أخبار وتقارير يوم ٢٨ مايس
أخبار وتقارير يوم ٢٨ مايس
١-الجزيرة…تقرير..يضم قيادات بارزة.. ما فرص تحالف "الأنبار الموحد" في تصدر المشهد السياسي السني بالعراق؟..
الموصل- مع قرب الانتخابات المحلية في العراق، تزداد حدة الصراع بين القوى السياسية، سواء كانت السنية أو الشيعية، وتتجلى أبرز هذه الصراعات في المؤتمر الذي أعلن عنه مؤخرا في محافظة الأنبار (غربا) التي تعد معقل رئيس مجلس النواب العراقي رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي.
وشهدت مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار الجمعة الماضي 19 مايو/أيار عقد المؤتمر الثالث لتحالف الأنبار الموحد الذي يضم قيادات سياسية سنية عديدة، من أبرزها وزير المالية الأسبق رافع العيساوي، إضافة إلى محافظ الأنبار الأسبق صهيب الراوي وسياسيين آخرين من بينهم سلمان الجميلي وجمال الكربولي وغيرهما.وفي خضم هذه الأحداث، تزداد التساؤلات عن إمكانية منافسة هذا التحالف للقوى السياسية السنية الأخرى في المحافظات المستعادة من سيطرة تنظيم الدولة عام 2017، مثل تحالف السيادة وحزب تقدم وغيرهما، وفيما إذا كان هذا التحالف يحظى بالدعم الجماهيري والفرصة المواتية لمنافسة الآخرين.
التحالف وتوجهاته
وعن أهداف التحالف الجديد، يؤكد القيادي في تحالف الأنبار الموحد سلمان الجميلي -في حديثه للجزيرة- أن التحالف يهدف لكسر ما وصفه بـ"الاحتكار السياسي" لحزب واحد ومواجهة سياسة تكميم الأفواه ومصادرة الحريات والفساد المالي والإداري المستشري في دوائر محافظة الأنبار، فضلا عن السعي لتوفير مظلة للشباب الطامحين بالعمل السياسي بعيدا عن الخوف والإقصاء لصالح المنتمين لحزب السلطة فقط، وفق تعبيره.وعن فرص التحالف الجديد في منافسة القوى السياسية الأخرى، يعلق الجميلي الذي شغل منصب وزير التخطيط في حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي قائلا: "نعتقد أن التحالف الجديد لديه فرصة للتنافس في المحافظات المحررة، كونه يستند إلى شخصيات سياسية محترمة مارست السلطة سابقا ولم تسجل عليها ملفات فساد".في غضون ذلك، يرى المحلل السياسي رياض العلي -في حديثه للجزيرة نت- أن الدستور العراقي منح الفرصة لعقد تحالفات سياسية جديدة والدخول في معترك الانتخابات بغض النظر عن المتحالفين، وهو ما قد يمهد لتحالف الأنبار الموحد لدخول الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة ومنافسة بقية الأحزاب التي تتصدر المشهد الآن.وقد لا يقف الأمر عند ذلك، إذ وبحسب العلي، فإن السنوات الماضية شهدت صعود الكثير من الكتل السياسية السنية مثل جبهة التوافق واتحاد القوى العراقية وغيرهما، وأن غالبية الشخصيات التي تقود تحالف الأنبار الموحد الآن كانت جزءا من تلك التحالفات السابقة، بما قد يعني إمكانية منافستها الفعلية للأحزاب الأخرى، وفق قوله.
إمكانية المنافسة
ولا يخفي سلمان الجميلي إمكانية التحالف مع كتل سياسية أخرى، حيث يؤكد "سندخل الانتخابات المحلية من خلال تحالفنا، بالتأكيد ستكون لنا تفاهمات مع تحالفات أخرى"، مبينا أن قيادات التحالف تحظى بحضور جماهيري رغم تعرضها للإبعاد والظلم خلال السنوات الماضية، وفق تعبيره، معلقا "إن الحزب الحاكم في المحافظات المحررة فشل في تقديم نموذج لمشروع سياسي محترم تلتف حوله الجماهير، مع اعتماد هذا الحزب على السلطة في تصفية خصومه السياسيين واستعداده لتقديم تنازلات كبيرة مقابل الاحتفاظ بالمنصب، وهو ما يعد عاملا مساعدا لنجاح تحالفنا في حصد أصوات كبيرة رغم الماكينة الإعلامية والمالية الكبيرة التي يمتلكها الخصوم".على الجانب الآخر، يرى الباحث في الشأن السياسي الدكتور سيف السعدي أن التحالف يضم قيادات سياسية مما يمكن تسميتهم بالرعيل الأول، غير أن جميع هؤلاء القادة كانت لهم مشكلات مع مجتمع محافظة الأنبار وبقية المحافظات السنية، بما قد يعني أن غالبية الجماهير -في هذه المحافظات- ترفض عودة هؤلاء للمشهد السياسي، على اعتبار أن التحالف لا يمتلك رؤية سياسية يمكنه من منافسة القوى السياسية الحالية، مبينا أن شعار محاربة الفساد لن يُمكِّن التحالف من ضرب القوى الأخرى، وأن كثيرا من هذه الزعامات عليها ملفات فساد، وفق قوله.وعما إذا كانت أعداد الجماهير الحاضرة في المؤتمر الأخير التي تقدر بنحو 10 آلاف شخص تفند عدم امتلاك التحالف الدعم الجماهيري، يقول السعدي -في حديثه للجزيرة نت- إن عدد الحضور في المؤتمر غير دقيق، ولا سيما أن 20 قياديا في التحالف لم يستطع غالبيتهم الوصول لما يخولهم للفوز بمقعد نيابي بالبرلمان في الانتخابات الأخيرة، مبينا أن أكثر من نصف الحاضرين بالمؤتمر كانوا تابعين للطريقة القادرية التي يقودها نهرو الكسنزاني المنضوي في التحالف، وما يدل على ذلك أعلام ورايات هذه الطريقة خلال المؤتمر، وفق السعدي.في غضون ذلك، يرى الباحث السياسي المستقل رعد هاشم أن التحالف لا يمكنه منافسة القوى السياسية الأخرى، لا سيما أن جميع قياداته تعد زعامات من الرعيل الأول، وبالتالي، وبما أن البرلمان اعتمد نظام الدائرة الواحدة للمحافظة في الانتخابات التشريعية والمحلية، فإنه من الصعوبة بمكان أن يبقى التحالف موحدا، فضلا عن إمكانيته في منافسة الأحزاب السياسية السنية الأخرى.في السياق، يرى هاشم -في حديثه للجزيرة نت- أنه وبما أن هدف تحالف الأنبار الموحد يسعى عبر خطاباته لإزاحة محمد الحلبوسي من تصدر المشهد السياسي السني، فإن ذلك قد يصطدم بمعادلة أخرى مفادها أن الحلبوسي بات يحظى بدعم معظم القوى المؤثرة بالشأن العراقي، وهو ما قد يجعل هدف تحالف الأنبار صعب المنال في ظل الظروف الراهنة، على الرغم من أن التحالف يمكن أن يزاحم الحلبوسي سياسيا، وبما قد يؤرق تحركات حزب تقدم سواء في الأنبار أو في المناطق الأخرى مع قرب الانتخابات المحلية.
مؤشرات عديدة
وبالعودة إلى الجميلي وعن حيثيات عقد المؤتمر الثالث لتحالف الأنبار، يعلق بالقول: "لم نواجه معرقلات فنية لعقد المؤتمر، لكن الجو السياسي العام السائد في الأنبار هو التضييق عن طريق الاعتقال أو العقوبات الإدارية لمن هو موظف في إحدى دوائر المحافظة للناشطين والمعارضين للحزب الحاكم في المحافظة الذين يبدون آراءهم من خلال قنوات إعلامية أو صفحاتهم الشخصية، ولولا هذه المضايقات لتضاعف الحضور إلى عشرات الآلاف".وفي الوقت الذي أشيع عن أن العديد من قيادات تحالف الأنبار الموحد كانت قد التقت قيادات إيرانية في مقر سفارة طهران ببغداد في الأسابيع التي سبقت عقد المؤتمر الأخير بمدينة الفلوجة (غرب بغداد)، وبما قد يشير لدعم السفارة الإيرانية وقيادات من كتل سياسية شيعية لشخصيات سنية معينة من أجل إضعاف الأحزاب السياسية السنية، التي قد يكون حزب تقدم على رأسها، نفت مصادر مقربة من تحالف الأنبار الموحد هذه الاتهامات وعدتها غير مسؤولة وتفتقد للأدلة.كما أكد المتحدث باسم تحالف الأنبار الموحد طه عبد الغني -في حديث تلفزيوني- نفيه أن يكون المؤتمر قد عقد بحماية الفصيل المسلح "كتائب حزب الله العراق"، لافتا إلى أن جميع القوات التي تولت حماية المؤتمر الأخير كانت من قيادة عمليات الأنبار والشرطة المحلية والحشد الشعبي.على الجانب الآخر، لم يخف الباحث السياسي رعد هاشم مخاوفه من تحالف سياسي جديد بين قيادات سياسية علمانية وإسلامية سنية من جهة وبين تحالف الأحزاب السياسية الشيعية التي تمتلك فصائل مسلحة، معتبرا أن التحركات السياسية الحالية للكتل السياسية السنية تشي بأن مرحلة جديدة بدأت في المناطق السنية، وفق قوله.
٢-الشرق الاوسط..
تقييم استخباراتي أميركي يرجح مسؤولية أوكرانيا عن هجوم الكرملين
موسكو تؤكد رواية «التايمز»... وكييف تنفي علاقتها بالأمر…قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن تقييمات أجهزة مخابرات أميركية كشفت عن أن وحدة أوكرانية خاصة تابعة للجيش أو المخابرات قد تكون دبرت هجوماً بطائرات مسيَّرة استهدف الكرملين هذا الشهر. وسارع المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لتأكيد ما ورد في الصحيفة، قائلاً إن موسكو كانت تعلم منذ البداية أن أوكرانيا هي المسؤولة عن الهجوم. أما أوكرانيا، فنفت معلومات الصحيفة الأميركية، وقال مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك إن كييف ليس لها أي علاقة بهجوم «غريب ولا جدوى منه». وقال بودولياك لوكالة «رويترز»، في بيان، إن روسيا تحاول تقليص إمدادات الأسلحة إلى كييف باللعب على مخاوف الغرب من تصعيد محتمل بسبب هجمات أوكرانية مزعومة على الأراضي الروسية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الهجوم يبدو أنه جزء من سلسلة عمليات سريَّة تسببت في انزعاج مسؤولين في الولايات المتحدة، أكبر مورّد للمعدات العسكرية إلى أوكرانيا. وذكرت أن التقييم الأميركي يستند إلى اتصالات روسية وأوكرانية جرى رصدها. وتابعت: «الولايات المتحدة رصدت محادثات أوكرانية عبّر فيها مسؤولون عن اعتقادهم أن بلدهم مسؤول عن الهجوم، فضلاً عن رصد اتصالات روسية أشارت إلى أنها ليست عملية مزيفة نفذتها موسكو». وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين قالوا إنهم لا يعتقدون أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوقع على جميع العمليات السرية. ونقلت عن المسؤولين قولهم إنه من غير الواضح إلى أي مدى قد يكون على علم بمثل هذه العمليات قبل تنفيذها.واتهمت روسيا أوكرانيا بمحاولة قتل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الهجوم. ونفى زيلينسكي على الفور. وقال الكرملين إن الولايات المتحدة كانت وراء الهجوم وهو ما نفته واشنطن.
٣-الشرق الاوسط….
كيسنجر في عامه الـ100... لا يزال «أستاذاً فريداً» في العلاقات الدولية
أكاديميون ودبلوماسيون يتحدثون لـ«الشرق الأوسط» عن إنجازاته… وإخفاقاته
«عقبى للمائة؟»، لا، بل أكثر، لأن هناك الكثير مما لم يُقَل بعد عن هنري كيسنجر، الذي بلغ عمره 100 عام.طَبَع اسمه في السياسة الخارجية الأميركية، وربما الغربية عموماً، منذ أكثر من نصف قرن، راسماً دبلوماسية أميركية عابرة للحزبين الجمهوري والديمقراطي، وتاركاً أثراً عميقاً لا يزال حيّاً حتى اليوم في السياسات الداخلية للولايات المتحدة.بمناسبة بلوغ هنري كيسنجر عمر 100 عام للرجل المولود في 27 مايو (أيار) 1923، تنظر «الشرق الأوسط» مع عدد من الأكاديميين والدبلوماسيين في هذه المناسبة، إلى جوانب مما يعتبره البعض اختراقات استثنائية في نهج أدى، ضمن أمور أخرى، إلى إنشاء العلاقة مع الصين، وكذلك إلى ابتعاد الأخيرة عن المنظومة الشيوعية التي تدور في فلك الاتحاد السوفياتي، مؤسِّساً مع ذلك لعقيدة التوازن بين القوى الدولية.ثمة من يرى أن صاحب كتاب «الدبلوماسية» وضع بصمته الأهم، وإن بأشكال جدالية، في النزاع العربي - الإسرائيلي، انطلاقاً من محادثات السلام التي أجراها خصوصاً عام 1973 بين كل من إسرائيل من جهة ومصر وسوريا من الجهة الأخرى، تاركاً لبنان لتنهشه وحوش الحرب الأهلية من جهة، وتحت رحمة كل من إسرائيل وسوريا من جهتين أخريين. الندوب الباقية على هذا البلد الصغير منذ عام 1975، تعكس ارتباط اسم هنري كيسنجر بإخفاقات توصف بأنها «مدمّرة» ظهرت في بلدان أخرى مثل تشيلي وفيتنام وقبرص وغيرها. لذلك اتهمه بعض اليسار الأميركي بأنه «مجرم حرب».كما في عمله الأكاديمي من جامعة هارفارد التي تخرج فيها عام 1954 بشهادة الدكتوراه، اعتنق كيسنجر مذهب «السياسة الواقعية» الذي ابتكره الكاتب الألماني لودفيك فون روشو في القرن التاسع عشر لتقديم الاعتبارات والظروف المعينة في العمل السياسي والدبلوماسي، مقدماً إياه على اتباع نهج آيديولوجي ومفاهيم أخلاقية. واستطاع كيسنجر، المولود يهودياً في ألمانيا، قبل أن يلجأ مع عائلته إلى الولايات المتحدة عام 1938 هرباً من حكم النازيين بقيادة أدولف هتلر، ليس فقط أن يدخل عالم السياسة الأميركية، بل أيضاً أن يصير أولاً مستشاراً للأمن القومي عام 1969 ثم وزيراً للخارجية عام 1973 في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، وبقي في منصبه الأخير حتى مطلع عام 1977، في عهد الرئيس جيرالد فورد الذي خلف نيكسون عام 1974 على أثر فضيحة «ووترغيت».على الرغم من كل المآخذ، تقدم هنري كيسنجر إلى صفوف أنصار «السياسة الواقعية» البارزين خلال القرن العشرين، مثل مهندس الحرب الباردة جورج كينان ومهندس إعادة توحيد ألمانيا هانس ديتريش غينشر، بالإضافة إلى سياسيين مثل الرئيس الفرنسي شارل ديغول.
إذا كان كتاب «الدبلوماسية» الذي نشره هنري كيسنجر عام 1994 لا يزال مرجعاً رئيسياً في العلاقات الدولية، فهناك عدد كبير من الكتب التي نشرت خلال العقود الماضية حول شخصية الدبلوماسي الذي أحدث عام 1973 زلزالاً جيوبوليتيكياً في العلاقات الدولية عندما نجحت جهوده لعقد قمة بين الرئيس نيكسون والزعيم الصيني ماو تسي دونغ وأسّس العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، معيداً تعريف عقيدة التوازن النووي مع الاتحاد السوفياتي. وكذلك أحدث تحوّلاً رئيسياً في منطقة الشرق الأوسط عندما قاد الوساطة الأميركية لوقف النار بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من الجهة الأخرى، مما أتاح لاحقاً عقد اتفاقات كامب ديفيد للسلام بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن.رداً على سؤال من «الشرق الأوسط»، أجاب أستاذ التاريخ في جامعة فاندربيلت البروفسور توماس شوارتز في كتابه «هنري كيسنجر وقوة أميركا... سيرة ذاتية سياسية»، بأن «كيسنجر كان مؤثراً بشكل غير عادي على السياسة الخارجية الأميركية»؛ إذ إن كثيرين ممن عملوا معه أو رافقوه، مثل برنت سكوكروفت الذي عمل مستشاراً للأمن القومي في عهدي الرئيسين جيرالد فورد وجورج بوش الأب، ووزير الخارجية سابقاً لورانس إيغلبرغر (في عهد جورج بوش الأب أيضاً)، ووزيرة الخارجية سابقاً كوندوليزا رايس (خلال عهد الرئيس جورج بوش الابن)، وغيرهم ممن «صاغوا مكانة أميركا في العالم بعد فترة طويلة من تولي (كيسنجر) منصب وزير الخارجية».
ولا يزال من اللافت أن كيسنجر بمقاربته الواقعية أو السياسية الواقعية التي «لا تحظى دائماً بشعبية»، دفع حتى الرئيس الأسبق باراك أوباما إلى الادعاء بأنه تعامل مع القضايا الدولية على هذا المنوال.
أوباما «كيسنجري بالممارسة»
سجل هذه الملاحظة أيضاً المؤرخ الأسكوتلندي والأستاذ في جامعة هارفارد البروفسور نيال فيرغسون، الذي ألّف كتاب «كيسنجر 1923 - 1963: المثالي»، بطريقة مختلفة، اعتبر أن أوباما كان «كيسنجرياً بالممارسة» مع أنه «لم يطلب نصيحة كيسنجر بشكل دوري»، على غرار ما يفعله العديد من زعماء العالم، وبينهم الرئيس الصيني شي جينبينغ.ورداً على مسألة وماهية «الكيسنجرية»، يوضح نيال أن «الإجابة التقليدية تساوي كيسنجر بالواقعية»، في إشارة إلى من يحدد السياسة الخارجية لدولة ما في ضوء مصلحتها الوطنية. وهذا ما دفع زميلاً سابقاً لكيسنجر في جامعة هارفارد إلى اعتباره ميكافيلياً صاغ نفسه على غرار بَطَليه المفترضين: رجل الدولة النمساوي كليمنس فون مترنيخ والزعيم البروسي أوتو فون بسمارك، اللذين حملا لواء السياسة الواقعية الأوروبية الكلاسيكية.في الوقت ذاته، رأى الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى لبنان سابقاً تيري رود لارسن أن كيسنجر شخصية «فريدة تماماً في عالم الدبلوماسية المعاصرة» لأنه يعد «أحد أبرز الباحثين عالمياً في العلاقات الدولية والدبلوماسية»، مضيفاً أن «أعماله في هذا المجال بوصفه أكاديمياً رائعة للغاية»، فضلاً عن أنه «الرقم واحد بصفته دبلوماسياً عاملاً في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية».وقال لارسن لـ«الشرق الأوسط» إن كيسنجر «حقق إنجازاً هائلاً»، مشيراً أولاً إلى العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، وثانياً إلى دبلوماسيته في الشرق الأوسط. وأكد أن «أوراق اعتماد (كيسنجر) الأكاديمية، وأوراق اعتماده بصفته دبلوماسياً عاملاً» جعلته «يجمع مزيجاً لا يوجد عند أي شخص آخر كونه الأفضل في المجالين». واغتنم مناسبة بلوغ كيسنجر 100 عام لـ«يشيد به وبخدمته طوال حياته من أجل السلام والأمن الدوليين».يتفق رود لارسن، الذي كان الوسيط الرئيسي في اتفاقات أوسلو لعام 1993 بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تماماً مع وكيل وزارة الخارجية الأميركية سابقاً مارتن إنديك الذي عمل مبعوثاً أميركياً للسلام في الشرق الأوسط، وألّف أخيراً كتاباً بعنوان «هنري كيسنجر، سيد اللعبة وفن دبلوماسية الشرق الأوسط»، واصفاً الكتاب بأنه «رائع».يعرض إنديك في كتابه بشكل شامل ومفصل لما يعتبره البعض «الإنجاز الأكثر حسماً وأهمية» لكيسنجر، الذي انخرط في «دبلوماسية مكوكية»، إثر «حرب تشرين» (حرب يوم الغفران إسرائيلياً) عام 1973، فتوصل إلى ترتيب 3 اتفاقيات لفك ارتباط بين إسرائيل ومصر من جهة، وإسرائيل وسوريا من جهة ثانية. كما ساعد ثالثاً في وضع الأساس لـ«السلام في الشرق الأوسط».كرّس إنديك كتابه لدور كيسنجر الحاسم في الشرق الأوسط، واصفاً إياه بأنه «مفاوض لامع لا يكلّ»، كان «هدفه إقامة توازن ثابت للقوى» في الشرق الأوسط من خلال «التلاعب الماهر بخصومات القوى المتنافسة». غير أن السرديات التأريخية التي اعتمدها مارتن إنديك اعتمدت إلى حد كبير على الأرشيفين الأميركي والإسرائيلي، بالإضافة إلى المقابلات المباشرة له مع كيسنجر وآخرين من أصحاب الشأن. لم تتح له فرصة الوصول إلى الأرشيفين المصري والسوري وغيرهما في المنطقة العربية.وعلى الرغم من أنه عمل مع الرئيسين بيل كلينتون وباراك أوباما وكان ينتقد سياسة الرئيس السابق دونالد ترمب في الشرق الأوسط، قارن إنديك «اتفاقات إبراهيم للتطبيع» بين عدد من الدول العربية وإسرائيل بنجاح كيسنجر في التعامل مع الرئيس السوري حافظ الأسد، مقابل فشل إدارة كلينتون في التوصل إلى معاهدة سلام سورية - إسرائيلية، وكذلك إنجاز كيسنجر في مفاوضات سيناء الثانية، التي أدت إلى أول انسحاب إسرائيلي كبير من الأراضي العربية المحتلة، وعزز ذلك العلاقات الجديدة للولايات المتحدة مع مصر، مقابل إخفاق إدارة أوباما في تسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.يؤكد البروفسور شوارتز لـ«الشرق الأوسط» أن «دور كيسنجر في الشرق الأوسط كان حاسماً للغاية»، معتبراً أن «أحد أهم موروثاته (يتمثل) في وضع الأساس» لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، مما «أزال التهديد الأكبر لوجود إسرائيل وأقام تحالفاً أقوى بكثير (للولايات المتحدة) مع إسرائيل». وذهب أيضاً إلى اعتبار أن «اتفاقات إبراهيم هي أيضاً إرث من نهج كيسنجر».ومع ذلك، يعتقد إنديك أن كيسنجر أضاع فرصة في أوائل عام 1974 لمشاركة العاهل الأردني الملك حسين في عملية السلام، بطريقة تسمح للأردن (بدلاً من منظمة التحرير الفلسطينية) بتمثيل الفلسطينيين. وهو انتقد تردد كيسنجر، إلى حد سمح لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات بالحصول على «دعم عربي رئيسي تمثل بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً» للشعب الفلسطيني، خلال قمة الرباط لعام 1974.يبدو مدير الأمم المتحدة لدى معهد الأزمات الدولية ريتشارد غاون أكثر تشكيكاً بما صنعه كيسنجر، معتبراً أن «العالم الذي حاول صوغه في السبعينات من القرن الماضي ينهار». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «مشاريع الاستراتيجية الكبرى لكيسنجر كانت الانفراجة مع روسيا والانفتاح على الصين»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة عالقة الآن في مواجهة مع القوتين». وقال إنه «بمعنى ما، كان هدف كيسنجر هو انتهاج سياسة واقعية بين القوى العظمى بدلاً من المواجهة الآيديولوجية» لأنه «رأى أن السياسة الواقعية أكثر استقراراً». لكن «نحن الآن في عالم تتلاشى فيه روح الواقعية». واعتبر أيضاً أن «العديد من منتقدي كيسنجر سيتذكرون دوره في أزمات مثل حرب بنغلاديش، عندما غضت واشنطن الطرف عن الفظائع» التي ارتكبت هناك. ومع ذلك عبر غاون عن اعتقاده بأنه «لا يزال في إمكاننا التعلم من إحساسه بالواقعية».كان أستاذ التاريخ والسياسة الدوليين لدى المعهد العالي للسياسات الدولية في سويسرا البروفسور جوسي هانيماكي، أول مَن كتب إعادة تقييم أكاديمية رئيسية لهنري كيسنجر؛ إذ سرد وقائع حقيقية للسياسة الخارجية الأميركية انطلاقاً من نظرة كيسنجر الشخصية للعالم. وصف أولاً تأثير تصورات كيسنجر العلمية للعلاقات الدولية بصفته أستاذاً في جامعة هارفارد، ومنها مفهومه لتوازن القوى بين الدول النووية، فيما يعرف أيضاً بـ«دبلوماسيته الثلاثية» التي تقوم على بناء جسر للسلام مع الصين، ولتقليل خطر الحرب النووية بين القوى العظمى من خلال مفاوضات الحد من هذه الأسلحة مع الاتحاد السوفياتي. وخلص إلى أن انشغال كيسنجر بـ«الدبلوماسية الثلاثية» أضر بالسياسة الخارجية في العالم الثالث، وشوّه سمعة كيسنجر الذي وصفه البعض بأنه «مجرم حرب».
حتى القضايا المعاصرة
يعتقد البعض أنه ما كان لهنري كيسنجر أن يمنح جائزة نوبل للسلام عام 1973، إلا لأنه أراد استخدام ما يسمى «بطاقة الصين» أو «ورقة الصين»، لموازنة قوة الاتحاد السوفياتي، وفقاً لما قاله شوارتز، الذي لاحظ أيضاً أن ذلك حصل «في وقت كانت فيه القوة النسبية لكل منهما مختلفة تماماً عما هي اليوم»، مضيفاً أن «كيسنجر أدرك أن الصين ستضطلع بدور مهم في النظام الدولي».
٤-سكاي نيوز….الأخبار العاجلة
عاجل
تقرير صادم من الاتحاد الإنجليزي: "إدمان من نوع خاص" يهدد مسيرة ثالث هدافي البريميرليغ
l قبل 1 ساعة
بلجيكا تفرج عن الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي
l قبل 1 ساعة
السلطات الروسية تعلن أن طائرتين مسيرتين ألحقتا أضرارا في مبان بمدينة كراسنودار
l قبل 2 ساعة
الرئيس الأوكراني يعلن سقوط قتيل وجرح 15 آخرين في قصف استهدف مستشفى بمدينة دنيبرو
l قبل 3 ساعات
الرئاسة الأوكرانية تعلن عن وقوع إصابات إثر تعرض منشأة طبية في مدينة دنيبرو للقصف
l قبل 4 ساعات
سلسلة انفجارات في مدينة دنيبرو جنوبي أوكرانيا
l قبل 5 ساعات
مكتب التحقيقات الفيدرالي يكشف مؤامرة كانت معدة لقتل الملكة إليزابيث الثانية عام 1983
l قبل 6 ساعات
ليفربول في يوروبا ليغ.. "البطولة الأكثر تعقيدا" من دوري أبطال أوروبا وهذه الأسباب
l قبل 6 ساعات
ميدفيديف: إذا قدم الغرب أسلحة نووية لأوكرانيا سيتعين على روسيا شن ضربة استباقية
l قبل 8 ساعات
منح شركة "نيورالينك" لإيلون ماسك موافقة على تجربة زراعة شريحة في دماغ بشري
l قبل 9 ساعات
هجوم بطائرة مسيرة على كرسنودار الروسية.. وفيديو للانفجارات
l قبل 9 ساعات
فيديوهات لهجوم بطائرة مسيرة على مدينة كراسنودار الروسية
l قبل 9 ساعات
محكوم بالسجن عشرات السنين.. الأمن التونسي يقبض على مطلوب خطير متورط في عمليات هجرة غير قانونية
|قبل ٩ ساعه
الإدراة العسكرية في كييف: سماع دوي انفجارات في العاصمة الأوكرانية
l قبل 10 ساعات
فيلم مصري يحصد جائزة مرموقة في "مهرجان كان" السينمائي
l قبل 11 ساعة
ماذا قال محمد صلاح بعد ضياع حلم ليفربول في اللعب بدوري الأبطال الموسم القادم؟
l قبل 12 ساعة
إعلان مهم من الرئيس الروسي بشأن تسوية أزمة كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان
l قبل 12 ساعة
فيديو يظهر تصدي الدفاع الجوي الروسي لصاروخ أوكراني في مقاطعة روستوف
l قبل 13 ساعة
مكان تواجد ومصير البشير.. سؤال يشغل بال السودانيين مع استمرار العمليات القتالية في البلاد
l قبل 14 ساعة
العراق يواصل استرداد آثاره.. تفاصيل عودة قطعتين من واشنطن
l قبل 14 ساعة
بفوز ثقيل على تشلسي.. مانشستر يونايتد يعود لدوري الأبطال وينهي أحلام ليفربول
l قبل 14 ساعة
لوكاشينكو: روسيا بدأت نقل أسلحة نووية إلى بيلاروسيا
l قبل 15 ساعة
رئيس رابطة الدوري الإسباني مقتنع بإمكانية إيقاف العنصرية خلال ستة أشهر
l قبل 16 ساعة
بفضل الذكاء الاصطناعي.. مضاد حيوي يقتل "البكتيريا الخارقة"
l قبل 18 ساعة
بعد الفيديو الزائف.. كيليتشدار أوغلو يرفع شكوى ضد أردوغان
l قبل 18 ساعة
الخارجية الأميركية: الانتهاكات المحتملة في السودان تضمنت استخدام المدفعية والطائرات الحربية والمسيرات
l قبل 18 ساعة
الخارجية الأميركية: آلية مراقبة وقف إطلاق النار في السودان رصدت انتهاكات محتملة في 24 مايو
l قبل 18 ساعة
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: الدنمارك وهولندا ستوفران مقاتلات "إف-16" للتدريب
l قبل 19 ساعة
رئيس الأركان الأميركي مارك ميلي: بوتين خطط لانتصار سريع في أوكرانيا ومُني بهزيمة كبيرة
مع تحيات مجلة الكاردينيا