ما هي مبررات التهدئة ؟ بقلم : د.عصام شاور
-------------------------------------------
ما هي مبررات التهدئة ؟؟
د.عصام شاور*
منذ انتهاء العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة وفصائل المقاومة منها الملتزمة ومنها المُلزَمَة بهدنة غير معلنة، ولا شك بأن التهدئة مريحة لـ(إسرائيل) ولكل من يسعى لراحة (إسرائيل)، ولذلك فإننا نجد أن الحصار المضروب على قطاع غزة من قبل (إسرائيل) مستمر بل إن الأخيرة قابلت تهدئة حماس باغتيال أحد قادتها في الخارج، وكذلك فإن حصار مصر للقطاع من جانبها مستمر وقد قابلت التهدئة التي طالما طلبتها من حماس بما في ذلك وقف إطلاق الصواريخ على الجانب الإسرائيلي بمزيد من الضغط والتصعيد، من بناء للجدار الفولاذي إلى تشويه لحماس وقادتها في مصر وانتهاء باعتقال مسئول في الشرطة الفلسطينية التابعة لحكومة السيد إسماعيل هنية .
إذن التهدئة لم تجلب لقطاع غزة سوى المزيد من الضغوط ، وربما يتفهم البعض بأن المقاومة كانت بحاجة ماسة للتهدئة لإعادة ترتيب صفوفها وقد مضى على ذلك عام كامل، ولكن الحصار يزداد سوءاً وحياة شعبنا في قطاع غزة تزداد ضيقا، فما الذي ننتظره حتى يتغير الحال في القطاع؟. إذا كان هناك ما ينسج خلف الكواليس لرفع الحصار عن قطاع غزة كان به، ولكن من الواضح أن كل ما ينسج خلف الكواليس هو ضد غزة وأهلها.
لا أحد يحب اللون الرمادي ، فقد قالوا ل"ألزعيم" : " يا اسود.. يا ابيض" و قال الزعيم : "يا تقاوموا يا تسالموا"، ومع أنني لا أرى أحدا يقاوم سوى غزة إلا أن هذه المقاومة لا تقنع الزعيم ولا يرى فيها أي ضغط على (إسرائيل)، فالأمور المعلقة تبقي غزة معلقة، ولا أحد سينتبه لصرخات أطفالنا وقرقعة أمعائهم، فان لم تكن الصرخات غريبة أو غربية فلا أحد يعبأ بها، ولست حريصا فقط على إطعام الجوعى وإنما يجب أن يتحرر قطاع غزة تحررا كاملا يتجاوز حدود الطعام والشراب والدواء ، فلا نريد لغزة وشعبها أن يظلوا تحت الحصار ومن حقهم بعد كل تلك التضحيات والصمود والثبات أن ينعموا بالأمن والحرية كباقي البشر ، فان كانت التهدئة ستفك الحصار فنعما هي وإلا فما هي مبررات استمرارها حتى هذه اللحظة ؟
* كاتب عمود " مساحة الحرة " اليومي في صحيفة فلسطين