السفيرة الامريكية تقود المقاومة العراقية!
سعد السامرائي
السفيرة الامريكية تقود المقاومة العراقية!
كنا بمقال سابق قد أخطأنا في نقل المعلومات التي وردتنا حول التغيير الذي سيحصل بالعراق وزجينا بأسماء وأحزاب ربما في واقع الامر بعيدة كل البعد عن العمل الجاد الذي ندعوا اليه الا وهو تحرير العراق بالقوة المسلحة وقد تريثت قليلا قبل كتابة مقالي هذا فوجدت من يسمون انفسهم مقاومة هم بعيدون كل البعد عن تنفيذ ولو عملية فدائية واحدة ضد الاحتلال الأمريكي الفارسي بكل صوره وشخوصه ووجدت السفيرة الامريكية أكثر منهم تحقيقا للمكاسب التي تغير الواقع المزري الذي وجد القبول والخنوع لدى عموم العراقيين بالداخل واطلق العنان لمن في الخارج لتناقل مسرحيات مؤلفة عن التغيير الذي سيحدث في العراق ( وانا واحدا منهم! ) ولا ألوم الكتاب كثيرا فكل واحد يكتب تبعا للمعلومات التي يحصل عليها ومدى اتقانه في تحليل الأمور وغالبا نخطأ نحن الكتاب لأننا نحاول أن نجامل ونمدح فلان وعلان وما نلبث أن نكتشف انهم يطعنونا من الخلف كرد فعل غريب وشاذ للحفاظ على وضعهم الهيكلي الذي بنوه لهم يتبعهم قلة ممن لا شغل ولا عمل لهم الا التصفيق ومسح الجوخ.ورأيت من كان يتهم الاخرين بانهم قادة لفصيل من شخص واحد يتحولون فتنطبق عليهم مقولتهم .
أقول وبمرارة ما الذي حققته المقاومة العراقية اخر عشر سنين.. الجواب لا شيء ..فقط في الانتفاضة التشرينية حيث قتل وسجن المخلصين وتم شراء الاخرين وتم تفريغ الانتفاضة من محتواها وتم بيعها بالمزاد العلني وكل يدعي انه تشريني وانه من أوائل قادتها! وفقد الشعب فيها مصداقيتها لأنه لم يجد فيها تحقيق أي انجاز مما كان الجميع يدعوا اليه ..الاسباب عديدة ,فإضافة لما ذكرناه كان العيب في التيار المشارك والفاعل الذي فضل ان ينتفض مع المحافظة على كيانه بالمقدمة لذلك رفضوا التحويل الطبيعي للانتفاضة وتطورها أي مقابلة العنف بالعنف وأثبت فشل مقاومة العنف بصدور عارية لا تحمل السلاح مما أدى لسقوط الاف بين قتيل وجريح .. خلاصة القول المحزن أين الانتفاضة التشرينية الان و من يقودها ؟!!
المقاومة الحقيقية متمثلة بالشهداء الأوائل الذين دوخوا الاحتلالين الأمريكي والفارسي واجبروا الامريكان أن يعلنوا عن انسحابهم التكتيكي من العراق بعد أن أصابوهم بمقتل بحيث لحد الان وبعد مرور اكثر من عشرين عاما يرفضون التصريح وإعطاء اعداد قتلاهم وجرحاهم الحقيقيين .اما نحن مقاومي الفيس بوك وتويتر فضررنا أكثر من نفعنا فمن جهة نخدر الشعب ومن جهة نجعله يتأمل بتغيير قريب ما يلبث الا أن يكتشف مخالفته للواقع مما ساهمنا باللامبالاة والقبول بواقع الامر ونسينا روح الانقلاب والثورية التي يتصف بها العراقي عمن سواه .
كلنا مخطئون باختلاف الدرجات وكلنا يجب أن نعيد تفكيرنا بما فعلناه وما يجب أن نفعله لمستقبلنا ومستقبل أجيالنا .. مخطئون لأننا لم نقاوم المد الصفوي وميليشياته منذ بداية الاحتلال على أساس انهم عراقيون لن يلبثوا الا ان يصفقوا لنا فنحن في ارض النفاق والشقاق! وأن هدفنا هو تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي الأوربي أولا..مخطئون لأننا رفضنا وفشلنا في إيجاد أي قواسم مشتركة لإعلان وحدة للمقاومة مسلحة كانت أم سلمية وبدل ان يشارك المناضلون بهذه الحرب تشاطروا بمحاربة المناضلين الاخرين ومحاولة افشال أي فكرة أو مسعى يحمي ولو جزء او مكون من مكونات العراق بحجة انهم يحافظون على وحدة العراق هؤلاء المغفلون أخشى أن يصحوا وقد تم ابتلاع العراق ككل وذهب مع الريح, وأصبح هدف المناضلين اثبات من هو الأصلي ومن هو المنشق ومن هو الوطني ومن الخائن والعميل !وتركوا الاحتلال والخونة يعبثون في البلد ويؤثرون في بقية اقطارنا العربية .
فشلنا لأننا صدقنا أن أمريكا تسعى لتقسيم العراق وخضنا حربا بدلا عنها ضد شعبنا وأبطال مكوناتنا .. فشلنا لأننا صدقنا أن القاعدة وداعش جائتا لتحمي السنة وتخرج المحتلين وفشلنا في بداية الامر من كشف انهما تكوين استخباري غربي واسرائيلي ومجوسي قاموا بالقضاء على المقاومة الوطنية بعد أن فشل الامريكان والمجوس لذلك أقول أننا فشلنا جميعا لتخليص العراق من الاستعمار والخونة ولذلك أقول ان السفيرة الأمريكية هي من تقود المقاومة ..السنا جميعا من يطالب بإلغاء الميليشيات الولائية بالعراق وتبيان خطرها ومشاكلها وجرائمها وانتظرنا حتى جاءت زعيمتنا السفيرة الامريكية وبدأت تقرض قرضا بالميليشيات وتحد من نشاطها وتلغيها رويدا رويدا .. وها هي تحاول أن تقضي على الفساد الذي نحاربه وتقدم السراق للعدالة وأعادت العراق لحضنه العربي .. فتحية لقائدة المقاومة العراقية ولذلك على كل من يسمي نفسه واحدا من قادة المقاومة العراقية أن يستقيل ولا يزعج شعبنا بمقالاته الثورية وندعها تقودنا فنحن أصبحنا قطيع نفضل أن نعلف فقط ونخاف أن نموت.