العراق: خسائر لمطار السليمانية بسبب الحظر التركي
العربي الجديد:كشف مدير مطار السليمانية الدولي، في إقليم كردستان شمالي العراق هندرين هيوا، في حديث مع "العربي الجديد"، عن خسائر مالية كبيرة جراء استمرار الحظر الجوي التركي على المطار مؤكدا أنه مستمر لغاية الآن.
وقال هيوا في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" إن "رحلات الطيران من السليمانية إلى مختلف دول العالم مستمرة، باستثناء الخطوط الجوية التركية وكذلك إلى مطارات تركيا.
وأضاف أنه "يتم نقل السياح والمسافرين إلى أوروبا ودول العالم الأخرى، في طريق الترانزيت من السليمانية إلى عمان ودبي والدوحة حيث يمكنهم الذهاب من وإلى جميع البلدان".
وأكد أن "القرار التركي نجم عنه خفض أكثر من 100 رحلة جوية شهرياً، ما يعني أن الرحلات انخفضت ما بين 35 إلى 40 بالمئة من رحلات المطار شهريا".
وأشار إلى أن، هناك خسائر مالية كبيرة نجمت عن توقف الرحلات الجوية من مطار السليمانية إلى تركيا، ولا يوجد أي قرار جديد بخصوص استئناف موعد الرحلات مجدداً.
وأكدت وزارة الخارجية التركية، في بيان سابق، أن قرار تعليق الرحلات جاء بسبب تكثيف أنشطة حزب العمال الكردستاني في مدينة السليمانية، وتغلغل الحزب في مطار السليمانية، مما يؤدي إلى تهديد أمن الطيران، وفق البيان.
وكان مطار السليمانية يستقبل قبل القرار التركي، رحلتين تركيتين يوميا، وهناك الرحلات الذاهبة باتجاه تركيا ورحلات "الترانزيت" وغيرها، ما يجعل قرار تعليق الرحلات جانبا اقتصاديا، إذ ستسجل خسائر مالية كبيرة نتيجة له.
وأكد الخبير الاقتصادي وأستاذ المال في إقليم كردستان سرهنك حسين، إلى أن إيقاف الرحلات الجوية من مطار السليمانية إلى تركيا وأوروبا، أتى بخسائر مالية فاقت 30 مليون دولار.
وأوضح في حديثه لـ "العربي الجديد" أن "القضية لا تقتصر على الخسائر المالية والاقتصادية فقط، بل فيها جوانب اجتماعية، كون المسافر الأجنبي يضطر للسفر عن طريق الترانزيت حتى يصل إلى السليمانية".
وأوضح أن "استمرار الحظر التركي لفترة أطول، سيحمل الإقليم المزيد من الخسائر ويقلل فرص الاستثمار، كونه سيعطي انطباعاً بعدم وجود استقرار أمني واقتصادي داخل المدينة".
والسليمانية هي ثاني أكبر المدن في إقليم كردستان، ويسيطر عليها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل الطالباني.
وتتهم السلطات التركية الاتحاد الوطني بالتعاون مع مسلحي حزب العمال الكردستاني، وتؤكد أن، الحزب يمتلك مقرات عديدة داخل الحدود الإدارية لمحافظة السليمانية وضواحيها.
لكن النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني في برلمان إقليم كردستان عثمان كريم، ينفي وجود تعاون بين حزبه وعناصر حزب العمال الكردستاني.
ولفت إلى أن "هناك جهة سياسية كردية تعمل على إيصال معلومات مغلوطة إلى الجانب التركي بخصوص الأوضاع في السليمانية، والحقيقة أن جميع مقرات حزب العمال الكردستاني والمنظمات التابعة له أغلقت في المدينة منذ عام 2019".
وأضاف أنه "ننتظر من الحكومة العراقية أن تأخذ ملف مطار السليمانية بجدية، كون المطار يخضع لسلطة الطيران المدني، وهو ملف سيادي، كون إيقاف الرحلات الجوية له تأثيره على مواطني الإقليم والعراق بشكل عام".
وشهدت محافظة السليمانية شمالي العراق، منتصف الشهر الفائت، تحطم مروحية تقل عناصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، والتي كانت في طريقها إلى الحسكة قادمة من السليمانية.
وتعرض مطار السليمانية في إبريل/ نيسان الماضي للقصف، نتيجة وجود زعيم قوات سورية الديمقراطية "قسد" في المدينة واجتماعه مع وفد من التحالف الدولي.
وتعهد نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد الطالباني، في زيارة سابقة غير معلنة إلى العاصمة التركية أنقرة، بالعمل على إغلاق جميع مقرات حزب العمال الكردستاني داخل مدينة السليمانية.
ويؤكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني إدريس شعبان، أن نتائج الانتخابات الرئاسية في تركيا، وفوز الرئيس رجب طيب أردوغان بولاية جديدة، ستحمل متغيرات عديدة في إقليم كردستان والعراق.
ويضيف شعبان في حديثه لـ "العربي الجديد" أن "الحظر على مطار السليمانية سيرفع، ولكن السلطات التركية تريد من الاتحاد الوطني ضمانات، بعدم استخدام المطار لأنشطة مشبوهة من قبل حزب العمال الكردستاني أو قوات سورية الديمقراطية "قسد".
ولفت إلى أن "إلغاء تظاهرة سابقة لأنصار حزب العمال في السليمانية، كان خطوة إيجابية، ولكن تركيا تنتظر المزيد من الضمانات والخطوات، بهدف رفع الحظر عن المطار، وإعادة الحركة الجوية، وهذا الأمر سيكون بشروط".