بمصائر شعوبهم قد ضاقت بهم وضيقت عليهم، ولم تجد لها هناك أفقا وسماءا لتحلق براحة وإسترخاء، أو لتشدو وتصدح بما يحلو لها من أغانٍ .
وأينما تدور هنا وعلى هذه اﻷرض، ستلفت إنتباهك تجمعات وكتل بشرية متنوعة، كانت قد حلَّت ضيفة على هذه البلاد، مختلفة في طباعها وفي تقاليدها وفي إهتماماتها. فهذا الشخص على سبيل المثال، والذي مرَّ تواً من أمامي وأنا منهمك في كتابة هذه المقالة، أفريقي السحنة والهيأة. وذاك اﻵخر الذي إرتكن إحدى الحدائق العامة والذي أراه من خلال النافذة حيث أجلس، منشغلا بعزف إحدى القطع الموسيقية الشعبية، المحببة اليه وعلى آلة الناي، والتي جاء بها من هناك على ما أظن، أو ربما نجح في تهريبها وإخفائها عن عيون الرقيب. سيعيدك صدى نغماتها الى تلك القرية الغافية على ساقية صغيرة، ليذكرك بتلك اللحظة الخاطفة والمباغتة، حيث عشقك اﻷول وربما القبلة اﻷولى، يوم باركها الرب بكامل الرضا والغفران، غير أنها جوبهت بالرفض والتصدي من قبل مَنْ بيده زمام اﻷمر وحاشيته المحيطة.
أمّا هؤلاء الصبية، المسترخين بمشيتهم، فأظنهم من أبناء الجيل الثاني الذي وُلد هنا حيث المغترب البعيد. فها أحدهم مرتديا فانيلا صفراء اللون، مطبوع عليها صورة لفيكتور جارا وهو يحمل غيتاره. والثاني إزدان صدره برسم تخطيطي لتشي جيفارا، بسيكاره اﻷثير. أمّا الثلاثة اﻵخرون فقد تشرفوا بصورة الرئيس التشيلي سلفادور الليندي، بنظارته الطبية وهيبة حضوره. في حركاتهم وسيماء وجوههم، ما ينم عن رجولة واضحة رغم ضحكاتهم وصغر سنهم. وإذا جاز لنا الوصف، فانهم بحق، يليق بهم أن يكونواسليلي وأحفاد، اولئك الرجال الذين كانوا قد تصدوا بصدورهم العارية ﻷنظمة حكم فاشية، كانت قد سادت وتحكمت بمصير شعوب بعض من دول أمريكا اللاتينية، ولحقبة زمنية قاسية.
الظاهرة اﻷبرز التي شهدتها مدينة مالمو وعلى طيلة فترة إقامتنا في هذا البلد، هي إقامة أول مهرجان للسينما العربية، ليس على مستوى السويد فحسب بل على مستوى منظومة دول إسكندنافيا، وتحت إشراف وتنظيم نخبة من الشباب العربي. وإذا كان لنا من الإتيان ببعض اﻷسماء التي شاركت وأشرفت على هذا النشاط، فلابد من الإشارة والإشادة هنا بجهود اﻷستاذ، ذو البذرة الطيبة والجذور الفلسطينية محمد قبلاوي، فله يسجل الجهد اﻷكبر واﻷوضح واﻷهم في إقامة وإنجاح هذا المهرجان، دون أن نغفل ما قام به وقدمه بعض من أصدقائه وزملاءه، ممكن كانوا قد قاسموه ذات الهدف وسعوا من أجله، ورافقوه ووقفوا معه في مغامرته ورحلته هذه، بل ولم يفترقاحتى وضع اللمسات اﻷخيرة، ولم ينفكوا عن سهر الليالي وعدّها ليلة بعد ليلة، مخافة أن يحدث ما يخيب الظن، وما يمكن أن يتبعه من إحباط وتراجع، وتعصف بهم الريح وبمشروعهم حيث تشاء.
سنة 2011 كنا على موعد مع إيقاد الشموع وعزف الموسيقى، إيذانا بإفتتاح مهرجان السينما اﻷول الذي تحدثنا عنه، ليأتي ثمار جهد من قبل تلك المجموعة الخيرة من القيمين عليه، بعد أن أوصلت النهار بالليل من أجل إنجاحه، وكان لها ما أرادت رغم بعض العثرات والثغرات التي رافقت عملهم، وربما تأتّى ذلك بسبب من قلة خبرتهم في هذا المجال، لكنه لم يفت من عزمهم وصبرهم وإرادتهم، فضلا عن حالة القلق المشروع، الذي ظلََّ يساورهم، مصدرها الحرص الشديد والمسؤول حتى بلوغ غايتهم المرجوة.
انهم اﻵن تحت الإختبار الصعب والمهمة مضاعفة، فهم في بلد دخل عالم السينما منذ وقت مبكر ومن أوسع أبوابه، وشهدت بلادهم نهوضا كبيرا وملفتا في سماء الفن السابع، وعلى يد وجهد كوكبة لامعة من الممثلين كما َنفَلَ القول. ولا زالت أسماء بعضهم تطوف سماء هذا العالم، وباتت موضع غبطة من قبل أتباع هذا الفن، ساعية ما إستطاعت الى إقتفاء أثرهم . وإذا جاز لنا من ذكر لبعض منهم فستأتي في مقدمتهم، إنغريد بيرغمان وذلك الرعيل المصاحب.
عشية إفتتاح المهرجان، قال له البعض وبحرص شديد: يا إستاذ محمد قبلاوي وَمَنْ معك، أنتم اﻵن كمن يدخل في مغامرة لم تعدّوا لها من الحساب ما يلزم وما يقتضي. رأي كهذا، ظلَّ ملازما للمشرف على المهرجان واﻵخرين، إبتداءا من لحظة الإفتتاح وحتى المنتهى. وما أن أسدلَ الستار على أ`عمال المهرجان حتى عاد صاحب القول ليتلو على مسامعهم ما توصل اليه: أجزم انكم قد نجحتم في الوصول الى غاياتكم وبإمتياز، وعبدتم الطرق بزهوٍ وثقة للدورات اللاحقة، فمبارك لكم ومبارك لنا.
وللحديث أكثر فلابد من القول بأن أهمية هكذا مهرجان، لا تكمن فقط في العروض السينمائية التي يقدمها، بل أيضا وهذا يسجل للقيمين عليه، بأنه وضع البذرة اﻷولى التي إبتدأ معها الشارع الفني السويدي، بالتفاعل والتعرف أكثر وعن قرب عما أنجزته السينما العربية، خاصة وان لهذا الشارع سبقا وإرثا أدبيا، حيث تمَّ منح جائزة نوبل للأدب ومن على هذه اﻷرض، لسيد الرواية العربية، الأديب الكبير نجيب محفوظ في عام 1988، والتي كانت الكثير من أعماله على صلة مباشرة بالسينما، وبشكل خاص خلال فترة الستينات وما شهدته الشاشة العريضة من أ`عمال، لا زال المؤرخ والمتابع العربي يذكرها بكل خير ويعود اليها كلما دعت الضرورة. وإذا كان لنا من إستشهاد وبما يسجل للأديب العربي، فلا بأس من العودة والتذكير بثلاثية الراحل، بين القصرين والسكرية وقصر الشوق. وسوف لن أجانب الحقيقة إن ذهبَ بنا بالقول: نحن أبناء ذلك الجيل، الذي إزداد ثراءا ومتعة، بعد أن أتيحت له فرصة مشاهدة تلك اﻷعمال السينمائية الخالدة، فضلا عن قرائتها كأعمال روائية مستقلة، سجلها التأريخ بأحرف من نور.
وخلاصة القول وإذا كان لنا من رأي فقد إستطاع المهرجان ومن خلال إقامة العديد من دوراته، أن ينجح في إستقطاب العديد من اﻷسماء اللامعة في هذا المجال والتي كان لها حضورا واضحا على المستوى السينمائي في بلادها. وإذا كان لابد من ذكر بعض اﻷسماء فالقائمة تطول ولكننا سنكتفي بذكر البعض منها، فها هو جمال سليمان ومحمد ممدوح وجورج خباز ورشيد مشهراوي، ونجوم آخرين ربما لا تسعفني الذاكرة على إستحضار أسمائهم جميعا.
وعن عدد اﻷفلام المشاركة في المهرجان وعلى مدى الدورات التي أقيمت، فربما زاد على المائة ومن مختلف الدول العربية، عدا عن اﻷفلام القصيرة والوثائقية التي كان لدولتي تونس والمغرب حضورا واضحا بهما. ومما يسجل لهذا المهرجان هو الحضور المتميز لجمهورية مصر العربية، والتي تكمن أهميتها بإعتبارها رائدة للسينما العربية. وما يجدر ذكره فقد كان لحضور الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي، دورا مهما في رصد وقراءة أعمال المهرجان. كذلك بعض المشاركات من قبل دولة فلسطين ولبنان والمملكة اﻷردنية الهاشمية، حيث تمَّ وعلى شرفها إفتتاح إحدى الدورات، وذلك من خلال عرض فلمها المتميز (بنات عبدالرحمن) من تأليف وإخراج زيد أبو حمدان. كانت بطولته قد سجلت بأسماء نخبة من الممثلين، كصبا مبارك، وخالد الطريفي وفرح بسيسو، ومريم الباشا وحنان الحلو، كذلك الطفلة ياسمينة العبد. وكي لا يفوتنا فقد كانت للملكة العربية السعوية أيضا حضورها في هذا المهرجان بإعتبارها ضيفة شرف.
نتمنى للمشرفين على هذا المهرجان كل النجاح والتوفيق، آخذين بنظر الإعتبار وللدورات اللاحقة، بعض الملاحظات المهمة التي صدرت من هنا وهناك وبدافع الحرص والمسؤولية.