هل المرجعيات الدينية راشدة أم قاصر؟
علي الكاش
هل المرجعيات الدينية راشدة أم قاصر؟
ـ قال الشاعر:
ألاَ ليت اللحَى كانت حشيشاً ... فنعلَفها دوابَ المسلمينا
(العيون الغامزة على خبايا الرامزة/13).
واقول بعضكم وليس كلكم (أفحش من مومسة).
مشكلة العراق وأساس تخلفه في الوقت الحاضر خماسية الأضلاع، الضلع الأول المرجع الشيعي السيستاني، والثاني، مقتدى الصدر وتياره، والثالث الإطار التنسيقي، والرابع الحسين بن علي، والخامس المهدي المنتظر.
المرجعية الشيعية في العراق تتجاهل الفساد الحكومي، والصفقات الفاسدة، والرشاوى، وتبيض الأموال، وتسييس القضاء، وتجارة المخدرات، وانتشار حالات الطلاق، وتزوير الشهادات، والتخلف التربوي، وانتشار الالحاد، وتهريب النفط، ونفوذ الميليشات، وسطوة العشائر، والفشل الحكومي، وتدني الخدمات الصحية والخدمية، وأزمة الكهرباء، والماء الصالح للشرب، والبطالة والفقر، وتهريب العملة، وفرار الفاسدين الى الخارج، وتبيض الأموال عبر مزاد العملة، والسخرية من قولها (المجرب لا يجرب)، وتحويل السفارات الى اقطاعيات عائلية، وتحول العراق الى أسوأ دولة للعيش، والرتبة الأخيرة في مجال الفساد، وانتشار حالات الطلاق، والزواج من القاصرات (بناءا على الفقه الشيعي). والتغيير الديمغرافي لمناطق أهل السنة، ووشايات المخبر السري، وامتلاء السجون السرية والعلنية بالأبرياء، ووسائل التعذيب في السجون، وتسييس القضاء، وحالات الإغتيال والإختفاء القسري، وإنتشار السلاح الرسمي المنفلت. وتجفيف أنهار العراق من قبل الجانبين الايراني والتركي، وسرقة النفط العراقي من قبل دول الجوار والميليشيات الولائية، والحدود العراقية السائبة، والتدخل في شؤون العراق الداخلية، وإنتهاك سيادة البلد، وإخفاء نتائج التحقيقات في السرقات والحرائق وقتل المتظاهرين ومجزرة سبايكر وسقوط الموصل والآلاف وغيرها. والسكوت عن خزعبلات خطباء المنبر الحسيني، وتدمير القطاع الصناعي والتجاري لخدمة دول الجوار.
المرجعية الراشدة الرشيدة ،المعروفة بمواقفها العتيدة، منشغلة بمسألة الحيض والنفاس.. فهي تقف على البكارة كالحراس، فشكرا على حرصكم الكبير الر اقي لمراعاة مصالح الشعب العراقي، والأخذ بمبدأ الاولويات، في معالجة الأزمات، فعلا مرجعية راشدة، فد زورت شهادة ميلادها بالضد، لأنها ما تزال قاصر، ولم تبلغ سن الرشد.
دعني أقدم لكم بعض من نصح الإخوان، لا شرف المواطنة، ولا عار العمالة يمحوان، مهما طال الظلم وإنتشر سيشرق العدل والصلاح مع بزوغ القمر، ومهما طال الليل وشدة الرياح سيعقبه هدوء الصباح. هذه هي الحياة حزن وأفراح، فوت وموت، فإختاروا ما بين الخسارات والأرباح، وتذكروا ان الصراخ دائما يكون على قدر الجراح. أحذروا شعب لباسه العز والشيم، كرامته بعلو القمم، درٌ عهد الحق وسيفه الهمم، يؤمن برب السموات، لا يبالِ مطلقا بالتضحيات.
يا أصحاب العمائم العبوسة وجوهكم، المستمدة لونها من سواد قلبوكم، ان شجرة الحرية تسقى بالدماء، يستشهد في ساحة الكرم والسخاء، وجوه بها علامات الثورة ترتسم، وشفاه يانعة ووبالرضا تبتسم، بوركت الشهادة من الثوار، لكم قبلتان واحدة في الخد والأخرى في جبهة الشجعان. قد تلامس جثننا الأرض ونحرم من الكلم، لكن المهم ان يبقى مرفوعا العلم. الشهادة فرض من الله ومطلب الأحرار تتجمع فيها القيم.
عمامات تلاعبت بحوادث الزمان، هي الفتنة فلا تأمل منها الأمان. خذ حديثي وفي حديثي شجون رزقكم الله التبن والشعير وجعلكم بمصاف البغال والحمير، وسلط عليكم حاكم حقير، وجعل عاليكم صغير. لا توفوا بوعود ولا تلتزموا بعهود تميلوا حيث تجدوا النقود، افعالكم مريعة وفضائحكم شنيعة، أنتم ذئاب بفروة غنم، اذقتم الشعب الويل والألم. خسرتم الدنيا والأخرة بقيادتكم المتخلفة العاهرة. لا تعرفوا اعمال التقوى والبر، وكيف تعرفوها وانتم عبيد خر (بالفارسية حمار). يأنف الخنزير ان تشاركوه الحظيره، وقلوبكم عند الشيطان أسيره، رعاع همج تساندكم اقلام أجيره. ملأتم قلوبنا قيحا ويأس، بعقيدة شاذة ولبس، تقلدون من جرع السم بكأس، وضربتم أخماس بأسداس، بمواقف فيها غموض والتباس، لا عيونكم ترى ولا اذانكم تسمع، لا عقل لكم يفكر ولا قلب يخشع، غيوم الجهل تظللكم ولا تقشع، يقودكم جاهل كالغراب الأبقع. يسترشد بالشيطان واتباعه، لا تستسيغ الحق اسماعه، عيونكم للمرجع تتطلع، وانتم للولي الفقيه كالعبيد بل أطوع، تدعون بناء الوطن وجدران بيتكم تتصدع، اصابعكم للزناد أسرع، في كل بيت شهيد وموجع، مخلفين أرامل وأيتام رضع، وامهات باولادها تفجع.
سنجرعكم يا معممين اليأس، سم زعاف في أقذر كأس، تذوقوا يا فاسدين من القدم الى الرأس، فالشجرة لا تخشى غير الفأس. انكم أعداء لكل مسلم موحد، وأنصار لكل فاسد ومفسد، تنزهتم في عالم الرذائل، لكن ظلكم في جميع الاحوال زائل، منذ افلحتم بالخداع والضحك على الجياع، عرفنا معنى الخلق المضاع. في مقبرة السلام، قرب المراجع العظام، يطيب للفقراء المقام، لا يعيرونهم أي إهتمام، مستحمرين يخدعهم هراء الكلام، لا قيمة لهم ولا احترام، إنصاعوا لقلة عقلهم، وفساد قصدهم، لله ما أشد سفههم.
ألست المرجع الراشد، ويتبعك مليون مجاهد؟ فكيف تزكي الفاسد، وتهيأ الطريدة للصائد؟ أحلفك بربك الواحد، ألست مرجع حاقد؟ غائب على اتباعك محجوب، وتدعي أصلك للأئمة منسوب، مع انك ولدت بقرعة وأصلك معيوب، راكب على أتباعك كالأمير، وللولي الفقيه مركوب حقير، مفتي الإحتلال ولست مفتي الشعوب، تأريخك مخازي وعيوب، لقد أدميت القلوب.
في الدجل انت رأسه الكبير، وفي العلم أنت القزم الصغير. احلفك بشيخك أبا مره، الا تدرك ما حصل في البصره؟ ام نسيت الخبز والملح والعشره؟ ظلمك في الحشى مدفون، لا تنكره أذان ولا عيون، ومن يعترض جاهل او مجنون. نصحتك الف مره ان لا تتبع خطى ابو مره، لكنك لا تستطيع ان تتقي شره؟ تتعثر مرة تلو مره، والشعب لا يهمك أمره، جرعته الخنوع بجره، لغز محير لا قدس الله سره.
تحرير العراق يبدأ بنهاية المقدس
بصمود الثائر الهمام، ستسقط جميع الأصنام، لقد أثبتت الوقائع ان المقدس من رأسه الى قدميه مدنس، سنشد الهمم والعزائم، ونسحق بأحذيتنا العمائم، العمامة التي تشتغل بالسياسة، ملوثة داخلها وخارجها بالنجاسة. العمامة كانت ومازالت من أساب البلاء، وهي من زكت وباركت العملاء، بألسنتها الفارسية الصفراء العوجاء، وهي التي أفتت بالدستور الهجين، وهي من حمت الفاسدين، وهي من جعلت الناس تكره الدين.
عندما يكون مصير العمامة مكب القمامة، سترتفع بشموخ الهامة، وتعود الرجولة للعراقيين والشهامة. ويخسأ حامل السكين والقامة، ويميط القناص عن لثامه، سيعود الخير والأمن والسلامة، ويرسم الأصبعان للنصر علامة. سينعتق العبد من قيود العبد، لا فضل لعبد على عبد، الفضل للمعبود وليس للعبد. سنجعل من لحى المعممين مكانس، وننهي حرز الحابس لابس، وننزع صورة المرجع العابس، لا صور لمولى وسبط، نعلق صورة العراق فقط، وطننا أسمى العناوين، وعراقنا يحمل كل المضامين، عراقنا الجميل البديع، هو خيمة الجميع، ويسع الكل بلا فوارق وفروق، لا أديان ولا مذاهب ولا قوميات ولا عروق. الشعب الذي يريد الأمن والسلامة عليه ان يسحق بأحذيته العمامة. العزة والدوام لمن ثبت على دينه واستقام، والتزم بشرع الإسلام.
ما هي المرجعية الوطنية
ان تكون مرجعية العراق وليس مرجعية النجف، ومرجعية الشعب وليس مرجعية الشيعة، وإلا سيكون مصير العمامة في مكب القمامة.
رحم الله عمر ابو ريشة بقوله:
أمتي كم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلائم الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنم
فسبحان من لا يتعظ من اخطائه، ويكررها على طول الخط، ولا يعبأ بنتائجها.