قطار هيفاء وهبي السريع
عبدالكريم إبراهيم
قطار هيفاء وهبي السريع
يُعرف عن العراقيين تندرهم، واستطاعتهم أن يضعوا الاشياء في نصابها، وقد بغلت بهم الطرافة ان يسبغوا على الأحداث المعاصرة بعداً فيه نوعاً من الدعابة والنقد معا.
تعد السيارات من أكثر وسائل جذب للعراقيين، فهم عادةً ما يطلقون عليها اسماءً تقربهم من الواقع، من خلال ايجاد علاقة بين شكل السيارة الخارجي بالمشبه به. مثلا فنهاك سيارة اسمها اوباما، ورأس الثور، والفراشة ،والبطة، والشيطان ..الخ. ولعل لجمال السيارة وسرعتها وفخامتها محط اهتمام، لاسيما باعة السيارات الذين يريدون أن يحببوا الناس في نوعٍ معينٍ من باب الدلع والمبالغة في المديح. بما أن النساء أكثر ما يميّزهن الانوثة والغناجة، لذا أخذنَ حصة الأسد فأقترن اسماءهن بالسيارات الحديثة التي يسلب العقول وقبل القلب كما تفعل بعض النساء. ولعل الفنانات هن أكثر من غيرهن حظوظاً في ان يكون لهن النصيب الكبير في معادلة الجمال هذه. فأطلق العراقيون على سيارة (توتويا لانكروزر) ليلى عليوي، ومونيكا صاحب الرئيس الامريكي الأسبق كلنتون. ولعل لجمال تلك السيدتين الفتان هو من أغرى في ايجاد علاقة التشابه هذه. ولكن السؤال يطرح نفسه لماذا غابت هيفاء وهبي عن معركة أسماء السيارات؟ برغم أنها تملك كل المقومات والمؤهلات التي تجعل أحدث سيارة تقترن باسمها، ولاسيما هي تطل علينا كل يوم بشكل جذاب يسلب افئدة الرجال، ويزيد من غيرة النساء. وهذا لايعني أن هيفاء وهبي مطربة جيدة، بل هي لمْ إلى هذه الدرجة، ويمكن القول أنها مؤدية بسيطة ذات مساحة صوتية محدودة. مع كل هذا تستطيع هذه المرأة تقلب المسرح وتثير الضجة، وهي تتمايل يميناً ويساراً. المتابعون لا يهمهم ماذا تقول، حيث عوضتْ محدودية الصوت والاداء بسلاحٍ خطرٍ لايمكن الاستهانة به هو جمالها الأخاذ الذي يكاد يقفز من خلف الثياب.
السؤال لماذا لمْ تسجل باسم هذه المرأة الفاتنة اي سيارة حتى الآن. ربما ينتظر العراقيون أن تدخل وسائل نقل اكثر سرعة وجاذبية كي يعطوا هيفاء وهبي حقها ،لأنهم فيما يبدو لمْ يجدوا بعد تلك الوسيلة الخارق كي يطلقوا عليها اسم يقترن بجمال واناقة هذه الفنانة، لاسيما ان الذاكرة الشعبية العراقية لم ترك شيئاً ألا خاضت فيه من باب الملاطفة والمؤانسة، وليس من باب النقد والانتقاص من عملٍ أو موهبة معينة.