خذ غدي عني .. وهات الأمس..! مهداة إلى الشاعر الفلسطيني الكبير لطفي الياسيني فارس السيف والقلم/ للشاعر السوري الكبير العقيد محمد الزينو السلوم
--------------------------------------------------------------------------------
خذ غدي عني ..وهات الأمس..!
شعر:محمد الزينو السلوم
- مهداة إلى الشاعر الفلسطيني الكبير الذي لا يزال حياً بيننا رغم ذهابه(محمود درويش)وإلى الشاعر الكبير لطفي الياسيني فارس السيف والقلم:
-------------------------
(من حسن حظي أنني أمشي على جبل ٍ
وأنظر من عل ٍ نحو الغيوم.ْ..)
(لكنّ أعمار الغيوم قصيرة في الريح ِ..)
(والشعراء يبنون المنازل بالغيوم ويذهبونْ..)
(لم يبق لي غير التأمل ِ
خذ غدي عني،وهات الأمسَ،واتركنا معاً..)
#
وذهبت يا فخر الرجال ..
بنيت فوق الشمس مجداً لن يزول
وأقمت في الأشعار عزاً
طالما الدنيا .. نفاخر فيك..في عرض وطول
لكنني رغم المضى..رغم الذي يجري.. أقول :
(لا رفّة تنبي بعودة طائر )
لا فرحة عند الغديرْ
فإذا غفوت تخيفني صورٌ تبدّدها صورْ
(وإذا صحوت تهاطلت عينايَ دمعاً كالمطرْ )
#
وأسأل يا شاعري من جديد :
هل الحلم يكفي لزرع التأمّل فينا ؟
وماذا يفيد التأمّلُ
والعاصفات تقضّ مضاجعنا خيفة..؟
أرى النائبات تطاردنا الأمس
والآن حتى غد ٍ..؟!
وهل تركتنا الغيوم معاً ؟
وحتى إذا ما مشيت إلى جبل ..
تطالك في الليل ، كالسهم ،
تنفذُ مثل الأجلْ
وحتى إذا كنت ..
ما عاد في المرتجى من أملْ
#
و ماذا أقولُ ..
أحسّ القصيدة بعد الجرى
تمشي وتمشي في دمي..
هيّا اخرجي بعد التأسّي من فمي ..
حتى أرى :
(( يا شاعراً غزل القصيدة وارتدى ..
ثوب الحداد،وراح يقتحم الردى
في المبتدا مثل الهزار شدا
في المنتهى ..عرف الحقيقة،وابتدا..
عزفاً على الأوتار ،واقتحم المدى
فأغاظ في اللحن العدا
أرواحنا يا شاعري في المبتدا والمنتهى..
ستكون يا (درويش) للقدس الفدا..))
#
أعود لأسأل ْ:
هل الحلم يكفي لزرع القلوب انتصاراً..؟
أرى الشمس لا تتعرّى ولا تتبرّج
إلا على ضفّة في النهار..
فكيف سأمحو من النبض
تلك الجراح ..؟
أكاد أحسّ بأنّ الغيوم تسير
مع الموج نحو الصدورْ
وفوق العظام التي نخرتها الرياح..
يخطّ الزمان أخاديد جرح
( فندمن طعم السياط)..!
#
بقي أن أقولْ :
(وكلّ صباح وأنت ابتداء لفجر جديد..)
وليس سواك على مجمر الروح ..
يأخذ شكل الرغيف بعصر مخيفْ
أجيء إليك فراشات شوق،خيوط أملْ
وماذا يفيد المجيء ومن أرتجيه رحلْ..؟
(لعلّ الصباح الذي انتظرته
العيون طويلاً يجيء..)
2008م
( سوريا )