لم يتعلموا الدرس.. خطأ قتل كبار قادة الجيش السوفيتي
العربية.نت – طه عبد الناصر رمضان:خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1964، تولى ليونيد بريجنيف (Leonid Brezhnev) قيادة الاتحاد السوفيتي خلفا لنيكيتا خروتشوف الذي أزيح من منصبه. ولحين وفاته يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر 1982، أدار بريجنيف شؤون الاتحاد السوفيتي. وقد تميزت فترته بتزايد حدة التوتر مع الولايات المتحدة الأميركية تزامنا مع توسع الفجوة التكنولوجية بين المعسكر الشرقي ونظيره الغربي.
وفي السنوات الأخيرة من حكم بريجنيف، عاش الاتحاد السوفيتي عام 1981 على وقع كارثة جوية أضعفت الجيش وجردته من عدد هام من كفاءاته حيث أسفر حادث تحطم طائرة عن مقتل عدد من كبار قادة الجيش السوفيتي.
خلال خمسينيات القرن الماضي، اتجه الاتحاد السوفيتي لإنتاج طائرة توبوليف تو 104 (Tupolev Tu-104) التجارية التي ظهرت حينها لتنافس نظيرتها البريطانية دي هافيلاند كوميت (de Havilland Comet). ومنذ البداية، عانت هذه الطائرة السوفيتية، التي صممت حسب تصاميم قاذفة القنابل توبوليف تو 16 (Tupolev Tu-16)، من مشاكل عديدة. فمقارنة ببقية الطائرات التجارية، تميزت توبوليف تو 104 ببطء استجابتها وسرعة هبوطها العالية كما تميزت أحيانا بتوقفها المفاجئ عن العمل دون سابق إنذار.
وفي مقابل ذلك، واصل الجيش السوفيتي اعتماده على توبوليف تو 104 التي ظلت بالخدمة لنحو 3 سنوات إضافية.
يوم 7 شباط/فبراير 1981، استعدت طائرة من نوع توبوليف تو 104 للإقلاع من مطار بوشكين (Pushkin) بمدينة لينينغراد. وعلى متن هذه الطائرة، تواجد عدد هام من كبار العسكريين السوفييت التابعين لأسطول المحيط الهادئ السوفيتي. وبتلك الفترة، حل هؤلاء المسؤولون السوفييت، التابعون لأسطول المحيط الهادئ، بلينينغراد لحضور أحد الاجتماعات السنوية. ومستغلين تواجدهم بإحدى المدن السوفيتية الكبيرة، اتجه العسكريون السوفييت لاقتناء عدد كبير من الأغراض، كالجبن والتوابل والسجق وقوارير العطر، قبل التوجه نحو المناطق البعيدة والنائية بأقصى الشرق السوفيتي.
وقبيل صعودهم على متن الطائرة، مارس هؤلاء العسكريون السوفييت ضغوطا على الطاقم من أجل السماح لهم بنقل كميات هامة، أكبر من تلك المسموح بها، من الأغراض معرضين بذلك طائرة توبوليف تو 104، غير الآمنة، للخطر.
في حدود الساعة السادسة مساء يوم 7 شباط/فبراير 1981، استعدت الطائرة توبوليف تو 104 للإقلاع. وبطقس ثلجي، انطلقت هذه الرحلة التي لم تستمر سوى بضعة ثوان. فتزامنا مع ارتفاعها على علو 50 مترا عن سطح الأرض حادت هذه الطائرة عن مسارها لترتطم بشكل سريع بالأرض متسببة في حريق هائل.
أسفرت هذه الكارثة الجوية عن مقتل جميع ركاب الطائرة المقدر عددهم بنحو 50 فردا. وضمن الضحايا تواجد 16 جنرالا وأميرالا من كبار العسكريين بالجيش السوفيتي كان أبرزهم الأميرال إيميل سبيريدونوف (Emil Spiridonov) قائد أسطول المحيط الهادئ السوفيتي.
حسب التحقيقات التي أجراها السوفييت، أقلعت طائرة توبوليف تو 104 بشكل غير سليم وخطر بسبب نقلها لكميات هائلة من البضائع، تجاوزت الكميات المسموح بها، وعدم احترامها لإجراءات السلامة. وقد أدى ذلك لفقدان الطائرة لتوازنها وارتطامها بالأرض.