بمناسبة بلوغي سن الخامسة والسبعيبن / الشاعر ابراهيم قراعين
وقوفا يا قصيد فذا شبابي
اتانا طالبا اذن الذهاب
وان ذهب الشباب فلا لقاء
سيجمعنا به بعد الغياب
سنين العمر كيف مررت عني
مرور السهم او مر الشهاب
ولم ار في مرورك من نعيم
يقال يرى بأيام الشباب
فمنذ ولدت والأرزاء حولي
تهز نوافذي وتدق بابي
ولولا أنني من اصل قوم
تظل روءسهم فوق السجاب
لاحنت شدة الأرزاء ظهري
وقادتني الى درب اغترابي
فكم متآمر قد رام قتلي
وحاول دس سم في شرابي
وكم اغريت بالأموال حتى
اهاجر او افك عرى انتسابي
فقلت لهم بارض القدس ابقى
فكل المال ما ساوى ترابي
وكل تآمر لازالة اسمي
بأعينهم سيبقى كالسراب
فأنى يذهبون فإن اسمي
يردد مثل انغام عذاب
وأنى ينظرون فان اسمي
بخطط في السهول وفي الهضاب
وأنى ينشقون فان اسمي
تضوع به ازاهير الروابي
ومهما حاولوا طمسي فاني
انا شمس وهم ذر الضباب
ظلام الليل اذ يشتد يعني
بان الفجر صار على اقتراب
وقوفا يا قصيد فذا شبابي
تولى وانطوى طي الكتاب
وصرت اذا هفا قلبي لحب
اقول كفاك دع عنك التصابي
الا يكفيك قد احببت حتى
اخذت من الهوى فوق النصاب
وحملني الهوى من قبل ما لا
اطيق من الضنى ومن العذاب
فلم ار في الهوى الا لهيبا
كواني في الضلوع. وما درى بي
والبسني من الالام ثوبا
عجيبا ليس يبلى كالثياب
فدع عنك الهوى يا قلب واطرح
وجيب العاشقين من الحساب
فلست كسابق الايام تهوى
كما تهوى وتنجو من عقابي
فقد ولت عهود كنت فيها
اخاف عليك حتى من عتابي
واسمع منك حتى لو دعاني
هواك لهجر اهلي او صحابي
كفاك فبعد هذا اليوم عقلي
اذا ناديتني اعطى جوابي
كفاك فلم تعد يا قلب طفلا
ووجهي لم يعد غض الإهاب
فهذا واقع الايام فافهم
ودع عنك التظاهر والتغابي
فما خلع الشباب اخو رشاد
وابقى عشق ربات الحجاب
ومن ضل السبيل فليس اجدى
له الا الرجوع الى الصواب