--------------------------------------------------------------------------------
خاطرة ... العراقيون ... والفرح ... والشهادة ،، .
ـــــــــــ
هل كتب علينـا نحن العراقيون ان لا نفرح حتى في الأوقات التي يجب ان يفرح فيهـا كل انسان ...؟
في صباح يوم جميل يشبه صباحات ايام ربيع نينوى ،، ام الربيعين ،، في وطننا الحبيب العراق اشرقت الشمس ساطعة من سماء زرقاء صافية بعد ليلة طويلة من ليالي الشتاء الأوربي ، وبزغ نورهـا من بين باسقات الغابة الكثيفة المجاورة للمستشفى الذي ارقد فيه ... فسرت في نفسي الكئيبة رغم شفائي نسمة من الفرح الغامر بجمال الطبيعة الساحر وابداع الخالق العظيم التي سرعان مـا قضت عليهـا الأفكار التي راودتني في تلك اللحظات السعيدة عمـا يجري في وطني المفدى ،، العراق المحتل الجريح ،، وتذكرت صوت الأطفال الصغار قبل ان تزهق ارواحهم ، ونحيب الأمهات الثكالى ، وتاوهات الأخوة والأخوات والأصدقاء ، وبكاء الزوجات والنسوة وعويلهن المفجوعين باحبتهم ، الام الشيوخ ، وصيحات استغاثة الماجدات العراقيات وهن يغتصبن من قبل من هب ودب من شذاذ الآفاق والأنذال والمرتزقة ... واعراقاه ...؟ ومنظر الجثامين لشهداء مغدورين واشلاء البشر المتناثرة هنا وهناك ، ومناظر التخريب والدمار والنار والدخان والنهب والسلب في كل مكان ، كمـا تذكرت شهداء العراق الأبرار الذين تخضبت ارضه الطيبة بدمائهم الزكية الطاهرة فانهمرت الدموع من عيني غزيرة وامتلأت نفسي بالحزن والأسى فندبت حظي وحظ العراقيين ونـاديت بصوت خنقته العبرات ... رباه ... الم يحن الوقت لوضع حد لفصول مـاساة العراق الكارثية ...؟ لقد امتلأت الكاس مرارة وطفحت ، وعندهـا ايقنت باننا نحن العراقيون كتب علينا ان لا نفرح حتى في الأوقات التي يجب ان يفرح فيهـا كل انسان .
والى غد مشرق لوطن الحضارات والعلم والمعرفة ،،بلاد الرافدين ،، انشاء الله .
مـا اعظمك ... ومـا احلى اسمك ... ومـا اطيبك وطنـا... يـا... عراق... رغم كل مـا اصابك فحبك يسري في دمائنـا وقد رضعنـاه مع حليب امهاتنـا ونحن اطفال صغـار .
حناني ميـــــــــا
ميونيـــخ ــ المـانيــــــا
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::