هل يوجد من هو لاعب التنس الأفضل على مر العصور؟ رود لافر وجيمي كونورز ، اثنان من أهم النجوم الذين حملوا المضرب يقولان لا ، لكن رافاييل نادال تسبب في إثارة هذا الجدل من جديد.
يقول لافر في كل مرة يتم فيها توجيه هذا السؤال إليه "إنك الأفضل في عصرك. بالنسبة لي ذلك يمثل في حد ذاته ثناء كبيرا". من يقول ذلك هو الأسترالي الذي يراه كثيرون الأجدر بهذا اللقب: أفضل لاعب على مر العصور.
أما كونورز فكان أكثر دبلوماسية. حيث قال الأمريكي الفائز بالرقم القياسي من حيث عدد البطولات برصيد 109 ألقاب في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في نيويورك "إذا ما كان هناك الأفضل على مر العصور؟ في الحقيقة ذلك لا يهمني. الآراء كالأحذية ، كل شخص لديه زوج منها".
وأضاف كونورز "لا يهمني ، لا يهمني حتى ألا يعودوا إلى ذكر اسمي. لا يهمني"، مظهرا أنه لا يهتم بذكر اسمه في الجدل حول اللاعب الأفضل على مر العصور ، رغم الرقم غير المعقول الذي حققه من البطولات.
وهناك عدة أشكال لهذا الجدل ، أحدها ينصب حول الجدل نفسه وهو: هل يمكن تحديد من كان الأفضل".
إذا كانت الإجابة بنعم ، فإن سؤالا آخر سيظهر على الفور: ما هي المعايير الصحيحة لتحديد الأفضل؟
وقد فاز لافر مرتين بالجراند سلام الألقاب الأربعة في نفس العام وكان بمقدوره تكرار هذا الإنجاز مرتين أخريين لو لم يبتعد ست سنوات بسبب حظر المشاركة في تلك البطولات على المحترفين.
مر 41 عاما ولم يعد أحد إلى تكرار ذلك الإنجاز ، وهو ما يؤكد أحقية لافر. ومع ذلك ، فإن تلك الرباعية عامي 1962 و1969 جاءت فقط على نوعين من الأراضي هما الرملية في رولان جاروس والعشبية التي كانت تشترك فيها في ذلك الحين ويمبلدون وأمريكا المفتوحة وأستراليا.
نادال وروجيه فيدرر وأندريه أجاسي ، الذين فازوا بالبطولات الأربعة ، فعلوا ذلك على الأرض الصلبة في أستراليا وعلى الرملية في باريس والعشبية في لندن والصلبة في نيويورك. وهو ما يمثل تحديا أكبر بالتأكيد.
لكن مع بلوغ هذه النقطة ، يأتي كونورز ويعيد الجدل إلى نقطة البداية: ماذا سيحدث إذا أعطيت لاعبي اليوم أدواتنا في ذلك الحين ، مضاربنا في ذلك الحين؟ لابد من الانتظار لرؤية كيف سيلعبون ، وإذا ما كانوا قادرين على تنفيذ نفس الضربات".
ويتفق لافر مع وجهة النظر هذه تماما. يقول الأسترالي مشددا على ضرورة توزيع الأحقية وفقا للعصور "عالم اليوم مختلف ، فالمضارب الجديدة غيرت كل شيء. لاعبو اليوم كانوا ليصابون بصدمة إذا ما توجب عليهم اللعب بمضارب من الخشب".
ويضيف بحزم: "هناك أناس لا يعرفون من هو بيل تيلدن. فهل كان هو الأفضل على مر العصور؟".
سيطر تيلدن الأمريكي على عالم التنس في سنوات العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي. وكان لافر هو لاعب الستينات وكونورز هو أحد كبار عقدي السبعينيات والثمانينيات.
ويشدد الأسترالي الأصهب "من هو الأفضل على مر العصور في عالم الملاكمة؟ لا أعتقد أن أحدا يعرف الإجابة. الأمر يتعلق بعصر من العصور".
باد كولينز ، الذي يعد في سنواته الإحدى والثمانين أكبر مؤرخ للتنس ، قال لوكالة الأنباء الألمانية في نيويورك "لا أعتقد أنه يمكننا نسيان أن لافر فاز مرتين بالجراند سلام. وكان يمكنه فعل ذلك مرات أكثر".
ويضيف "الأفضل على مر العصور شيء يستحيل تحديده. لابد من قياسه تبعا لكل عصر".
لكن الأرقام تقول كلمتها. لافر فاز ب11 لقبا في بطولات الجراند سلام ، مقابل 16 لفيدرر. نادال رفع رصيده بلقب أمريكا المفتوحة أمس إلى تسعة ، وبما أنه لا يزال في الرابعة والعشرين يعتقد فيدرر نفسه أن بمقدوره تحطيم رقمه القياسي "إنه شاب ولديه الإمكانية".
وفي النهاية يبدو هذا الجدل خالدا خلود هذه الرياضة.