الحشد الشعبي يقطع طريق عودة حزب بارزاني إلى كركوك
الحشد الشعبي لا يريد منافسا على كركوك
العرب/كركوك (العراق) - يعمل الحشد الشعبي على تجييش الشارع في محافظة كركوك، لقطع الطريق أمام عودة الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى المحافظة، الواقعة في شمال العراق، واستلام مبانيه القديمة.
وتشهد مدينة كركوك مظاهرات منذ أيام يقودها الحشد الموالي لإيران بمشاركة قوى تركمانية وعربية، تخللتها عمليات قطع الطريق الرئيسي الرابط بين أربيل وكركوك، إلى جانب الاعتصام أمام مبنى قيادة العمليات المشتركة التابعة للجيش، والذي من المفترض أن يكون من ضمن المباني التي سيجري تسليمها إلى الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه مسعود بارزاني.
ووصف نشطاء مدنيون عملية التجييش الحاصلة بغير القانونية، مؤكدين أن من “حق الحزب الديمقراطي الكردستاني قانونيا ودستوريا ممارسة نشاطه السياسي في كركوك”.
وقالت الناشطة والمستشارة القانونية آهنك أنور، في تصريحات لشبكة “روداوو” الكردية، إن “ممارسة الحزب الديمقراطي الكردستاني لنشاطه السياسي في كركوك حق دستوري، كما تمارس بقية الأحزاب هذا الحق في المحافظة وفي بقية المحافظات العراقية”.
ويستعد الحزب الديمقراطي لاستعادة مقراته في كركوك وإعادة فتحها من جديد قبل الانتخابات المحلية، وذلك بعد اتفاق مع الحكومة الاتحادية التي يرأسها محمد شياع السوداني.
ويملك الحزب الديمقراطي 33 مقرا في كركوك، وتم إخلاء معظمها، إبان عملية طرده من المدينة قبل نحو سبع سنوات على خلفية استفتاء الاستقلال.
وتعد كركوك الغنية بالنفط، والتي يسكنها خليط من الأكراد والتركمان والعرب والمسيحيين، واحدة من أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.
وطبقا للمادة 140 في الدستور الذي أقر عام 2005، كان يفترض البت في مستقبل كركوك على ثلاث مراحل تبدأ بالتطبيع ثم الإحصاء على أن يتبع ذلك استفتاء محلي بشأن عائديتها، لكن الأمر ظل مجمدا لدواع سياسية.
وشن الجيش العراقي بمشاركة عناصر الحشد الشعبي في السادس عشر من أكتوبر 2017، حملة عسكرية على كركوك وباقي الأراضي المتنازع عليها التي كانت تحت سيطرة البيشمركة الكردية، بعد إجراء إقليم كردستان لاستفتاء الاستقلال.
وكانت قضية استعادة الحزب الديمقراطي لمقراته في كركوك حاضرة في الاتفاق الذي جرى إبرامه مع الإطار التنسيقي الشيعي لإنهاء الأزمة السياسية التي شهدها العراق لأكثر من عام، عقب انتخابات تشريعية عقدت في العام 2021.
وتثير الاحتجاجات الحالية مخاوف الحزب الديمقراطي من عرقلة عودته إلى المحافظة، الأمر الذي قد ينعكس على حظوظه الانتخابية في المحافظة، وهو ما يعمل عليه على ما يبدو الحشد الشعبي.
ولأول مرة منذ العام 2005 سيتم إجراء انتخابات مجالس المحافظات في كركوك، حيث عرف العراق منذ عام 2003 ثلاثة انتخابات محلية، كانت الأولى عام 2005، تلتها انتخابات عام 2009، ثم انتخابات عام 2013، غير أن محافظة كركوك لم تشهد إلا دورة انتخابية واحدة.
ومن المقرر إجراء انتخابات مجالس المحافظات في الثامن عشر من ديسمبر في 15 محافظة باستثناء إقليم كردستان، ويحق لحوالي 15 مليون عراقي التصويت في هذه الانتخابات.
ويتطلع الحزب الديمقراطي إلى تحقيق إنجاز انتخابي في كركوك، يخول له السيطرة على مجلسها المحلي، وبالتالي التدخل في عملية اختيار حكومتها المحلية.