ايران .. الثورة قادمة بلا شك
علي الكاش
[size=32]ايران .. الثورة قادمة بلا شك[/size]
بعد إستشهاد المواطنة الإيرانية مهسا أميني على أيدي قوات القمع الايراني الذين يسمون أنفسهم (شرطة الأخلاق) وهم يفتقروا الى الحد الأدنى من الأخلاق، وهذا ما ينطبق على جميع الأجهزة الأمنية الحكومية او الحرس الثوري والبسيج، ايران الملالي دولة قمعية بلا أدنى شك، وأهم صفات أجهزتها الأمنية قمع المواطنين وكتم الأفواه المطالبة بالإصلاح والتغيير، ناهيك عن قوى المعارضة في الداخل والخارج، والتدخل في شؤون دول العالم وليس دول الجوار فحسب، والا ما فعله نظام الملالي بالحرب السبرانية مع البانيا لا يمكن ان يفسر تفسيرا منطقيا، سيما انه تزامن مع المفاوضات في ملفها النووي، وكانت النتيجة ان البانيا قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الملالي، وقامت الإدارة الامريكية بفرض عقوبات على أبرز الشخصيات المسؤولة عن الحرب السبرانية في ايران، وكالعادة حاول النظام ان يتهرب من المسؤولية، لكن الشركات العالمية اكدت بأن النظام الايراني هو الذي يقف وراء العملية، وبدلا من ان يتعظ النظام قام بمحاولة ثانية ضد البانيا، لكنها فشلت، وهذا يبين عنجهية النظام وإصراره على تخريب علاقاته الدولية، بل وافتقاره الى ابسط المقومات الأخلاقية، ناهيك عن إحترام القانون الدولي والمواثيق الدولية.
حاول الرئيس الإيراني في خطابه خلال إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان يغطي على جرائم نظامه، بقوله" نحن نقف ضد الظلم في جميع اشكاله، وتعمل ايران على خلق العدالة داخل البلاد، وتسعى الى إيجاد أفضل الطرق للحفاظ على حقوق الإنسان, وان العلاقة القائمة على القمع، لا يمكن أبدا ان نتحملها او نرضى بها، والناس الذين يبتعدون عن مباديء العدالة والإنصاف، هؤلاء يستخدمون القمع والسلطات القمعية والظلم، هذه أمم ليس بديها أي منطق". فعلا شر البلية ما يضحك، هل رئيسي بخطابه المهلهل يضحك على نفسه أم على دول العالم، العالم اصبح قرية صغيرة بفعل ثورة المعلومات وتطور التقنيات العلمية في وسائل الإتصال، ولا يمكن خداع العالم بالكلام.
وبدلا من الإقتداء بالدول التي تحترم حقوق الإنسان، استشهد رئيسي بمثال يوضح افلاسه الفكري وافلاس نظامه السياسي، عندما أعلن ان مثل هذه الحالات تحدث في الكثير من دول العالم، ولا يتطرق اليها الإعلام، متناسيا ما فعله الاعلام الدولي حول قتل خاشقجي، والفلسطينة شيرين أبو عاقلة وغيرهم، ومتناسيا ان الشهيدة ليست معارضة لنظامه، وكانت ترتدي الحجاب حسب توجيهات النظام، ولكن ليس بالشكل الذي يرضي شرطة الآداب.
مع هذا كان إستشهاد أميني الشرارة التي أشعلت الثورة الإيرانية الجديدة، فقد بدأت خارطة التظاهرات من كردستان ايران، وإمتد لهيب الثورة الى جميع المدن الايرانية، فقد الهبت مشاعر الشعب الإيراني المبتلى بنظام الملالي فإنتفض ضد النظام.
حاول النظام كالعادة قطع خدمات الأنترنيت كي لا يطلع العالم على جرائمه ضد المنتفضين، وفشل سياساته في الداخل، حيث يعاني من مشاكل على كل الأصعدة، فبدلا من انفاق المليارات من الدولارات لرفع مستوى معيشة الشعب، والقضاء على البطالة، ورفع مستوى الخدمات الصحية والتربوية والخدمية، وجه تلك المليارات الى الأغراض العسكرية، وتغذية المليشيات المرتبطه به في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة، علاوة على تغذية الخلايا النائمة في الدول الاوربية والاسيوية والافريقية.
وسبق للسيدة المجاهدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من المقاومة الايرانية ان وضحت في أكثر من مناسبة بأن النظام الإيراني سينتهي حتما وفق معطيات الحاضر، ومنطق التأريخ، وإرتفاع مستوى القمع الذي طال الشعب الايراني، وتطلع الشعب الى الحرية والتحرر من قيود الملالي، ووضعت خارطة طريق رائعة لإيران ما بعد نظام الملالي، بعد ان شخصت أخطاء النظام القمعي القائم بقوة السلاح، وطرحت بدائل تبشر بإيران تختلف جذريا عن ايران الملالي.
وفي أخر كلمة للرئيسة رجوي وجهتها الى الداخل الايراني بمناسبة العام الدراسي الجديد، والى الثوار من الشباب، وهي تحثهم الانتفاض والعصيان والبحث عن طرق جديدة والتغلب على اليأس والاحباط
موضحا ان الشباب هم طلائع الثورة، وعتبة التغيير السياسي القادم، وقالت" أثبتم للجميع المكانة المعروفة التي تحتلّها الجامعات كمعاقل للحرية في وجه نظامي الشاه والملالي، من 7 ديسمبر 1953 إلى الثورة ضد الشاه، وفي التخندق ضد الاستبداد الديني، الذي كانت ذروته في 27 سبتمبر 1981 حينما سقطت أرواح طلاب المدارس مثل تساقط الورود في بستان الزهور".
واستذكرت السيدة رجوي تضحيات الطلبة الإيرانيين في التأريخ الايراني المعاصر، ومنه إعدام أكثر من (188) طالب جامعي وثانوي من مجاهدي خلق في طهران، وأعلان النظام أسماء 815 منهم في صحفه، علاوة على إعدام 942 شخصاً رمياً بالرصاص وعدد أخر شنقاً، واستشهاد مالايقل عن (33) منهم تحت وطأة التعذيب".
الحقيقة ان الرئيسة رجوي تستذكر دائما ضحايا النظام القمعي من شهداء الحرية، ويحتفظ موقع منظمة مجاهدي خلق في باريس بمعرض صور لجميع شهداء المنظمة، وهذا وفاء ما بعده من وفاء، وحرص ما بعده من حرص. لأنه مهما قدم الحي من تضحيات لوطنه لا يمكن ان يقارن بما قدمه الشهيد.
سبق أن أكدت السيدة رجوي على أهمية تعزيز حقوق الإنسان التي جرد الملالي الشعب الإيراني منها، وعلى التعامل مع كل شرائح المجتمع الإيراني سواسية، بغض النظر عن الجنس والدين واللغة والعرق واللون والمذهب. وهذا الأمر يعتبر ضروريا بعد سياسة التمييز العنصري والطائفي التي إنتهجها نظام الملالي منذ أن سرق الثورة من رجالها الحقيقيين وإنحرف عن مبادئها الصحيحة، علاوة على أن النهج العلماني يتوافق مع إرادة الشعب الإيراني من جهة، والصكوك الدولية الخاصة بحقوق الإنسان من جهة أخرى. وحول مشكلة المرأة الإيرانية التي تعاني الأمرين بسبب سياسة التمييز، أشارت الرئيسة رجوي بإن المرأة هي نصف المجتمع، وتمثل طاقة كبيرة، ولا يمكن لأي مجتمع أن ينهض دون أن تنهض فيه المرأة وتأخذ دورها الريادي في التقدم والتنمية، فتعطيل طاقتها إنما هو خلل يجب إصلاحه وفقا لدستور وقوانيين جديدة تعيد للمرأة حقوقها المسلوبة. فعلا لقد اثبتت التظاهرات الأخيرة في ايران ان المرأة الايرانية تقف دائما في الطليعة، وتباشير ايران الجديدة بدأت تظهر في الأفق، الايرانيون وشعوب المنطقة والعالم بأسره ينتظر انجلاء غيمة الملالي السوداء وعودة الصحو والصفاء الى سماء ايران الجديدة، ايران الحرية والديمقراطية والسلم والأمن والحب.