أخبار وتقارير يوم ٢٩ أيلول
تلاميذ يختبئون من القصف الأيراني في كويسنجق
أخبار وتقارير يوم ٢٩ أيلول
١-السومرية تنشر قرارات مجلس الوزراء خلال جلسة اليوم
عقد مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، جلسته الاعتيادية الخامسة والثلاثين برئاسة رئيس المجلس مصطفى الكاظمي، فيما أصدر قرارين بينها يخص تظاهرات الخضراء الأخيرة.وقال مكتب الكاظمي في بيان ورد لـ السومرية نيوز، إن الأخير "ترأس الجلسة الاعتيادية الخامسة والثلاثين لمجلس الوزراء، جرت فيها مناقشة تطورات الأحداث في البلاد، والتباحث بشأن عدد من الملفات الاقتصادية والخدمية، والموضوعات المدرجة على جدول الأعمال.واستعرض الكاظمي "مشاركة العراق في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتعريف بالمنجز الأمني الذي أحرزه العراقيون عبر هزيمة فلول داعش الإرهابية، ومواصلة القوات العراقية جهودها في محاربة الإرهاب بالنيابة عن العالم"، مؤكداً أن "الوفد العراقي نجح في تقوية الشراكات مع الدول الصديقة، وفتح الأبواب أمام شراكات جديدة، لإيجاد حلول لعدد من المشكلات؛ حيث جرت الإشادة وبشكل موسع بمساعي العراق إلى حل الأزمات الإقليمية عبر سياسة الحوار والتهدئة، وإحرازه تقدّماً ملموساً في هذا المسار".وفي سياق الجلسة، استضاف مجلس الوزراء نائب قائد العمليات المشتركة، الذي قدم تقريراً عن الوضع الأمني في عموم العراق، وطرح عدداً من المتطلبات والاحتياجات المساندة للجهود الأمنية، وقد وجّه المجلس بتنفيذها وفقاً للسياقات القانونية.وصوّت مجلس الوزراء، وفقاً للبيان، على "توفير الدعم اللوجستي إلى طائرات أف-16 المقاتلة، المرحلة الثانية، من ضمن مكونات مشروع (صندوق بناء وتطوير قدرات الجيش العراقي) الوارد ضمن جدول الموازنة الاستثمارية لسنة/2021".وأضاف البيان، أنه "جاء هذا القرار لتعزيز قدرات القوة الجوية العراقية، وملاحقة التنظيمات الإرهابية التي تحاول زعزعة أمن البلاد واستقرارها".وواصل مجلس الوزراء مناقشته الموضوعات المدرجة في جدول أعماله، التي تتعلق بعدد من الملفات الخدمية والاقتصادية، وأخرى لها صلة بتذليل المشكلات والعقبات التي تعترض عمل عدد من المؤسسات، حيث أقرّ المجلس ما يأتي :
أولاً/ تمويل وزارة المالية مبلغ (500000000) دينار، فقط خمس مئة مليون دينار إلى وزارة النفط/ شركة توزيع المنتجات النفطية لتهيئة الوقود والزيوت أصولياً بحسب متطلبات قراري مجلس الوزراء (57، 96 لسنة 2022)، تنفيذاً للفقرتين (1، و2) المذكورتين في كتاب ديوان الرقابة المالية الاتحادي المرقم بالعدد (1/1/12/2443)، والمؤرخ في 3 شباط 2021، المرافق ربط قرار مجلس الوزراء (15 لسنة 2022).
ثانياً/ تمويل وزارة المالية مبلغ (2000000000) دينار، فقط مليارا دينار، الى مكتب رئيس مجلس الوزراء لتغطية احتياجات ذوي شهداء وجرحى تظاهرات المنطقة الخضراء 29 آب 2022، من الإنفاق الكلّي للدولة، تنفيذاً للفقرتين (1، و2) المذكورتين في كتاب ديوان الرقابة المالية الاتحادي المرقم بالعدد (1/1/12/2443)، والمؤرخ في 3 شباط 2021، المرافق ربط قرار مجلس الوزراء (15 لسنة 2022).
٢-الجزيرة…………تقرير خاص……
استقالة رئيس البرلمان العراقي.. مناورة سياسية أم إرباك للمشهد?
بغداد- تسبّب تقديم رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي استقالة مفاجئة في إرباك المشهد العراقي، وأثارت كثيرا من التساؤلات عن أسبابها ودوافعها والتوقعات لمآلاتها، خاصة أنها تأتي بعد أقل من 24 ساعة من إعلان تشكيل ائتلاف سياسي جديد يحمل اسم "إدارة الدولة" أول أمس الأحد، يضع ضمن أجنداته تشكيل حكومة "توافقية"، ورئيس البرلمان أحد الموقعين عليها.وحسب بيان للبرلمان نقلته الوكالة الرسمية، فإن مجلس النواب سيعقد الأربعاء جلسة يتضمن جدول أعمالها التصويت على استقالة الحلبوسي من منصبه، كما سيتضمن جدول الأعمال انتخاب النائب الأول لرئيس المجلس وفق البيان ذاته، من دون تفاصيل أكثر عن موعد تقديم الاستقالة وأسبابها، وذلك في ظل استمرار الأزمة السياسية التي يعيشها العراق. وفي هذا الإطار، قال الحلبوسي "المناصب تكليف وليست تشريفا، ومن يتسلّم هذه المواقع يجب عليه أن يعي حساسية هذه المرحلة". وفي جذوة أحداث متسارعة تشهدها الأزمة السياسية العراقية، يستدرك الحلبوسي، في تصريحات صحفية أعقبت الإعلان، بالقول إن من أسباب تقديم استقالته الانتقال من مبدأ الأغلبية في إدارة الدولة إلى التوافقية المحاصصة، وإيمانه بضرورة وجود فريق معارض وآخر حاكم، ولضرورات أخرى تتعلق بديمقراطية العمل التي تتطلب استفتاء القوى السياسية الحالية العازمة على المضي بتشكيل الحكومة وفق المبدأ الأخير وقناعاتها بوجوده كرئيس للبرلمان.وكانت الكتلة الصدرية (73 مقعدا بزعامة مقتدى الصدر، والفائزة في الانتخابات بأكبر عدد من أعضاء البرلمان) قد استقالت من مجلس النواب في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، احتجاجا على تعطيل مشروعها في تشكيل حكومة "أغلبية وطنية" من قبل غريمها تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى شيعية مقربة من إيران، إلى جانب 17 نائبا سنّيا في تحالف "عزم"، وحزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، وهو ما فسح المجال لصعود نواب جدد.وتواصل موقع الجزيرة نت مع عدد من الأطراف السياسية الفاعلة في المشهد العراقي، للوقوف على حيثيات استقالة الحلبوسي، ووصفها القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني مهدي عبد الكريم بأنها "تكيتك" أقرب إلى استفتاء النواب البدلاء لأعضاء الكتلة الصدرية الذين استقالوا من البرلمان.
معرفة مواقف القوى السياسية
وأضاف عبد الكريم أن ما فعله الحلبوسي هو استفتاء يمكنه من خلاله معرفة مواقف القوى السياسية تجاهه، وردّ على الأطراف التي سبق أن هددته بإقالته في مناسبات عدة، بخاصة أنه يعدّ صاحب الكتلة السنّية الأكبر، مؤكدا أن موقفهم في الحزب الديمقراطي سيكون مع رفض الاستقالة.لكن عبد الكريم استبعد أن تكون خطوة الحلبوسي رسالة تضامنية إلى التيار الصدري حليفه السابق المنسحب من العملية السياسية، وبيّن أن الصدريين عندما قدموا استقالتهم من المجلس لم يأخذوا رأي أحد، ومن ثمّ فقرارهم يعدّ قرارا شخصيا وهم أحرار فيه، وكذلك الحلبوسي في تقديم استقالته، وهو ما لم يتفق معه في الرأي عضو مجلس النواب المستقل باسم خشان.خشان -في حديث للجزيرة نت- رأى أن "الحلبوسي يحاول خداع قوى الإطار التنسيقي من خلال إيحائه لهم بأنه واقع تحت ضغط الصدر، على اعتبار أن انتخابه رئيسا للمجلس في المرة الأولى كان بدعم الأعضاء الصدريين، ومن ثم فهو خدعهم بأنه حاليا يريد أن ينال ثقتهم، لكنه يحاول أن يبين للصدر أنه رئيس برلمان بثقة قوى الإطار أيضا"، مشيرا إلى أن "هذه مسرحية متفق عليها سابقا بين القوى السياسية"، وأنه سيقاطعها ولن يحضر الجلسة.وتأكيدا لذلك، حسب النائب المستقل، فإن جلسة إقالة رئيس المجلس لو كانت فعلية، فذلك لا يسمح أن تتضمن انتخاب نائب أول لرئيس المجلس في جدول الأعمال، على اعتبار أن منصب الرئيس أصبح شاغرا، وعليه "يجب انتخاب رئيس جديد ومن ثم نائب له".وفي ظل استمرار التحشيد لمظاهرات في الذكرى الثالثة لما باتت تعرف بـ"ثورة تشرين" التي شهدتها البلاد في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2019، واستمرار غلق التيار الصدري لباب الحوار مع القوى السياسية بعد عام من الصراع على تشكيل الحكومة الذي بلغ حد المواجهات المسلحة، واحتمال أن يكون قرار الحلبوسي تجنبا لفوضى مرتقبة، استبعد ذلك وائل الركابي عضو ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي أحد الأطراف الرئيسيين في "الإطار التنسيقي".ورجح في حديث للجزيرة نت أن يكون القرار من أجل كسب ثقة الأطراف التي كانت غائبة في جلسة انتخابه الأولى، والتي مضت بتصويت تحالف "السيادة" الجامع لمعظم القوى السنية، والحزب الديمقراطي والكتلة الصدرية، لذلك أصبح ضروريا أن يعيد كسب ثقة الأطراف الجديدة التي باتت تحت ائتلاف واحد هو "إدارة الدولة"، مستبعدا بشكل قاطع حدوث فوضى جديدة على اعتبار أن القوى السياسية جميعها راغبة في تشكيل حكومة جديدة، على حد تعبيره.
التفاهمات السياسة أقرب من الفوضى
ولفت الركابي كذلك إلى أنه حتى "التشرينيين"، في إشارة إلى المحتجين، لن يصعدوا مواقفهم، والصدريين أيضا، على اعتبار أن هناك توجيها من التيار الصدري لكل جمهوره بعدم التظاهر أو التصعيد، وهذا ما يعزز إمكانية استمرار الأمور بالذهاب نحو التفاهمات السياسية أكثر من خلق الفوضى.في مقابل ذلك، امتنع عدد من النواب السنّة عن الاستجابة لاتصالات الجزيرة نت للتعليق على الموضوع، غير أن مواقف عديدة صدرت منهم، وعبّرت جميعها عن رفض استقالة الحلبوسي.لكن الخبير السياسي علاء مصطفى وصف الاستقالة بأنها "لعبة ذكية لكسب جولة سياسية، يمكن أن تساعده من خلال كسب ثقة الأطراف الجديدة على تعزيز موقعه وقوته"، مشيرا إلى أن "الإطار سبق أن بعث رسائل اطمئنان عديدة إلى الحلبوسي، لكنه لم يقتنع ويريد ذلك بشكل رسمي".وأكد في اتصال مع الجزيرة نت أن "أي حديث عن وجود أسباب أخرى للاستقالة غير صحيح"، لافتا إلى أن "أحد جوانب الاستقالة هو إخلاء مسؤوليته أمام التيار الصدري، فقد قدم استقالته لكن المجلس رفضها ومن ثم هو ملزم بقرار المجلس"، مستدركا "لكن التيار الصدري لن تنطلي عليه هذه الأساليب، وسيكون له موقف مغاير في المرحلة اللاحقة، أي بعد الانتخابات المقبلة".تلك التطورات تأتي بعد صراع سياسي بين التيار الصدري وتحالف الإطار التنسيقي دام نحو عام، منذ انتهاء الانتخابات المبكرة، نتيجة وقوف الإطار الذي استمر بالدعوة إلى حكومة "توافقية"، بوجه مشروع الصدر بتشكيل حكومة "أغلبية" تستثني مشاركة أطراف الإطار كلها أو بعضها، مما أدى إلى تعطيل تشكل الحكومة، ووقف أعمال البرلمان منذ مطلع يوليو/تموز الماضي، واعتزال الصدر للسياسة نهائيا.
٣-وزير الخارجية العراقي لـ«الشرق الأوسط»: نقوم بوساطة بين واشنطن وطهران والاتفاق النووي أنجز... ولكن السعودية تلعب دوراً مهماً خليجياً وعربياً وإقليمياً ودولياً... ونتمنى انتقال حوارها مع إيران إلى المستوى الدبلوماسي ………حوار خاص…………زيد بن كمي وعلي بردى
قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، إن الحكومة العراقية تلعب دوراً في «جمع الأضداد وإيجاد حال حوارية» بين دول الجوار، ولا سيما دول الخليج العربي، بالإضافة إلى كل من تركيا وإيران. وشدد على أن المملكة العربية السعودية «تلعب دوراً مهماً» خليجياً وإقليمياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، معبراً عن اعتقاده أنه إذا تحسنت علاقتها مع إيران، فإن هذا الدور «سيكون أكبر وأقوى». وتمنى أن ينتقل الحوار بين الطرفين من المستوى الأمني إلى المستوى الدبلوماسي.وكشف أن بغداد تلعب دور وساطة بين الولايات المتحدة وإيران، لأنه «من المصلحة العراقية أن نساعد» الطرفين اللذين «توصلا إلى اتفاق» على المواد الخاصة بالعودة إلى الاتفاق النووي، مستدركاً أن الخلاف بقي على مسائل تخص «الترابط بين الاتفاق، وحل بعض المشكلات خارج الاتفاق». لكنه لم يشأ الدخول في التفاصيل، وإن أشار إلى الآثار المرتبطة بحرب أوكرانيا والتجاذبات بين الولايات المتحدة من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى. وشدد على أن «مجموعة 6+4» التي تضم السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وقطر وعمان، بالإضافة إلى الأردن والعراق ومصر واليمن، ليست ضد إيران، بل هي «مجموعة تعاون»، وبخاصة في المجال الاقتصادي والأمني، بالإضافة إلى أمن الطاقة، علماً بأن الربط الكهربائي بين العراق والخليج حتى مصر وصل الآن إلى مرحلة متقدمة.وأجري الحديث مع وزير الخارجية العراقي على هامش الدورة السنوية السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وهنا نصه...
> سأبدأ من موضوع فلسطين والرئيس محمود عباس الذي طلب من الأمانة العامة للأمم المتحدة الشروع في عملية جدية لتحقيق حل الدولتين انطلاقاً من العضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة الدولية. هل يوجد إجماع عربي على هذه الخطوة؟
- هناك إجماع عربي على موقف القيادة الفلسطينية الذي ينبع من الواقع الفلسطيني ومن خلفيات المسألة الفلسطينية. هناك إجماع عربي لدعم القضية الفلسطينية. بالنسبة إلى العراق، هذه قضية مجتمعية، فهي جزء من الثقافة الفردية والجماعية. هذا الموضوع حساس جداً. ولهذا جرى طرح مشروع وتبنيه في البرلمان العراقي.
> القضية الفلسطينية نشأت مع نشوء الأمم المتحدة ولكن حتى الآن لم تتمكن المنظمة الدولية من تحقيق شيء. هل الأمم المتحدة مؤسسة عاجزة أم أنها تنجح في مكان ولا تنجح في مكان آخر؟
- المسألة الفلسطينية لا تتعلق فقط بأروقة الأمم المتحدة وطرح المسألة فيها. القضية الفلسطينية تتعلق بالوضع السياسي في المنطقة ولها أبعاد عالمية، ولها علاقة أيضاً بتوازن القوى. مع البدايات في الواقع، تم طرح القضية الفلسطينية في أروقة الأمم المتحدة. إذا لم تخن الذاكرة، طرحت المسألة عام 1947 على أن تكون هناك دولتان. حل الدولتين ليس طرحاً جديداً. يعود إلى بدايات العمل في الأمم المتحدة. ولكن عندئذ، كانت الدول العربية تعارض هذه المسألة. ولكن مع هذا، فإن القضية الفلسطينية قضية حقة وقضية مهمة، ولكن حل المشكلة وتبني هذه المسألة من صلاحية القيادة الفلسطينية نفسها.
> أدخل من هنا إلى ما ينشأ من طرق مختلفة بين الدول العربية في التعامل مع إسرائيل حالياً. هناك من يرى أن مقاربة العلاقة مع إسرائيل يمكن أن تساعد فعلاً في إيجاد تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين. وهناك دول عربية أخرى تقف تماماً مع وجهة النظر الأخرى التي تقول إنه لا حل قبل إعطاء الفلسطينيين حقوقهم. أين يقف العراق؟
- العراق يحترم إرادات الدول العربية لأن هذا القرار مسألة سيادية. لكن للعراق قراراً واضحاً شعبياً وبرلمانياً. نحن نساند القضية الفلسطينية ونساند الشعب الفلسطيني. طروحات الشعب الفلسطيني هي الأساسية في السياسة الخارجية العراقية. القيادة الفلسطينية هي المسؤولة عن الشعب الفلسطيني. ولكن استناداً إلى الموقف الشعبي العراقي وموقف البرلمان العراقي، فإن الحكومة ملتزمة القوانين العراقية في هذا المجال.
نجمع الأضداد عبر الحوار
> أنتقل إلى مسألة مختلفة، ولكن ذات صلة، لأن العراق يلعب دوراً رئيسياً في الوقت الراهن لتقريب وجهات النظر بين مختلف الدول العربية، أو بين دول عربية ودول أخرى. هل يمكن أن توضح أين تقفون تماماً، سواء أكان في هذه المسألة أم في مسائل أخرى؟
- إذا كنت تسأل في أي خانة نقف، فهذا واضح. الموقف العراقي تعبر عنه أحياناً السياسة الخارجية، وأحياناً القوانين العراقية. في هذه المسألة، نعتمد القوانين العراقية. نحن نلعب دوراً ريادياً بالمنطقة في جمع الأضداد وفي خلق حال حوارية في الواقع بدلاً من الذهاب إلى الصراعات. نحن مع الحوار.ولكن حين نتحدث عن خلق حال حوارية، يجب أن تكون الظروف أيضاً مهيأة، ويجب أن يكون هناك اعتراف متبادل بين الأطراف. ركزنا على دول الجوار لأن السياسة الخارجية العراقية تعطي الأولوية للجوار...
> ولذلك ربما عدتم بعد سنوات العراق الصعبة إلى الحاضنة العربية، وأعدتم ترتيب أوضاعكم...
- نحن في الحاضنة العراقية. علاقاتنا لا تنبع من قرارات الآخرين مع احترامي لدول الجوار أيضاً. قراراتنا تنبع من الوضع العراقي. ولكن بنينا علاقات قوية مع دول الجوار، ومنها الدول الخليجية ومجلس التعاون الخليجي. ولكن أيضاً علاقاتنا قوية مع إيران ومع تركيا والدول الأخرى. ولذلك، المسألة ليست عودة العراق إلى الحاضنة. العراق موجود. جغرافياً موجود. وسياسياً موجود. ولكن ظروف التغييرات التي حصلت في العراق والمشكلات الداخلية، عزلت العراق عن بعض المسائل الأخرى، وبصورة عامة عن التفاعل أو أخذ المبادرة في السياسة الخارجية. في هذه الفترة أخذنا المبادرة في السياسة الخارجية العراقية، وبدأنا نعتمد على اتخاذ المبادرة بدل أن نكون في موقع رد الفعل... بدأنا في إدارة الأزمة، حتى إدارة الأزمات الإقليمية. ومن هذا المنطلق بدأنا التفاهمات، أولاً بين العراق وهذه الدول، وبعد ذلك بين هذه الدول ودول أخرى بوساطة عراقية وبعمل عراقي.
السعودية عربياً وإسلامياً ودولياً
> لاحظت العلاقة الشخصية لك مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال الاجتماعات الرفيعة المستوى في الأمم المتحدة...
- جزء من دبلوماسيتنا يعتمد على اللقاءات الشخصية. بالنتيجة، السياسة صنع الإنسان. ولذلك لدينا علاقات شخصية جيدة مع جميع وزراء الدول الخليجية، وأيضاً مع وزراء خارجية دول محيطة كإيران وتركيا. علاقاتنا، والحمد لله، قوية ونستطيع أن نتواصل في أي وقت مع أي وزير. وهم يتواصلون معنا. وأكثر الوزراء يتواصلون معنا حين تكون هناك بعض المشكلات مع بعض هذه الدول. نحن نقوم بالواجب ولا نعلنه.
> تلعب دور الدينامو في تحسين هذه العلاقة مع دول عدة، وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية. هل يمكن أن تشرح لنا كيف ترى مستقبل هذه العلاقة مع السعودية وبقية الدول العربية؟
- المملكة تلعب دوراً مهماً في المحيط الخليجي، والمحيط الإقليمي، والمحيط العربي، والمحيط الإسلامي والمحيط الدولي. المملكة العربية السعودية دولة مهمة. وإذا تحسنت العلاقة بين المملكة والجارة إيران، أعتقد أن هذا الدور سيكون أكبر وأقوى.
> ربما من هذا المنطلق تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية وإيران...
- نحن نسعى من هذا المنطلق، وأيضاً من منطلق عراقي، لأنه كلما كانت هناك حال توتر بين الدول المحيطة بالعراق، يؤثر ذلك سلباً على الوضع العراقي. وكلما كانت هناك حال جيدة وعلاقات طبيعية بين هذه الدول يؤثر ذلك إيجاباً على الوضع الداخلي العراقي. إذاً، المنطلقات وطنية، والمنطلقات إقليمية، ولهذه المنطلقات أبعاد دولية.
> إلى أين وصلتم في جهودكم لتقريب وجهات النظر؟
- الدول المعنية يجب أن تتحدث عن هذه المسألة، لأنها بالنتيجة تخص العلاقات الثنائية بين البلدين. هناك بعض الأمور - الحقائق، أولاً بدأت الحوارات، ثانياً وصلوا إلى 5 «جلسات» من الحوار، ثالثاً الحوارات تجري على مستوى أمني، ولكن العالم كله يعرف أن هناك حوارات. وصلنا إلى نقاش في الرياض وطهران وبغداد حول كيفية رفع مستوى الحوار من مستوى أمني إلى مستوى دبلوماسي. وأيضاً هناك حوار في إطار مضمون العلاقة. لو تم الاتفاق على هذه الأمور، فمعنى ذلك أنه سيخرج الحوار السعودي - الإيراني في بغداد إلى العلن، بدلاً من كونه حواراً سرياً. نتمنى أن نصل إلى هذه المرحلة. ونحن نعمل في هذا الاتجاه.
الشكوى من إيران
> لكن من أهم الأمور أن هناك شكوى، حتى داخل العراق نفسه، من أن إيران تتدخل كثيراً في شؤون العراق والدول العربية الأخرى. كيف تنظرون إلى ذلك؟
- هذه مسألة ثنائية بين العراق وإيران. صحيح أن الوضع العراقي يخص المنطقة والمحيط الإقليمي والعالمي أيضاً. (لكن انظر) الظروف التي مرّ بها العراق بعد التغيير في عام 2003، كما التدخلات الدولية في العراق. هذه التدخلات كانت تحت المظلة الأممية وبقرار أممي. فمنذ عام 1991 صارت السيادة العراقية تحت مظلة القرار الأممي، السيادة العراقية أخذت عام 1991 حين جرى فرض العقوبات والحصار. الفريق الأممي كان يفتش غرفة نوم الرئيس العراقي السابق. لم تكن هناك سيادة عراقية في زمن صدام حسين.
> هل استعدتم الآن السيادة العراقية؟
- نحن نتعامل مع الواقع. كانت هناك جيوش من بلدان عدة، بينها الولايات المتحدة، في العراق. الولايات المتحدة حوّلت نفسها من دولة قامت بتدخل عسكري إلى دولة محتلة. إذاً، حين يكون هناك قرار أممي، وهذا القرار يتحدث عن الاحتلال، فهذا يعني أنه لم تكن هناك سيادة عراقية. هذا هو الواقع العراقي. وحين خرجنا من وضع الاحتلال، وحين خرجت الجيوش الغربية خاصة من العراق، بدأ العراق يستعيد سيادته خطوة خطوة. ولكن ذلك ترك آثاراً. أولاً التدخل من دول كثيرة في الإقليم كان واضحاً، سياسياً وعسكرياً وغير ذلك. هذه التدخلات أصبحت جزءاً من الواقع السياسي العراقي. إذاً العمل للوصول أولاً إلى استقلالية القرار، وثانياً حال السيادة الكاملة تتطلب عملاً كبيراً ومتواصلاً.أعتقد أن هذه المسيرة بدأت للوصول إلى الحالة النهائية. السيادة المطلقة لا توجد في العالم. هناك حالات تفاعلية بين كل مسألة، سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية مع الدول المحيطة ومع الدول الأخرى. لكن صنع القرار واتخاذ القرار يجب أن يكون بيد أهل الدار. يجب أن يكون صنع القرار العراقي واتخاذ القرار العراقي في بغداد وليس في عاصمة أخرى. المسيرة بدأت، ولكن تأثيرات الدول الأخرى، ومنها الدول المحيطة والدول الإقليمية، لا تزال باقية، وبعض الدول يتدخل في الشؤون العراقية على أسس أخرى. هذا هو الواقع العراقي. نحن لا نقفز على الواقع ونقول إن السيادة العراقية كاملة. هذا غير صحيح.
وساطة بين أميركا وإيران
> جزء من المخاوف في المنطقة يتعلق أيضاً بالبرنامج النووي الإيراني الذي بات نقطة سجال ساخنة للغاية، ليس فقط في منطقتنا، بل في كل أنحاء العالم. ما هو موقف العراق؟
- موقف العراق واضح. نحن مع الوصول إلى اتفاق حول المشروع النووي. وندعم محادثات فيينا. وفي الواقع، في كثير من المرات خلال السنتين الأخيرتين، كنا في تواصل مستمر بين واشنطن وطهران، حتى أثناء الانتخابات وفوز الديمقراطيين، وقبل الانتخابات وبعد الانتخابات، وأحياناً نساعد الطرفين. غاية السياسة العراقية في هذا المجال هي الوصول إلى اتفاق بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة. لماذا؟ أولاً لأن لهذه المسألة بعداً عربياً. وخلق أزمة أخرى فيما لدينا كثير من الأزمات يؤثر مباشرة على المنطقة. ثانياً، نتيجة العلاقات القوية بين بغداد وواشنطن، والعلاقات القوية مع الجارة إيران، يؤثر أي توتر بين الطرفين على الواقع السياسي العراقي. فمن المصلحة العراقية أن نساعد الطرفين للوصول إلى نتيجة.
> كان الاتفاق قاب قوسين أو أدنى أخيراً، ولكن حصل أمر ما حال دون التوصل إليه. هل قمتم في الآونة الأخيرة بأي جهد للتغلب على ما بقي من خلافات أو صعوبات أمام العودة إلى الاتفاق النووي؟
- قمنا، ولا نزال نقوم بذلك. كان لديّ اجتماع (الأسبوع الماضي) مع وزير الخارجية الإيراني (حسين أمير) عبد اللهيان وقبله مع بعض المسؤولين الأميركيين حول هذه المسألة. لا نزال نحاول تقريب وجهات النظر بين الطرفين. ولكن هناك مشكلات في الواقع. المشكلة لا تتعلق بالاتفاق النووي، والمشكلة لا تتعلق بالمفاوضات بين إيران و«مجموعة 5+1» (للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن؛ الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين، بالإضافة إلى ألمانيا). هناك بعض المشكلات الأساسية بين طهران وواشنطن خارج الاتفاق النووي، ولكنها أصبحت جزءاً من الاتفاق. عندما أتحدث عن خارج الاتفاق النووي، أعني مواد الاتفاق. مواد الاتفاق جرى التوصل إليها. المسألة أن هناك ترابطاً بين الاتفاق وحل بعض المشكلات خارج الاتفاق. هذه المشكلات بدأت تنبع حديثاً، ولكن لا نزال في حوار مع الطرفين وسنرى. الحمد لله الطرفان يثقان بنا.
أثر حرب أوكرانيا
> هل حمّلك الجانب الأميركي أي رسالة غير ما سبق؟
- نحن لا نحمل الرسائل. ولكن نتباحث مع الجانب الأميركي ونتباحث مع الجانب الإيراني. نناقش الموقف الإيراني مع الجانب الأميركي، ونناقش الموقف الأميركي مع الجانب الإيراني، ونحاول أن نجد طرقاً للوصول إلى تفاهمات. ولكن هذه القضية ليست أميركية - إيرانية فقط. إنها قضية لها تأثيرات في المحيط، وكذلك الحرب الروسية - الأوكرانية لها تأثيرات. المواقف من هذه الحرب لها تأثيرات، فروسيا جزء من «مجموعة 5+1» والصين كذلك. إذاً هناك صراعات أخرى تتداخل في مسألة الاتفاق النووي الإيراني - الأميركي.
> بتقديرك هل سيحصل هذا الاتفاق؟
- لا أستطيع أن أقول. أنا أتمنى أن يحصل.
> يعني لديك شكوك.
- ليست لديّ شكوك. ولكن أنا أقرأ أيضاً الوضع السياسي الداخلي الأميركي والانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة. أقرأ الوضع السياسي والداخلي الإيراني والمشكلات الموجودة الآن في إيران. أقرأ خريطة الصراعات بين روسيا وأوكرانيا، وبين روسيا والولايات المتحدة، وبين الصين والولايات المتحدة. أقرأ خريطة التحالفات بين روسيا وإيران والصين وإيران. كل هذه الأمور تلعب دوراً.
حال فوضى
> هل نحن عائدون إلى ما يشبه زمن حلف بغداد في المنطقة والعالم؟
- لا، حلف بغداد كان في مرحلة معينة. العالم كان في مرحلة أخرى. نحن إذا صح التعبير في حالة فوضى في كل مكان. تحالفات جديدة وتناقضات جديدة. رجعنا إلى هذه المرحلة.
> ما أخشى ما تخشاه على العراق والمنطقة؟
- أخشى على العالم، في الواقع. هناك تهديدات خطرة الآن. العالم دخل في تحديات خطرة. لو تم تحويل هذه التهديدات إلى فعل، فإن عالمنا في خطر. عالمنا في خطر من الكوارث الطبيعية ذات الصلة بالتغيرات المناخية. والأخطر على العالم هو الكوارث التي يصنعها الإنسان...
> مثل.
- الحرب الأوكرانية - الروسية. فهذه الحرب لها أبعاد دولية. هذه الحرب ليست بين طرفين، بل التأثيرات الاقتصادية لأمن الطاقة، والأمن الغذائي، والأمن الدوائي، على شعوب العالم. هذا واقع. وإذا تطورت أساليب الحرب - لا سمح الله - فهذا تهديد للعالم. والآن العالم بدأ ينقسم إلى طرفين، أو أطراف مختلفة. لهذا أقول؛ أصبحت فوضى مسلحة على مستوى العالم، والفوضى المسلحة على المستوى العالمي تؤدي إلى تناقضات جديدة وصراعات جديدة وتحالفات جديدة. لكن هذه التحالفات أو التناقضات أو الصراعات ليست من مصلحة البشرية. نحن في خطر تعدي الإنسان على الطبيعة، وبالنتيجة زادت التغييرات المناخية التي هي أيضاً من صنع الإنسان. الأخطر أننا بدأنا في إنتاج صراعات لا يمكن أن نقارنها مع الحرب العالمية الثانية ولا الحرب العالمية الأولى. الأسلحة الموجودة الآن تختلف عن أسلحة الحرب العالمية الأولى. يجب التفكير في هذا المجال، والعراق جزء من هذا الكوكب، والعراق جزء من المناطق الإقليمية. إقليمياً، إذا لم نصل إلى اتفاقات فسيكون الأمن الإقليمي أيضاً في خطر. نحتاج إلى تفاهمات، ويجب أن نبتعد عن الصراعات المسلحة. من هذا المنطلق، وخاصة أن المجتمع العراقي عانى الحروب والقتال الداخلي 50 عاماً، نحتاج إلى حالة هدوء، وأنا لا أتحدث عن حالة سلم، لأن هذه بعيدة المنال. نحتاج إلى وقف للنار على الأقل حتى ندير الأمور بشكل آخر. هناك تحديات خطرة في عالمنا. وهنا خوفي في الواقع.
٤-سكاي نيوز………………الأخبار العاجلة
l قبل 15 دقيقة
بعد نجاح الاصطدام بالكويكب.. هذا ما سيحدث في المستقبل
l قبل 28 دقيقة
نهاية درامية لقصة اللاجئة الأوكرانية "خاطفة الزوج البريطاني"
l قبل 1 ساعة
دولة جارة لروسيا: 98 ألف روسي دخلوا أراضينا منذ التعبئة
l قبل 2 ساعة
فيديو يرصد حجم الكارثة.. تسجيل انفجارات "قبل تسرب الغاز" من خطي نورد ستريم
l قبل 2 ساعة
جيورجيا ميلوني.. هل يمثل فوزها كابوسا للمهاجرين؟
l قبل 2 ساعة
السلطات الموالية لموسكو تعلن نتيجة استفتاء المناطق الأربعة
l قبل 3 ساعات
رئيس دولة الإمارات يصل مسقط.. وسلطان عمان في مقدمة مستقبليه
l قبل 4 ساعات
بوريطة يستقبل وزير العدل الجزائري لتسلم دعوة القمة العربية
l قبل 4 ساعات
سلطات الطاقة في الدنمارك: تسرب كميات كبيرة من الغاز من خط نورد ستريم ونتوقع أن يستمر ذلك لعدة أيام
l قبل 5 ساعات
مبعوث جزائري يصل إلى الرباط لتقديم دعوة رسمية للمغرب لحضور القمة العربية المقبلة في الجزائر
l قبل 7 ساعات
المحكمة الدستورية في الكويت تقضي بعدم قبول الطعن المباشر على القانون الانتخابي وترفض طلب وقف الانتخابات
l قبل 8 ساعات
اليوم تنتهي استفتاءات انضمام 4 مناطق أوكرانية إلى روسيا.. وخطاب مرتقب لبوتين بهذا الشأن
l قبل 9 ساعات
الدنمارك تعلن طوارئ في قطاع الطاقة بعد العطل الذي أصاب أنابيب نورد ستريم
l قبل 11 ساعة
طوكيو.. نشر حوالي 20 ألفا من رجال الشرطة لتعزيز أمن الجنازة التي تجرى بحضور العشرات من كبار الشخصيات الدولية
l قبل 11 ساعة
طوكيو.. بدء مراسم تشييع رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي
l قبل 20 ساعة
بالتفاصيل.. عالما فضاء يشرحان أول مهمة لتحريف مسار كويكب
l قبل 21 ساعة
مرصد الختم الفلكي بأبوظبي يشارك في تحليل حدث فضائي تاريخي
l قبل 22 ساعة
تفاصيل.. الإمارات تعلن تخفيف عدد من قيود كورونا
l قبل 22 ساعة
روسيا ومناورة الاستفتاء.. ماذا بعد الضم؟
مع تحيات مجلة الكاردينيا