رسالة أمريكية في مناخ متوتر مع إيران: طائرات محملة بقنابل خارقة للتحصينات
شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية ان الجيش الامريكي وضع قنابل خارقة للتحصينات وزن الواحدة منها 250 رطلا (114 كلغ)، ضمن ذخيرة طائرات هجومية كان أرسلها مؤخرا الى الشرق الأوسط، في خطوة بمثابة رسالة لردع إيران، بما في ذلك تواجدها في العراق.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين قولهم في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إن هذه الخطوة هي الأولى من نوعها، وان وضع اسلحة اكثر قوة في سرب من طائرات من طراز "ايه-10 وورثوغس" هدفه منح الطيارين فرصة أكبر للنجاح في تدمير مخابئ الذخيرة والاهداف المحصنة الاخرى في العراق وسوريا بعدما تم استهداف القوات الامريكية مرارا من قبل المسلحين المدعومين من ايران.
وتابع التقرير انها المرة الاولى التي يضع فيها الجيش الامريكي هذه الاسلحة الموجهة بدقة على متن طائرات "وورثوغس"، والتي تم تجديدها مؤخرا بحيث يمكن لكل منها حمل ما يصل الى 16 قنبلة خارقة للتحصينات، والمعروفة أيضا باسم قنابل "جي بي يو-39/بي".
ونقل التقرير عن رئيس القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية الجنرال اليكسوس غرينكويتش الذي يشرف على العمليات العسكرية في سماء سوريا و 20 دولة اخرى في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، قوله ان هذه الطائرات "فعالة للغاية في بعض الأمور التي نحتاج إلى القيام بها".
وأوضح التقرير الامريكي ان هذه القنابل القوية وصلت الى الشرق الاوسط في وقت تتصاعد فيه التوترات مع إيران، مشيرا إلى ان الحرس الثوري الإيراني قام الخميس الماضي باحتجاز ناقلة نفطية في خليج عمان اثناء نقلها النفط من الكويت الى الولايات المتحدة والتي تقول ايران ان السفينة التي ترفع علم جزر مارشال اصطدمت بسفينة إيرانية في الخليج ، مما تسبب في وقوع إصابات، ثم حاولت الفرار، بينما تقول البحرية الامريكية أن إيران انتهكت القانون الدولي باحتجازها السفينة.
وتابع التقرير أن البنتاغون إرسال سرب الطائرات المحدثة الذي يضم عادة 12 طائرة،
الى الشرق الاوسط في الشهر الماضي بعد أن نفذت القوات التي تدعمها إيران سلسلة من الهجمات على قواعد الامريكية على الاراضي السورية، بما في ذلك ضربة بطائرة مسيرة قتلت متعاقدا أمريكيا، في حين رد الرئيس الأمريكي جو بايدن على هذه الهجمات بإصدار أوامر بشن غارات جوية على المسلحين المدعومين من إيران في سوريا.
وبحسب التقرير، فإن الجنرال غرينكويتش بإعلانه عن ارسال سرب الطائرات الجديد، يكون قد تضاعف بنسبة 50% عدد الطائرات الهجومية في المنطقة.
ورأى التقرير أن نقل سرب الطائرات الى الشرق الاوسط، هو بمثابة جزء من جهد أكثر اتساعا هدفه تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في ظل المخاوف المتزايدة إزاء هجمات إيران وحلفائها في كافة أنحاء المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الجيش الأمريكي كان قد أعلن عن وصول غواصة محملة بالصواريخ الموجهة في الشهر الماضي الى الشرق الاوسط، فيما يمثل استعراضا للقوة.
ففي ذلك الوقت، نقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن بحوزتهم معلومات استخبارية تشير الى ان ايران كانت تستعد لشن هجوم بطائرة مسيرة على سفينة تجارية في المنطقة.
وبحسب التقرير فإن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن المخاوف حول هذا التهديد تراجعت بعد وصول حاملة الطائرات الأمريكية "يو اس اس فلوريدا"، التي بمقدورها حمل 150 صاروخا من طراز "توماهوك" الى البحر الاحمر.
لكن بعد إعلان واشنطن عن ارسال حاملة الطائرات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كناني؛ إن واشنطن تحاول "التستر على تراجع قوتها في العالم، وأن النظام الأمريكي يتحرك باتجاه مخالف لإرادة دول المنطقة".
وختم التقرير بالاشارة الى عمليات تحديث جرت على سرب الطائرات "وورثوغس" لتكون قادرة على حمل القنابل الدقيقة التوجيه، وأن عملية التطوير ستمنح هذه الطائرات قوة نارية أكبر من المقاتلات "اف-15". ولفت التقرير إلى أن الخطوة تعكس محاولة الجيش الأمريكي لكي يبرهن على أن استمرارية دور أسطول طائرات "وورثوغس" المتقادم الذي كان المسؤولون في البنتاغون يحاولون احالته الى التقاعد منذ أكثر من عقد.
واشار التقرير ان هذه الطائرات تحلق ببطء نسبي، وستكون صالحة لتأمين الدعم الجوي القريب للجنود الأمريكيين على الأرض في أمكنة مثل سوريا حيث لا يمتلك
المسلحون طائرات لتحدي الطيارين الأمريكيين في السماء. وتابع ان طائرات الـ"وورثوغس" ليست صالحة للعمل في أجواء شرق آسيا حيث ستكون عرضة لإصابتها من جانب الدفاعات الجوية الصينية.