عقدة الخواجا
أ.د. سلمان حمادي الجبوري
[size=32]عقدة الخواجا[/size]
"عايبه في بيتها ونادرة عند الجيران" ذلك مثل يقال عن المرأة المقصرة في بيتها لكنها شاطرة في خدمة جيرانها.
حضرت في عام 1984 مؤتمرا علميا نظمته المنظمة العربية للتنمية الزراعية في مقرها في الخرطوم في السودان وكان خط سير عودتنا يمر في جدة في السعودية على ان نبقى فيها لمدة يومين ثم بعدها نواصل الرحلة الى بغداد ، وكان على متن الطائرة أيضا مسافرون أجانب واثناء الدخول الى صالة تفتيش الجوازات اوقفونا لمدة ليست بالقصيرة بدعوى اننا قادمون من بلد موبؤ في حين سمح للمسافرين الأجانب القادمين من نفس البلد بالدخول ، عندها سألت زميلي المصري الذي كان هو أيضا مشاركا في نفس المؤتمر عن السبب في حين اننا والمسافرين الأجانب قادمون من نفس البلد فرد علي قائلا انها عقدة الخواجا. تذكرت تلك الحادثة وانا استمع الى انباء انعقاد موتمر حول أوكرانيا برعاية سعودية وقبلها مؤتمرات عدة تملقا لاميركا فحضرني المثل أعلاه فوجدت تشابها تاما بين سلوك السعودية وسلوك هذا النوع من النساء. فالسعودية مهتمة بحل المشاكل التي تخدم الولايات المتحدة او المشاكل غيرالعربية وكأن العرب انتهت مشاكلهم فاليمن عاد سعيدا والشام تنام هانئة والعراق يزخر بالأمان ولبنان عاد سويسرا الشرق وفلسطين حلت قضيتها والسودان قد تعانق متقاتلوه ونام شعبه بأمان. وأن ايران قد بسطت يدها وقد تأخت مع جيرانها العرب.
ان السعودية تريد ان تلعب دورا لم تتقنه وما اجادت به قطعا، فهي تريد ان تلعب دور من يريد ان يكون سيد جماعته او شيخا عليهم رغم انه لايمتلك من سمات القيادة او المشيخة شيء ولذلك تراه لايثبت على امر او لم ينجح في اقناع من هم بمعيته بقدرته على أداء ذلك الدور الذي يروم الاضطلاع به.
ان الأدلة كثيرة على محاولة القيادة السعودية تقمص دور الأخ الكبيربين امته او اللاعب المتمكن في المجتمع الدولي والتي باءت جميعها بالفشل. فهي تبدأ بلعب دور ما وعندما تجد نفسها غير قادرة على النجاح فيه تتركه وتذهب للعب دور اخر . وما نتائج التحالف الذي انشأته لنصرة الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد او التحالف الذي انشأته في حرب اليمن ضد الحوثيين والتي باءت جميعها بالفشل ان لم تزد الطين بلة بعيدة عن الاذهان.
كما لم يكن دورها لرأب الصدع بين الفصيلين المتقاتلين في السودان الا محاولة للظهور بدور الوسيط النزيه في حين انها تلعب ذلك الدور ليس حبا في سواد عيون السودانيون وانما خدمة لاميركا.
هذا عدى عن تلك الأدوار الخبيثة التي لعبتها السعودية في مشكلة العراق والكويت وغيرها الكثير.
لن اقول الا ما قاله دريد لحام على الهاتف لابيه المتوفي " ابي ما ناقصنا شئ الا شوية كرامة" بل وازيد عليه نحن بحاجة الى صدق النوايا والمسعى.