مهمة مشكوك بنجاحها.. العراق ينشر قواته على حدوده مع تركيا وإيران
صورة من الأرشيف
إيلاف من لندن: قرر العراق نشر قواته على حدوده مع تركيا وايران في محاولة مشكوك بنجاحها لوقف الانتهاكات التركية والايرانية لاراضيه وردع عمليات المسلحين الاكراد المعارضين ضد البلدين.
وبحث المجلس الوزاري للأمن الوطني خلال اجتماع برئاسة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني الاجراءات المطلوبة لتأمين الحدود العراقية مع تركيا وأيران ووقف اعتداءات البلدين واختراقهما لها.
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول في بيان الليلة الماضية تابعته "ايلاف" أن "المجلس الوزاري للأمن الوطني ناقش بحضور أعضاء المجلس ورئيس أركان قوات البيشمركة الكردية " الاعتداءات والخروقات التركية والإيرانية على الحدود العراقية والقصف الذي طال عددا من المناطق في إقليم كردستان العراق وتسبب بترويع الأهالي وإلحاق الأذى بهم وبممتلكاتهم."
وأشار الى انه "في إطار العمل لوقف هذه الاعتداءات إلى جانب استمرار الجهود الدبلوماسية فقد اتخذ المجلس وضع خطة لإعادة نشر قوات الحدود العراقية لمسك الخط الصفري على طول الحدود مع إيران وتركيا.
واكد انه سيتم تأمين جميع متطلبات الدعم اللوجستي لقيادة قوات الحدود وتعزيز القدرات البشرية والأموال اللازمة وإسنادها بالمعدات وغيرها بما يمكّنها من إنجاز مهامها.
واشار الى انه ستتم المناورة بالموارد البشرية المتاحة لوزارة الداخلية لتعزيز المخافر الحدودية والتنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق ووزارة البيشمركة لإنجاز نشر القوات وتأمين متطلباتها اللوجستية بهدف توحيد الجهد الوطني لحماية الحدود العراقية.
وكان السوداني قد أكد خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الاسبوعي لحكومته الثلاثاء الماضي أن الهجمات على الأراضي العراقية مرفوضة أياً كان مصدرها.
ويبلغ طول الحدود العراقية مع ايران 1458 كيلومترا ومع تركيا 331 كيلومترا.
مهمة صعبة مشكوك بنجاحها
ومن جهته شكك خبير أمني عراقي في نجاح الهدف من نشر القوات العراقية على الحدود مع تركيا وايران .
واشار الى ان مهمة هذه القوات ستكون مزدوجة وهي منع اختراق مسلحي القوى والاحزاب التركية والايرانية الكردية المعارضة التي تتخذ من قواعدها في اراضي العراق الشمالية منطلقا لعملياتها العسكرية ضد البلدين .. والثانية منع هجمات قوات البلدين لتلك القواعد انطلاقا مما تقولان انه حق الدفاع عن النفس.
وبين الخبير الذي فضل عدم ذكر اسمه ان هذه المهمة التي ستتكفل بها قوات الحدود العراقية لن تكون ناجحة لسببين :الاول ان مسلحي تلك القواعد المسلحة للمعارضين الاكراد لتركيا وايران قد اتخذوا مراكز لهم في مناطق شمال العراق منذ اكثر من 30 عاما وهم اعرف من القوات العراقية بمسالكها الجبلية الوعرة جدا وطرق الوصول من خلالها الى اراضي البلدين لتنفيذ عملياتهم المسلحة ضد اهداف بداخلهما.
واضاف انه ثانيا ان قوات الحدود العراقية لاتملك من الامكانات التجهيزية والتسليحية القادرة على وقف الضربات التركية والايرانية بالصواريخ والطائرات والمسيرات لتلك القواعد وعناصرها المسلحة.
ورجح استمرار الطرفين : القوات الايرانية والتركية ومعارضيهما المسلحين في شمال العراق في عملياتهم العسكرية المتبادلة مالم توقفها اتفاقات ملزمة لتلك الاطراف بالتوقف عن المواجهة وهو أمر لايبدو ان قريب التحقيق.
تصاعد الانتهاكات التركية والايرانية لاراضي العراق
وقد صعدت ايران وتركيا خلال الايام الاخيرة من ضرباتهما الجوية والبرية لمناطق عراقية شمالية مستهدفة الجماعات الكردية المعارضة لهما.
والاحد الماضي نفذت تركيا غارات ضد قواعد احزاب كردية تركية معارضة لها في مناطق كردية بشمال العراق وسوريا وقتلت 32 مسلحا لهما عبر ضربات نفذتدها 50 طائرة حربية و 20 طائرة مسيرة أخرى.
وقال جهاز مكافحة الارهاب في اقليم كردستان العراق ان الجيش التركي شن أكثر من 25 غارة جوية على مواقع حزب العمال التركي الكردي وقوات قسد في الحسكة وريف حلب والرقة وعين العرب بغربي كردستان (سوريا) وقرى قضاء ماوت وسفوح قنديل وجبل كورتك وجبل أسوس ومنطقة برادوست العراقية الشمالية .
كما تعرضت مقار ثلاثة احزاب ايرانية كردية معارضة قرب اربيل عاصمة اقليم كردستان وقضاء كويسنجق لقصف صاروخي ايراني الاثنين الماضي استهدفها ومخيماً للاجئين الإيرانيين.
وقال الحرس الثوري الايراني ان قواته هاجمت بالصواریخ والطائرات المسيرة "مقار الإرهابيين الانفصاليين الإيرانيين بمناطق شمال العراق".
واشار الحرس في بيان الى ان هذه العمليات تأتي "استمرارا لتدمير مقار ومراكز المؤامرة وانتشار وتدريب وتنظيم الجماعات الارهابية التي تطالب بتقسيم ايران واستقرارها في اقليم شمال العراق حيث تم تدمير اهداف للارهابيين في مناطق جزنیکان، زرغوئیز وکوي سنجق في عمق اقليم شمال العراق".
ومن جهتهما قال الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وتنظيم "كومله" القومي الكردي الإيراني أنّ الضربات الايرانية استهدفت منشآتهما في تلك المناطق.
وكان عدد من كبار المسؤولين الإيرانيّين قد وجّهوا تحذيرات مؤخرا إلى السلطات في بغداد وأربيل مطالبين إيّاها بتحييد هذه الجماعات المعارضة التي تتهمها طهران بأثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 أيلول سبتمبر الماضي إثر وفاة مهسا أميني بعد توقيفها بأيدي شرطة الأخلاق.
وتقول قيادة العمليات المشتركة للقوات العراقية ان إيران وتركيا انتهكتا حدود العراق في إقليم كردستان 97 مرة وتعرض الاقليم إلى القصف المدفعي 63 مرة طوال أيلول سبتمبر والأيام العشرة الأولى من تشرين الأول أكتوبر الماضيين.