ريكي ـ تيكي ـ تافي
ريكي ـ تيكي ـ تافي
Rikki- Tikki-Tavi
Rikki- Tikki-Tavi
(ريكي تيكي تافي) هو حيوان نمس صغير بلون بني فاتح.
فروته تشبه فروة القط، لكن وجهه وطريقة سلوكه اشبه ما تكون بحيوان السمور(السنجاب)
عيونه وردية فاتحة اللون، وأنفه دقيق.
يمكنه أن يقاتل بذيله الذي يشبه فرشاة تنظيف القناني انه (ريكي تيكي تافي)
يعيش (ريكي تيكي تافي) بسعادة مع أبيه وأمه في الغابة.
في احد الأيام جاء فيضان صيفي وجرفه لخارج الحفرة التي يعيش فيها,
.......
جرفته المياه بعيدا، وأخيرا إنتهى إلى حفرة بجانب الطريق
تمكن بالتشبث والقوة من الإمساك بخصلة من الأعشاب، وهنا تسلق
بثبات لحد ما أغمي عليه من التعب.
عندما إستفاق، تمدد تحت أشعة الشمس في وسط ممر حديقة أمام بيت صغير.
جلس بجانبه صبي صغير.
أقال الصبي لأمه: أنظري إنه نمس ميت.
قالت الأم: إنه ليس بميت.
خذه داخل البيت، سوف نجففه
هذا المسكين قواه مستنفذة فقط.
......
كان إسم الصبي الصغير(تيدي) وهو يعيش مع عائلته في البيت.
كانت العائلة لطيفة جدا مع (ريكي تيكي تافي)، بحيث إنه بسرعة قرر أن...
ففي الليلة الأولى نام على وسادة (تيدي)، وصباح اليوم التالي تناول الفطور، وأخذ يتسلق من حضن لآخر، لأن جميع النمس الذين يحسنون التصرف يتمنون في يوم من الأيام ان يكون عندهم بيوت.
ثم أخذ جولة في الخارج لإستكشاف الحديقة.
لم يذهب بعيدا إلا وتناهى إلى سمعه بكاء أحد ما.
إنه الطائر الخياط (داشي) وزوجته (طائر اصفر برأس أسود يحوك عشه بطريقة رائعة لذا سميٌ بالطائر الخياط)
سألهم (ريكي تيكي): ماذا حدث؟
أجاب (داشي): نحن يائسون جدا.
لقد أكل (ناغ) واحد من صغارنا.
.....
قال (ريكي تيكي): إنه لأمر سيئ. لكن من هو(ناغ)
قبل أن يجيب (داشي) كان هناك شيء يهسهس عاليا.
وفجأة برز ذكر الكوبرا أمام الأنظار
قال الأفعى: أنا هو ناغ.
كن على حذر! كن على حذر!
خلال وقت قصير كان (ريكي تيكي) خائفا جدا، لأن أي فرد يعرف بأن للكوبرا لدغة مميتة
لكن من المستحيل للنمس أن يخاف شيئا منذ وقت طويل. كما إنه لم يرى كوبرا من قبل.
إنه يعلم بأن من واجب النمس الشجاع هو القتال مع الأفاعي السامة.
لذا رفع ذيله الكثيف، ونفخ وجنتيه، وعمل شكل مخيف مما جعل الأفعى تتقلص.
...
ألقى (ناغ) نظرة لشيء كان يتحرك خلف (ريكي تيكي)، وعرف إن
المساعدة قريبة منه.
وبدهاء حاول ناغ أن يصرف نظر النمس عن الإنتباه.
قال بهسهسة لطيفة: دعنا نتحاور!
أنك تأكل البيض، فلماذا يجب علي أن لا آكل الطيور؟
صاح (داشي). إحذر من الذي خلفك!
قفز (ريكي تيكي) في الهواء، وتجنب لدغتها
كانت (ناغانيا) وهي زوجة (ناغ) اللعينة.
حط النمس فوق ظهرها، وبدأ يعضها، قبل أن يقفز بعيدا عن الحيوان المفترس.
(ناغ) و(ناغانيا) إختفوا في الحشائش، وأصبحت عيون (ريكي تيكي) حوراء من الغضب.
لم يكن متأكدا من إنه يستطيع التعامل مع إثنين من الأفاعي،
لذلك لم يتبعهما.
الآن هو فخور جدا لأنه تجنب الوقوع في الكمين.
في نفس الوقت جاء (تيدي) راكضا من خلف صخرة متوجها إلى (ريكي تيكي).
.....
حالما توقف الفتى، كان شيء ما يتحرك في الغبار
قال صوت خافت: " إحذر أنا الموت"
كان الصوت يرجع لـ(كرايت), وهو ثعبان صغير لونه بني مغبر(افعى الأعشاب السام)
لدغة الأفعى لا تكون خطيرة مثل الكوبرا، ولكن لأنه صغير جدا فلا أحد يخاف منه.
هاجمت (كرايت) ريكي تيكي، لكنه فقفز فوق ظهرها وأخذ يعضها من رأسها
وعندما إلتف النمس حول نفسه، كانت الأفعى ممدة على الارض مشلولة
نادى (تيدي) أهله: تعالوا بسرعة!
النمس (نمسنا) يقاتل أفعى
جاءا الأب والأم راكضين.
قامت أم تيدي برفع النمس عن الأرض وحضنته، لأنه انقذ حياة الولد.
وكان ريكي على وشك أن يبتلع (كرايت) كما جرت العادة في عائلته
إنها وجبة كبيرة ستجعل النمس كسولا وبطيئا، وعليه أن يكون يقظا إتجاه (ناغانيا) و(ناغ).
...
في ذلك المساء صحب (تيدي) معه (ريكي تيكي) الى الفراش لينام النمس بجانبه
ولكن سرعان ما نام الولد فتسلل (ريكي تيكي) من المكان إلى الخارج ليستطلعه.
وفي الظلام إلتقى بالفأر البري (جوجوندرا) وهو يزحف على الحائط.
صفر (جوجوندرا) باكيا: أرجوك لا تأكلني!
قال (ريكي تيكي): لن آكلك!
لكن (ناغ) في المنطقة والأفضل لك أن تحتاط منه.
أشش! (ناغ) في كل مكان (ريكي تيكي). ألا تسمع؟
أخذ (ريكي تيكي) يصغي.
كان كل شيء ي البيت هادئا، لكنه يظن بأن هناك صوت قشط، قشط خفيف.
إنه صوت إحتكاك صدف الأفعى الجاف بالحائط.
...
أسرع إلى داخل غرفة الإستحمام، حيث سمع (ناغ) و(ناغانيا) يتهامسان في الخارج تحت ضوء القمر. قالت (ناغانيا): عندما يكون الجميع قد غادروا، سيغادر ريكي أيضا، وتصبح الحديقة لنا مجددا. إذهب الآن وإلدغ الرجل الكبير أولا! من ثم نكون قد إصطدنا (ريكي تيكي) معا.
...
أجاب (ناغ): هل أنت متأكدة من هذا؟
إجابت زوجته: بأسرع وقت سيكون البيت خاليا، ونصبح نحن الملك والملكة في الحديقة وتذكر بأن بيوضنا في حقل البطيخ ستفقس قريبا. فصغارنا سيكونوا بحاجة إلى الأمن والهدوء، بدون نمس قريب منهم.
إهتز (ريكي تيكي) من الغضب، ولكنه إختفى عندما زحف (ناغ) من خلال التجويف من ثم إلى الحمام.
شاهد ريكي من مكانه الخفي، كيف قامت الكوبرا الضخمة بلف نفسها حول الإبريق، في إنتظار والد (تيدي). كان (ريكي تيكي) مضطربا تماما، إلى أن نام (ناغ).
ثم هجم.، صفق فكيه معا حول رأس الكوبرا، ومسكها بقوة عندما كانت متعبة وملتوية
أخذ يرميها للأمام وللخلف، إلى أن تأكد بأنها ستموت ضربا.
فجأة أطلق النار، ولم يعد هناك (ناغ).
لأن الضوضاء أيقظت والد (تيدي) وأطلق النار على الأفعى اللعينة.
قال لزوجته: أنظري القد أنقذ النمس الآن حياتنا.
..
عد يوم كان (ريكي تيكي) سعيدا مع نفسه
لكن ليس كل الراحة
(ناغانيا) لا نزال موجودة في الخارج،ـ وهي أسوأ من (ناغ)
ذهب للتحدث مع (داشي)
سأل الطير الخياط: أين (ناغانيا)؟
أخذ (داشي) يغني: (ناغانيا) ماتت. (ناغانيا) ماتت.
قال (ريكي تيكي) بغضب: توقف عن هذا!
ربما (ناغ) مات، لكن (ناغانيا) لا تزال موجودة
أين هي؟
قال (داشي): من اجل الكبير والوسيم (ريكي تيكي) سأتوقف.
ما الذي تريد أن تعرفه، أنت محارب (ناغ) الشيطانة؟
قال للمرة الثالثة: أين (ناغانيا) ؟
....
أجاب (داشي): إنها في كومة الإسمنت قرب الأصطبل، تنعي زوجها
سأل (ريكي تيكي): هل تعلم أين بيوضها؟
قال الطير مترددا: في حقل البطيخ
إنك لا تفكر بأن تأكل بيضها (ريكي تيكي)؟
قال النمس: ليس بالضبط آكل البيض.
لو تؤخر (ناغانيا) برهة من الوقت حاليا، سوف ترى قريبا ما يدور في فكري.
....
كان (داشي) طير متدين، وهو يعتقد بأنه طالما إن صغار (ناغانيا) يأتون من البيوض كحاله
فإنه من الأفضل أن يتركوا بسلام، أما زوجته ففكرتها أكثر عقلانية
فهي تعلم بأن بيوض الكوبرا سيصبحون صغارا في يوم ما، لذا فقد قالت لزوجها أن يهتم بالعش عندما تطير إلى (ناغانيا).
لكن زوجة (داشي) تعرف بأنه إذا نظر الطير في عيون الأفعى فإنه سيخاف جدا ولا يتمكن من الحركة. لذا رفرفت للأمام فقط لتكون بعيدة عن المنال.
....
في نفس الوقت الذي عثر فيه (ريكي تيكي) على عش الكوبرا، وبدأ يكسر البيض.
الآن سوف لا تبيض أفاعي أخرى تزعج بقية الحيوانات.
وعندما وجد البيضة الأخيرة، سمع زوجة (داشي) تصرخ:
إسرع (ريكي تيكي)، (ناغانيا) ذهبت إلى البيت لتؤذي العائلة.
ركض (ريكي تيركي) بسرعة الريح
في الشرفة الخارجية جلس (تيدي) وأمه مرعوبين.
كانت وجوههم مخيفة.
وكانت (ناغانيا) ملتفة بجانب كرسي تيد، مستعدة للهجوم.
قالت الأم: أجلس هادئا (تيدي) عليك أن لا تضطرب!
صاح (ريكي تيكي) : إستديري وقاتلي يا (ناغانيا)
كل شيء في وقته، هسهست الأفعى دون أن تحول نظرها عن الولد.
...
قال (ريكي تيكي) وهو ممسك ببيضة الكوبرا الأخيرة: أنظري الى هذه البيضة!
فهي الوحيدة المتبقية
بقية البيض كسرتها.
أدارت (ناغانيا) رأسها للأعلى
كان والد تيدي يأخذ إبنه إلى مكان آمن.
قالت (ناغانيا): أعطني البيضة!أعطني البيضة فهي الأخيرة من بيوضي، وسوف آخد طريقي للمغادرة، ولا آتي هنا أبدا. لكن (ريكي تيكي) عرف إنها تكذب.
رمت (ناغانيا) نفسها على(ريكي تيكي) لكنه قفز بعيدا.
هجمت مرة وأخرى، وفي كل مرة كان (ريكي تيكي) يتراقص حولها.
لقد نسى البيضة. فجأة سيطرت (ناغتنيا) على البضة ومسكتها في فمها
وإختفت بسرعة السهم حول الصخرة. لكن (ريكي تيكي) تبعها.
إختفت الأفعى في جحر فأر، هناك حيث كانت تعيش مع (ناغ)
لكن (ريكي تيكي) تمسك بقوة بذيلها وإستمر بمطاردتها
كان الظلام حالكا في الجحر، ولم يعرف النمس متى يتوسع الجحر، حتى تستطيع الأفعى أن تجد متسعا للهجوم على أي حال كان ممسكا بها بقوة.
...
جميع الحيوانات تعرف إنه ليس من الحكمة مطاردة الكوبرا داخل الجحر، بما فيهم الطائر الخياط (داشي).
من المؤكد أن (ريكي تيكي) لاقى حتفه، وأخذ يكتب شعرا عن بطولة النمس.
في الوقت الذي أنهى قصيدة الشجاعة الحزينة بصوته "كل شيء إنتهى"
خرج (ريكي تيكي) من الجحر وهو يمح شاربيه. قال بفخر: نعم كل شيء إنتهى.
أفاعي الكوبرا ماتت كلها. ثم تكور(ريكي تيكي) على نفسه وتمدد على الحشيش ونام لوقت متأخر
حتى العصر، لأنه كان لديه يوم عمل. وعندما إستيقظ، مشى عائدا إلى البيت.
قالت أم تيدي عندما رأته: لقد أنقذت حياتنا.
وكانت هذه هي المرة الاخيرة التي تجرأت فيها كوبرا على الظهور داخل أسوار حديقة ريكي تيكي.
النهاية....
[size=32]الى اللقاء مع حتوتة جديدة.[/size]