ماذا قال المحقق الإيراني لجندي عراقي شيعي أسير؟!
أحمد الموسى فرج
ماذا قال المحقق الإيراني لجندي عراقي شيعي أسير؟!
المعمم الشيعي (العلماني)!!؛ أياد جمال الدين, وفي مقابلة معه على قناة آسيا الفضائية - برنامج سحور خاص, وبتاريخ 18-4-2021, أطلق تصريحا ناريا خطيرا ومزلزلاً, وبدون (التقية) المعهودة هذه المرّة, إذ قال بعظمة لسانه؛(تسعة أعشار الشيعة موالون لإيران وميليشياتها)!!!. وأستغرب من عدم ظهور أصوات شيعية مستنكرة لهذا التصريح والذي يوجّه ضربة قاتلة في صميم (الوطنية) المزعومة التي يتشدّق بها كثيرون من الشيعة. بينما قامت الدنيا ولم تقعد على تصريح مماثل للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك, بعد احتلال العراق.
إن أحد أهم الأسس التي تستند عليها العقيدة الشيعية, هو ما يُسمّى بـ(التقليد), وفيه يسلّم الشيعي عقله لمعمّمين معظمهم من أصول فارسية, يزرعون في داخله الفكرة التالية؛(إيران ربّك الأعلى, والسُنّي عدوك الأكبر)!!. وهؤلاء ولاؤهم محسوم لقومهم, وإن حاولوا ارتداء لبوس الوطنية من باب (التقية), وذرّاً للرماد في العيون. ففي المقابلة نفسها, يؤكد المعمم المذكور؛ (إن السيستاني هو الوجه الآخر والأكثر خطورة لولاية الفقيه, ولا يمكن أن يصبح مرجعا بدون رضا وموافقة علي خامنئي)!!. وبذلك يؤكد (جمال الدين), على أنهم يعملون وفق مبدأ؛(تنوّع أدوار, ووحدة هدف).
فهذا المعمم المقيم في أمريكا, والذي قال في إيران سابقا كلاما لم يقله (مالك في الخمر), فهو صاحب القول الشهير الموجّه لثوار تشرين؛(اسحقوا صور خامنئي بأقدامكم, وتبوّلوا عليها)!!. هاهو يغيّر إتجاهه 180 درجة, ويدعو للإصطفاف مع إيران حتى تمتلك (القنبلة الذرية الشيعية)!!, لأنها, كما زعم؛ هي التي تحمي الشيعة من(أعدائهم)!!, وإن (يوم السعد) لديه, يوم تعلن إيران حيازتها للـ(القنبلة النووية الشيعية)!!, والتي هي( أمنية الأماني)!!, كما قال. وهو يدعو لإقامة علاقة طبيعية بين إيران وإسرائيل والكفّ عن شعارات معاداتها. والتي يبدو إنها للإستهلاك الإعلامي والضحك على المغفّلين من العرب والمسلمين, وتحت غطائها يتم التوسع والهيمنة على البلاد العربية. فعدوّهم هم أهل السُنّة وحدهم لا شريك لهم !!, والذين جزم (جمال الدين) في هذه المقابلة, بأنهم (لن يعودوا لحكم العراق)!!!. وكأن الحكم هو(طابو صرف) للشيعة بإكذوبة (الأكثرية)!!, رغم فترة حكمهم الأسود للعراق الممتلئة بالقتل والفشل والفساد والتبعية وكل الموبقات. ولولا (الشيطان الأكبر), لما حلموا بأن يحكموا العراق, يوما واحداً *.
أهل السُنّة؛ هم الأمّة, وهم يشكّلون أكثر من 90% من العالم الإسلامي, وهم لا يفكرون بعقلية الطوائف, والتي هي لصيقة بالأقليّات, والتي تتحكم بها عُقد الضآلة والصغار والمظلومية. ثم من قال؛ إن أهل السُنّة في العراق, هم أقليّة ؟ّ!, فهم أكثر من 50% , مع إخوانهم الكُرد والتركمان. وهم من بنى دولة العراق الحديث, ومعهم شركائهم في الوطن من الشيعة العرب المخلصين لبلدهم. بنوه بالدم والكفاح والعرق والدموع والسهر, وعندما أراد الغرب تدميره, لم يجد أفضل من حثالات شيعة إيران, فامتطوهم, وأعادوا البلد الى عصر الظلمات.
ورغم إن موضوع الأكثرية والأقليّة لا يشكّل بحدِّ ذاته, مَزِيَّة لأي طرف, فالأصلح للحكم هو المهم وهو الفيصل, ولكن كثيرين من الشيعة يردّدون إكذوبة (الأكثرية الشيعية في العراق), بمناسبة وبدونها, وأنهم الأحق بحكمه على هذا الأساس. ولكنهم يتمثّلون بشعار؛ لا أرى..لا أسمع..لا أتكلم, عند تعلّق الأمر بالطائفة النصيرية الصغيرة(8% فقط), المتسلطة على حكم سوريا منذ سنة 1963, بالحديد والنار والدم, والتي أعلن الشيعة, حيثما وُجدوا, النفير العام للقتال معها, وقتلوا وشرّدوا الملايين من السوريين, بينما أكثر من 80% من الشعب السوري, هم من أهل السُنّة والجماعة!!. وكذلك عائلة؛(ذو الفقار علي بوتو) الشيعية التي حكمت دولة باكستان السُنيّة لعقود من الزمن.
هذه هي الحقيقة التي يحاول البعض تجاهلها, بخبث أو بسذاجة. ولا مفر للشيعة العرب في العراق وغير العراق, إلّا بالتعايش مع إخوانهم أهل السُنّة, فهم أحرص عليهم بكثير من إيران وعمائمها الشيطانية, التي تتاجر بهم وتستخدمهم كوقود رخيص, أو بالأحرى (مجّاني) في معاركها, لتحقيق أغراضها القومية العنصرية الفارسية العدوانية, تحت غطاء(الدفاع عن المذهب)!!. فإيران مستعدة للقتال حتى آخر شيعي عربي في سبيل تلك الأهداف الخبيثة. ثم ماذا جنى عموم الشيعة من حكمهم للعراق على مدى عقدين من الزمن, غير بحار من الدماء والأحقاد والفشل. فهل هذا هو( الحاكم الجعفري) الذي انتظروه طويلا, وهتفوا بإسمه كثيرا, للتعجيل بمقدمه, فلما جاءهم أخيرا وبعد انتظار طويل بـ(بركة الشيطان الأكبر)!, جلب معه القتل والدمار والخراب والطائفية؟!!.
وفي الختام؛ أنقل هذه الشهادة المهمة والبالغة الدلالة للأستاذ الدكتور نزار السامرائي؛ عميد الأسرى العراقيين, والذي قضى عشرين سنة عجفاء في أقفاص الأسر الإيرانية, والتي أوردها في كتابه القيّم؛ في قصور آيات الله, إذ يقول؛ إن محقِّقاً إيرانياً معمّماً سأل جندياً عراقياً أسيراً؛ هل أنت شيعي أم سُنّي؟, فأجابه بأنه شيعي, فقال له المحقق بالحرف الواحد؛ (لعنة الله عليكم شيعة العراق, أنتم أنجس من سُنّة إيران)!!!.
فهذه هي (قيمة) الشيعة العراقيين والعرب بشكل عام عند علوج فارس. فمتى يستفيقون من غفلتهم ويغادرون الأوهام التي عشعشت طويلا في عقولهم, ويعودون لحضن الوطن الدافئ والرؤوم, ويخلصوا له ؟؟؟.
................................
* المهم عند هذا المعمّم هو بقاء الشيعة في الحكم بغض النظر عن فشلهم وفسادهم وتبعيِّتهم!!. فهو من جماعة؛(ما ننطيها)!!. وأذكّر هذا المعتوه بأن أكثر الشيعة تفاؤلا لم يكن يتوقع أن يحكموا العراق. ويروي فايق شيخ علي, إنه دخل في رهان مع المدعو؛(صاحب الحكيم) في لندن في مطلع عام 2002. (فايق) قال؛إن نظام صدام سيسقط خلال عام واحد,و(عبد الصاحب), يقول؛ بل إنه لن يسقط ولو بعد مئة عام!!.
وكذلك تصريح الكاتب المعارض حسن علوي عام 1995, لإذاعة مونتي كارلو, معلِّقا على انشقاق حسين كامل؛(إثنان فقط لديهما القدرة على تخليص العراق من صدام حسين, هما؛(الله) وحسين كامل. وبهرب حسين كامل, لم يبقَ إلّا(الله).)!!.
فبهذا اليأس والقنوط كان ينظر رموز الشيعة لتلك المسألة.