أكبر طائرة في العالم تحلق بأسرع من الصوت!!
لندن ـ «القدس العربي»: نجحت طائرة عملاقة هي الأكبر في العالم في التحليق فوق أجواء ولاية كاليفورنيا الأمريكية، لتبدأ بذلك عهداً جديداً في عالم صناعة الطيران.
والطائرة العملاقة من إنتاج شركة «ستراتولونش» الأمريكية، وهي أكبر طائرة في العالم، حيث تتمتع بشكل يشبه حرف «H» ويبلغ طول جناحيها 385 قدماً وحلقت في السماء بنجاح فوق كاليفورنيا بسرعة تفوق سرعة الصوت، حسب ما أورد تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية واطلعت عليه «القدس العربي».
ونجحت طائرة «ستراتولونش» العملاقة في إطلاق نموذج أولي لمركبتها التي تفوق سرعتها سرعة الصوت للمرة الأولى.
ووصفت بأنها أكبر طائرة في العالم بسبب جناحيها البالغ طولهما 383 قدماً، وانطلقت طائرة «Roc» الحاملة التابعة لشركة «ستراتولونش» من قاعدة «Mojave Air and Space» الجوية في كاليفورنيا.
وكانت الطائرة مرتبطة بقوة ببرج في وسط أجنحتها، وهي طائرة اختبار قابلة لإعادة الاستخدام يبلغ طولها 28 قدماً (8.5 متراً) ويمكنها حمل الحمولات بسرعة تبلغ خمسة أضعاف سرعة الصوت.
واستمرت الرحلة التجريبية للطائرة خمسة ساعات و6 دقائق ووصلت إلى أقصى ارتفاع 23000 قدم (7000 متر) أثبتت خلالها أنها قادرة على رفع طائرة أخرى من طراز «Talon-A» والمصممة للانطلاق من الجو.
وهذه الرحلة التجريبية هي الرحلة الثامنة ولكنها الأولى مع حمولة متصلة بين جسمي طائرتها.
وقال الدكتور زاكاري كريفور، الرئيس التنفيذي لشركة ستراتولونش: «لقد أجرينا مجموعة متنوعة من الاختبارات الأرضية تحسباً لهذه الرحلة المحمولة الأسيرة الأولى، ومع كل إنجاز اختبار ناجح تم تحقيقه، قمنا ببناء الثقة في أن الجهاز سيعمل تماماً كما تم تصميمه».
وأضاف: «إنه لأمر ممتع أن نرى العمل الشاق للفريق يتجسد في الحياة وأن ترى المركبات تطير كنظام متكامل».
وتم إجراء هذه الرحلة حتى يتمكن المهندسون من قياس الأحمال الديناميكية الهوائية التي شعرت بها مركبة «Talon-A» أثناء توصيلها بالطائرة الأم «Roc» والتي ستكشف عما إذا كانت آلية التحرير ستعمل كما تم تصميمها.
والمركبة «Talon-A» هي واحدة من سلسلة مركبات «Talon» التي تعمل بالطاقة الصاروخية التي طورتها شركة «ستراتولونش» الأمريكية والتي يمكن أن تصل إلى سرعات تصل إلى (6 ماخ) أي ستة أضعاف سرعة الصوت.
وستجري «Roc» الآن اختبار إسقاط للنموذج الأولي فوق المحيط الهادئ في كانون الأول/ديسمبر المقبل، وإذا نجحت الشركة فإنها تهدف إلى إطلاق أول مركبة اختبار تفوق سرعتها سرعة الصوت في عام 2023.
وتتقدم شركة «ستراتولونش» أيضاً في تصنيع أول وثاني مركباتها التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتي يمكن إعادة استخدامها بالكامل، بينما تستعد لتقديم خدمات طيران تفوق سرعة الصوت للعملاء الحكوميين والتجاريين اعتباراً من العام المقبل.
وأضاف الدكتور كريفور: «تتسارع عمليات الاختبار والإنتاج مع المضي قدماً للوفاء بالتزامنا بتوفير خدمة اختبار طيران تفوق سرعتها سرعة الصوت لعملائنا في العام المقبل».
وتابع: «سيستمر فريقنا في إنجاز المزيد من مراحل الاختبار المعقدة بينما نتقدم إلى أول رحلة تفوق سرعتها سرعة الصوت».
والطائرة «Roc» أعرض من طول ملعب كرة القدم من المرمى إلى المرمى، والذي يبلغ عموماً حوالي 345 قدماً، حسب ما أورد تقرير «دايلي ميل».
ويبلغ وزن الطائرة ما يقرب من 500 ألف رطل (230 ألف كجم) بدون أي شحنة، ولكن يمكن أن تقلع بحد أقصى بوزن 1.3 مليون رطل (590 ألف كجم تقريباً).
وتم تطوير الطائرة من قبل شركة تحمل الاسم نفسه تأسست في عام 2011 من قبل المؤسس المشارك لشركة «مايكروسوفت» الراحل بول ألين، والتي يقال إنها تهدف إلى الحصول على القدرة التشغيلية الكاملة بحلول منتصف إلى أواخر عام 2023.
وتوفي ألين عن عمر يناهز 65 عاماً في تشرين الأول/أكتوبر 2018 بسبب مضاعفات سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية، قبل أقل من عام من طيران «ستراتولونش» لأول مرة.
وعندما تأسست شركة»ستراتولونش» في عام 2011 قدرت تكلفة المشروع في البداية بنحو 300 مليون دولار، ولكن تم تقييمها أعلى في عام 2019 حيث بلغت 400 مليون دولار.
وتحتوي الطائرة على جسمين توأمين متشابهين إلى حد كبير، وهي مركبة مائية متعددة الهيكل تتميز بهيكل متوازٍ من نفس الحجم.
وتحتاج «Roc» طاقماً من ثلاثة أشخاص، طيار ومساعد طيار ومهندس طيران، يجلسون في جسم الطائرة الأيمن، ويوجهون الطائرة على مسافة معقولة إلى يمين خط الوسط.
ويحتوي جسم الطائرة الأيسر على ما يشبه قمرة القيادة مع نوافذ للمشاهدين، لكن القسم في الواقع فارغ وغير مضغوط.
وتعمل طائرات «ستراتولونش» بنفس نوع المحركات التي تستخدمها بوينغ 747 والتي تبلغ سرعتها القصوى 530 ميلاً في الساعة (853 كم / ساعة).
وبالإضافة إلى عرضها الذي حطم الأرقام القياسية، تتمتع «Roc» بارتفاع مثير للإعجاب، فهي تقف على ارتفاع 50 قدماً من الأرض إلى الجزء العلوي من ذيله الرأسي، وهي أطول من مبنى مكون من أربعة طوابق.
وجاءت التجربة الأخيرة لهذه الطائرة العملاقة بعد رحلتها التجريبية السابعة الناجحة في حزيران/يونيو الماضي حيث وصلت إلى ارتفاع أقصى قدره 27000 قدم (8200 متر) محطمة بذلك الرقم القياسي الخاص بها.
وكانت رحلتها التجريبية السادسة أيضاً في حزيران/يونيو، لكنها انتهت مبكراً بعد 90 دقيقة فقط بسبب نتيجة اختبار غير محددة حددت أنها لن تكمل هدفها.
وتم إجراء كل من الرحلتين الاختباريتين الرسميتين الأولى والثانية في نيسان/أبريل 2021 على الرغم من أن رحلتها الأولى كانت في نيسان/أبريل 2019 كما كانت هذه الطائرة قد ظهرت لأول مرة في أيار/مايو 2017 وأجري لها سلسلة من الاختبارات الأرضية.
وكان ألين ينوي أن تطلق طائرة ستراتولونش صواريخ محملة بالأقمار الصناعية إلى الفضاء من الجو، ولكن بعد رحلتها الأولى، اشترتها شركة «سيربيروس كابيتال مانجمنت» حيث يخطط المالكون الجدد للعملية الطموحة في البداية لاستخدامها كطائرة حاملة لإطلاق مركبات أبحاث الطيران التي تفوق سرعتها سرعة الصوت التي يعاد استخدامها.