تفتتح المجموعة الثالثة من دوري الأبطال مبارياتها بلقاءي مانشستر يونايتد الإنجليزي مع رينجرز الاسكتلندي على ملعب الأول "أولد ترافورد" بمدينة مانشستر ولقاء بورصا سبور التركي مع فالنسيا الإسباني على ملعب الأول بورصا أتاتورك بمدينة بورصا التركية.
مجموعة ربما يظنها البعض سهلة على مانشستر يونايتد وفالنسيا وتحديداً الأول، لكن كل الشواهد تدلل على أن اليونايتد سيواجه صعوبات خصوصاً في المباريات التي سيخوضها خارج أرضه أمام فرق تملك جمهور قوي متحمس يضاعف من قدرات فريقه عدة مرات خصوصاً بورصا سبور ذا الجمهور التركي، وما أدراك ما الجمهور التركي.
الشياطين يريدون افتراس أحفاد "وليام والاس" .. معركة "بريطانية" في مسرح الأحلام
الجميع في إنجلترا يعلم كم الكراهية التي يكنها الاسكتلنديون للإنجليز، ومن لم يكن يعرف ذلك في أنحاء العالم عرفه بعد تجسيد ميل جبسون لشخصية وليام والاس في ملحمة "القلب الشجاع" الرائعة.
وإذا سألت أي اسكتلندي او إنجليزي عما إذا كان يتمنى التوفيق لمنتخب الآخر في كأس العالم فسيسألك إن كنت مجنوناً أم ماذا، ويكفي أن نعلم أن مباراة إنجلترا واسكتلندا في يورو 1996 كانت أكثر مباريات البطولة التي صحبتها إجراءات أمنية مشددة خوفاً من إنفجار الكراهية الدفينة.
هذه الكراهية موجودة في الحالات الجماعية، أما عندما ينفرد اسكتلندي بنفسه في بلاد الضباب تجده يتألق وأبسط مثال على ذلك هو مدرب الشياطين أليكس فيرجسون بجانب دارين فليتشر وكذلك هناك ميلر مهاجم رينجرز الذي قدم مردوداً لا بأس به في الدوري الإنجليزي لكن مستوى الفرق التي لعب بها لم يسعفه رغم تذوقه للفوز على اليونايتد عندما كان يلعب مع "الوولفز" ولفر هامتون في 2004.
لذلك سيعاني مانشستر يونايتد من حمل إضافي ناتج من "الأدرينالين الإضافي" في عروق لاعبي رينجرز الناتج عن أزمنة سحيقة كانت ترزح فيها أوروبا في الظلام الدامس، فكانت الشعوب تكره بعضها من باب التسلية..!
فيرجي .. أشركني أرجوك ..!
يريد واين روني أن يتناسى كل مشاكله التي يعاني منها في الوقت الحالي من الصحافة والإعلام وزوجته وأخيراً أليكس فيرجسون، ولن يجد مكاناً أفضل لتناسي هذا الأمر أكثر من المستطيل الأخضر الشيء الوحيد الذي يثق فيه "الفتى الذهبي" في الوقت الحالي.
فيرجي أكد أنه كان يحمي روني من بطش جماهير إيفرتون وتعليقاتها الساخنة التي قد تجعل قنبلة قافلة للإنفجار كروني تفقد السيطرة على نفسها، فيما أكد دافيد مويس مدرب إيفرتون أن فيرجي لم يفعل ذلك لهذا الغرض بل لأنه نفسه كان يعاقب روني على سقطته.
أغلب التقارير تؤكد أن روني سيكون أساسياً اليوم مع ملاحظة أن آخر مباراة لليونايتد في دوري الأبطال الموسم الماضي أمام بايرن ميونيخ حام حولها جدل كبير حول مشاركة روني أيضاً لكن لسبب أبسط وهو الإصابة التي فوجئنا جميعاً في النهاية بشفاء "متعجل" له منها لكن الشياطين خسروا تغييرا سريعاً بمعاودته الإصابة.
هل يتفوق التلميذ على الأستاذ ؟
منذ ما يقارب العام ونصف .. تفوق التلميذ جوارديولا على الأستاذ فيرجسون في نهائي روما، واليوم يواجه فيرجسون تلميذاً مقرباً هذه المرة .. والتر سميث .. تلميذ فيرجي ومساعده في أوقات سابقة، فكان يجلس بالقرب منه في كأس العالم 1986 كأحد مساعديه في المنتخب الاسكتلندي -الذي تولاه فيرجي بالصدفة بعد وفاة مدربه الأصلي-، قبل أن يعود ويساعده في 2004 جالساً بجواره هذه المرة في ملعب الأحلام.
الشواهد تقول أن "لا" .. لا تبدو فرص التلميذ وافرة للتفوق هذه المرة، فرينجرز ليس ببرشلونة ومسرح الأحلام ليس بالأوليمبيكو وفيرجي مازال يتطور رغم أنه شارف على السبعين كما أنه هناك تاريخ "ليس بالجيد" لسميث في مواجهاته مع اليونايتد وهو ما سيتضح في المفارقات.
إصابات وغيابات
يفتقد مانشستر يونايتد اليوم جهود مايكل كاريك الذي يغيب عن الفريق لثلاثة أسابيع بسبب الإصابة مع استمرار غياب أندرسون وهارجريفز، لكنه سيستعيد خدمات القائد ريو فيردناند الذي يبدو قريباً جداً من المشاركة كأساسي.
أما رينجرز فيفتقد جهود أندي ويبستر، جون فليك، ستيفين ويتاكر وأيضاً كيرك براود فووت والأخير أصيب في الكاحل في تصفيات يورو 2012 قبل أن يعود في مباراة هاميلتون أكاديميكال لكن كاحله الآخر أصيب وخرج بعد نصف ساعة.
التشكيل المتوقع
مانشستر يونايتد: فان دير سار، نيفيل ، فيديتش ، فيردناند ، إيفرا ، فليتشر ، سكولز ، جيجز ، ناني ، روني ، بيرباتوف
رينجرز : ماكريجور، وير ، فوستر ، بوغرة ، إيدو ، دافيز ، لافيرتي ، نايسميث ، يلافيتش ، ماكلوتش ،فايس
مفارقات وأرقام
- مانشستر يونايتد يسعى لبدء رقم قياسي جديد وذلك بعد أن ظل منذ عام 2006 بدون هزيمة في دوري المجموعات على أرضه ولمدة 23 مباراة قبل أن يكسر بشيكتاش هذا الرقم بفوزه عليه في العام الماضي بهدف واحد من صاروخية خدعت فوستر.
- رينجرز حصد نقطتين فقط في دوري المجموعات الموسم الماضي، والاثنتان جمعهما خارج الديار من تعادلين مع شتوتجارت ويونيريا أورزتشيني.
- الأربع مباريات لليونايتد على أرضه أمام فرق اسكتلندية شهدت ثلاثة انتصارات آخر اثنين منها أمام غريم رينجرز، سلتيك في دوري الأبطال 2006/2007 ، 2008/2009 والفريق الوحيد الذي نجى من مسرح الأحلام كان دندي يونايتد الذي تعادل 2/2 في الدور الثالث من كأس الإتحاد الأوروبي 1984/1985.
- رينجرز حقق فوز وحيد من أربع زيارات للأراضي الإنجليزية وذلك عندما هزم ليدز يونايتد 2/1 في الإيلاند روود في الدور الثاني من كأس الأندية الأوروبية البطلة موسم 1991/1992 وهو الفوز الذي منحه مكاناً في دور المجموعات التالي.
- السير أليكس فيرجسون لعب لرينجرز في الفترة من 1967 حتى 1969 محرزاً 35 هدفاً في 66 مباراة في كل المسابقات.
- عندما كان مدرباً لأبيردين، خسر فيرجسون أول نهائي كبير له أمام رينجرز في كأس اسكلتندا موسم 1978/1979 لكنه ثأر لنفسه بفوزين أمام ناديه القديم في 1981/1982 و1982/1983.
مجيد بوغرة
وجه عربي في مسرح الأحلام
- عندما كان مدرباً لإيفرتون في الفترة ما بين 1998 و2002 لم يتمكن والتر سميث من تحقيق الفوز أبداً على مانشستر يونايتد فخسر سبعة مباريات من أصل ثمانية لعبها في هذه الفترة لكن سميث له بصمة في منح اليونايتد نجمه الأول عندما قام بتصعيده للفريق الأول لكنه لم يلعب أبداً تحت قيادة سميث بل بعد رحيله بخمسة أشهر في 2002.
- كقائد لاسكتلندا، رافق دارين فليتشر ثمانية من لاعبي رينجرز في المنتخب الاسكتلندي الذي خاض تصفيات أمم أوروبا 2012 هذا الشهر.
- كيني ميلر كان إحتياطياً عندما شاهد فريقه القديم سيلتيك يخسر أمام مانشستر يونايتد في موسم 2006/2007.
- المدافع الجزائري لرينجرز "مجيد بوغرة" واجه روني والإنجليز في كأس العالم رفقة ثعالب الصحراء وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي.
- فلاديمير فايس مهاجم رينجرز مرسل من مانشستر سيتي على سبيل الإعارة لمحاولة إيقاف غريم الأخير وهو من أخطر لاعبي النادي الاسكتلندي.
- لا ننسى جيمس بيتي المهاجم الإنجليزي في صفوف رينجرز والذي كان سندباد في البريمييرليج لكنه خاض لقاءين دوليين رفقة روني، جاري نيفيل ومايكل أوين منها لقاء في الأولد ترافورد ذاته في سبتمبر من عام 2003 أمام ليختنشتاين.
فالنسيا يعود لأوروبا من بوابة الأناضول .. بورصا سبور التركي يستقبل اللوس تشي في مواجهة حامية
بعد غياب لعامين عن المحفل الأوروبي الأكبر والاكتفاء بالمحفل الأوروبي الأصغر اليوروبا ليج في مناسبتين، يعود فالنسيا إلى الواجهة الأوروبية بلقاء ساخن جداً في بلاد الأتراك وأمام بطلها المتوج الجديد بورصا سبور.
ما أشبه اليوم بالبارحة
يتشابه لقاء اليوم لفالنسيا بلقاء خاضه قبل ثلاثة أعوام بعد أن كان قد غاب لعام عن دوري الأبطال، وذلك عندما لعب مباراته الأولى في دوري المجموعات أمام أوليمبياكوس اليوناني -الذي تشبه جماهيره الجماهير التركية- ووقتها كان الجميع في فالنسيا قلقاً من هذه المواجهة لكن اللوس تشي تمكنوا من الفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين في مباراة مميزة للمهاجم المعتزل مؤخراً فرناندو مورينتس والذي أحرز ثلاثية آنذاك كما أن الفريق خاض لقاء مشابه أيضاً في العام الماضي أمام جنوى الإيطالي على ملعب "لويجي فيراريس" الرهيب ورغم ذلك تمكن من الفوز في لقاء كان يحتاج فيه للتعادل فقط.
فالنسيا يخوض المباراة وروحه المعنوية مرتفعة بعد فوزه في المباراتين اللتين خاضهما في الليجا ليتشارك في الصدارة مع أتلتيكو مدريد، لكن لاعبهم الجديد محمد توبال حذرهم من أبناء بلده ومن الصخب الهائل للجماهير التركية التي تحرك الحجر لذلك يبدو الفريق حذراً في استعداداته، هادئ في تصريحاته، مترقب للتألق الفالنساوي في دوري الأبطال واستعادة أمجاد مطلع الألفية.
مباراة للتاريخ للتماسيح الخضراء
بورصا سبور سيخوض هذه المباراة ليدرجها في تاريخه الخجول في أوروبا، فهذه المباراة الأولى لبورصا في دوري الأبطال التي يخوضها بطل تركيا المفاجأة –والذي بات أول من يفوز بالبطولة من خارج اسطنبول منذ عام 1984- وهو يعلم يقيناً أن خبرته لن تساعده لكن حماسته وحماسة جماهيره هي رأس ماله، خصوصاً وأن التصريحات الآتية من هناك تتحدث عن قدرة الفريق على التفوق على رينجرز وفالنسيا ومرافقة اليونايتد للدور الثاني أو على الأقل التفوق على رينجرز والوصول للدوري الأوروبي وترك التأهل لكبيري المجموعة.
إصابات وغيابات
الخفافيش تعرضوا لصدمة بغياب عقلهم المفكر الأرجنتيني إيبر بانيجا الذي خرج مصاباً بالتواء في الكاحل من لقاء راسينج سانتاندير الأخير الذي سيجبره على الراحة لأسبوعين والبديل المتوقع هو مانويل فرنانديز أو الوافد الجديد تينو كوستا كما يغيب الأعسران جوردي ألبا وفيثنتي رودريجيز، لكن الفريق سيستعيد جهود جيريمي ماثيو، روبيرتو سولدادو وأليخاندرو دومينجيز الذين كانوا يعانون من إصابات خفيفة ومتوسطة لكنهم يبدون جاهزين للمواجهة.
أما بورصا سبور فلا يعانون من غيابات رئيسية، فحتى تورجاي باهادير الذي غاب عن لقاء جلطة ساراي بات جاهزاً وكذلك ميلان ستيبانوف وإيفان إرجيتش.
التشكيل المتوقع
بورصا سبور : إيفانكوف ، تاندوجان، عمر ، سيتبانوف، فيديرسون، شيمسير، فولكان، إيفان إيرجيتش، إنسوا، فيلدريم، إيبيك
فالنسيا : سيزار ، ميجيل، نافارو ، كوستا ، ماثيو ، ألبيلدا ، توبال، تينو كوستا، ماتا ، بابلو ، سولدادو
توقع المباراتين
مانشستر يونايتد 2 / 0 رينجرز
بورصا سبور 1 / 2 فالنسيا