الذكرى العشرون لاحتلال العراق بحث موجز باجزاء الجزء الاول
اللواء الطيار الركن دكتور
علوان حسون العبوسي
18 / 3 / 2023
الذكرى العشرون لاحتلال العراق بحث موجز باجزاء-الجزء الاول
[size=32]مقدمة[/size]
تمر على شعبنا وبلدنا العراق العظيم بعد ايام قليلة الذكرى العشرون (2023) لاحتلاله من قوى الظلالة ومن تحالف معهما ، هذا البلد الذي يعتبره من له ضمير حي ، كما وصفه سيدنا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (العراق كنز الايمان وجمجمة العرب ورمح الله يحرزون ثغورهم ويمدون الامصار) ، بهذا المعنى كان العراق في حله وترحاله ، مناص الامة وحامي بوابتها الشرقية ، مواقفه مشهوده يشهدها القاصي والداني في سفره الخالد في سالف العصور وحتى منذ تاسيس دولته المعروفة في 23 اب اغسطس 1921 بعد تتويج الملك فيصل الاول ملكا على العراق ، كل ذلك جعلته عصيا لكل من اراد انتهاك لحمته العربية والاسلامية تكالبت عليه قوى الشر الامريكية والبريطانية والفارسية والبعض من دولنا العربية الذي دافع عنهم دون مقابل سوى احكامه للمبادئ التي درج عليها سواء في دفاعه الوطني او نهجه العربي .
اليوم نتطرق الى النكبة التي المت به في اسوء مرحلة من تاريخه الوطني للاسباب التي ذكرت بعضها آنفاً والتي تمثل القوة والمبدئية واللحمة العربية ، ساتطرق الى موجز لما جرى بعد انتصاره في حرب طويلة مع العدو الايراني.
فبعد انتصار العراق في حربه مع ايران اعطى العديد من الدلائل والمؤشرات على تفوقه العسكري والاقتصادي والسياسي والعلمي خارجياً وداخلياً ،وانعكاس ذلك إيجاباً على أمنه القومي ، وهذا اقلق الدوائر الامبريالية والاستعمارية الساعية لتقوية مصالحها في المنطقة العربية عموماً والخليج خصوصاً وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية ، شاركها الكيان الصهيوني ففي نهاية عام 1989 أعدت ألمخابرات المركزية الامريكية تقريرها الذي تضمن ان العراق ينوي مهاجمة إسرائيل والتوسع على دول الخليج العربي و يقترب من انتاج الاسلحة النووية والبايولوجية والكيمياوية وركز التقرير على نهج العراق نحو الوحدة العربية من خلال إنشاء مجلس التعاون العربي بين العراق والاردن ومصر واليمن .
لااريد الاطالة بموضوع العراق واحتلاله الكويت وهذا واضح بتدبير امريكي ايراني تورط في اسوء قرار اتخذه في هذا الشان اعترف به العراق لاحقا وبكافة اوساطه السياسية وعدم معرفة قيادته العسكرية الرئيسة بهذا الاحتلال لكني اعرج على التدخل الامريكي السافرومعها أكثر من 33 دولة ضد العراق في عام 1991 بتشجيع وبكل اسف مجلس جامعتنا العربية وتدويلها موضوع العراق ثم تفويض مجلس الامن الامريكي (وليس الدولي )باتخاذ مايلزم لاستعادة الكويت، ثم فرض حصار شامل عليه استمر حوالي 13 سنة ادى الى اضعاف وتقليص كافة قدراته العسكرية والمدنية هيئ الاجواء لاحتلاله في 2003.
بعد الاحتلال فرض العدو الامريكي ارادته العسكرية والادارية باضعاف كافة قدرات العراق الوطنية والانسانية وفوض تسع مليشيات غريبة عن الواقع العراقي وفق الامر 91 لتاسيس الجيش الجديد ، بدل قواته العسكرية الوطنية ، رغم تقدم معظم القادة من الجيش السابق لتاسيس الجيش ولكن لم يلقى ذلك قبول سوى عدد بسيط اختارتهم اللجنة المكلفة بالقبول وشمل الامر 91 باقي مؤسسات الدولة السياسية ،ناهيك عن محاولة كسب عطف عدد من الضباط مستغلين صعوبة ظروفهم ومنحهم رتب ورواتب عالية منهم يستحقها ومنهم لايستحق .
في نهاية عام 2011 سحبت امريكا وبريطانيا قواتهما من العراق ، بعد تنسيق امريكي ايراني وتسليمه لها لتوافقهما مع نهجهما العدواني على حد سواء في المساهمة بنشر مبدئ ولاية الفقيه في غايتها تقويض اللحمة الاسلامية وبث سموم الطائفية وتجهيل الشعب وهو هدف تقره هاتين الدولتين لتدمير العراق دون قتال ، واليوم تحقق هذا الهدف بارادة العدو الايراني .