عبد السلام محمد عارف اول رئيس في العراق الجمهوري ما ..سمعت وقرأت عنه
أمير الرشيد
عبد السلام محمد عارف اول رئيس في العراق الجمهوري ما ..سمعت وقرأت عنه
الرئيس عبد السلام عارف كما هو معروف عنه متدين بدون تزمت ولا يرتاد النوادي باستثناء النادي العسكري او نادي الضباط كما هو متعارف عليه ولا يشرب اي مشروب كحولي بعكس العديد من اصدقائه وزملائه الضباط الا ان كان يجالس مجالس الشرب في النادي مع اصدقائة ويكتفي بان يطلب صحن من المقبلات مع ملعقة ليتناولها ببطء لحين موعد العشاء مع اولئك الاصدقاء.. المعروف عنه الجرأة التي يتحلى بها في تنفيذ اي عمل ( مشروع ) في حساباته واعتقداه بجرأة وشجاعة تكاد تكون منقطعة النظير
ويبدو ( حسب رائي) ان عبد الكريم قاسم راى فيه تلك الصفات الجريئة والاقتحامية لضمه الى جانبه لحين الموعد المرتقب لااسقاط النظام الملكي ولعل ذلك لم ينكره الزعيم ( قاسم ) حينما كانو في البيت يلحون عليه بالزواج مرارا وتكرارا وانهاها معهم بقوله ..(اكو شغلة عندي في ذهني ضروري ان اقوم قبل الزواج) ! وتمر الايام وحتى بضع سنوات يقوى عرى الصداقة بين الضابطين ( قاسم وعارف )ويجري بناء التكتلات بين الضباط التي تؤدي الى تنظيم (الضباط الاحرار) وفق مفهوم وتقليد ماجرى في مصر عام 1952 بالاطاحة بالنظام الملكي وتاسيس الجمهورية على يد الثلاثة (محمد نجيب ،جمال عبد الناصر ، عبد الحكيم عامر) الاول برتبة لواء وجيىء به لارضاء العسكر من ذوي الرتب الكبيرة والمتقدمة وحينها كان عبد الناصر برتبة مقدم ( بكباشي ) وعامر كان برتبة رائد ( صاغ ) وبالعودة الى الموضوع العراقي واختير عبد الكريم قاسم رئيسا للجنة العليا للضباط الاحرار حسب رتبته المتقدمة على الاخرين وثانيا اصرار ( عارف )بتراس ( قاسم ) هيئة الضباط الاحرار وقال عارف حينه الى الضباط الحاضرين في الاجتماع قائلا ..( اذا ما توافقون على ذلك فهذا حدنا وياكم ) ! وهكذا بالنتيجة اصبح الزعيم قاسم رئيسا لكتلة الضباط الاحرار " اللجنة العليا "ولاحاجة لذكر التحضيرات والاجراءت التي بدأها الاثنان بالعمل الجاد من اجلها وتم تهيئة وخزن اعداد كثيرة من الذخيرة والاطلاقات مستغلين مبارات او تمرينات ( الرمي السنوي ) لاعدادها وتجهيز الجنود بها ليوم التنفيذ لان تحركات اية قوة عسكرية يكون الجنود غير مسلحين الا عند وصولهم الى قرب المكان والهدف المعينين واقتربت الايام وهما ينتظران بامرحركة للقطعات الى مكان معين او في فكرهما للقيام بمناورة عسكرية او المشاركة مع قطعات اردنية معا بفضل قيام ( الاتحاد العربي ) بينهما حسب ما فكر به القائدان وجائت مطابقة لتوقعاتهم حيث تقرر ارسال لوائين من الجيش العراقي من الجيش الى الاردن لحماية وضع وعرش الملك ( حسين ) بالاضافة الى قيامهم بمناورات مشتركة مع الجيش الاردني بعد الاضطرابات التي حصلت في لبنان اثر عزم رئيسها ( كميل شمعون ) لترشيح نفسه لولاية اخرى وحصل قتال في الشوارع في بعض المناطق ومنها ( بيروت ) ولحرص النظام الملكي العراقي على حماية النظام الملكي الاردني وعلاقة الاردن المتوترة مع ( عبد الناصر) العضو الاخر في الاتحاد الهاشمي وابعاد الخطر عنه من سوريا التي كانت مندمجة في الوحدة الاندماجية مع مصر عبد الناصر وحسب الاجرائات التعبوية تحضر اللوائين العشرون بقيادة الزعيم الركن ( احمد حقي محمد علي ) الذي لايعلم شيئا عن حركة الضباط الاحرار وقرارهم ب القضاء على الملكية في العراق واللوء الاخر وهو اللواء 19 الذي امره الزعيم الركن (عبد الكريم قاسم) فبدا اللواء ال20 بالحركة على ان يتبعه اللواء 19 في نفس اليوم ويمران بالقرب من ( قصر الرحاب ) الملكي في طريقهم الى الفلوجة – الرمادي – الرطبة ثم الاراضي الاردنية وتمكن عبد السلام من خداع امره واقتعه بان يسق هو اللواء وينتظرهم في الفلوجة حرصا منه على راحته وفعلا ترك آمر اللواء المكان وغادر متوجها الى الفلوجة بسيارته العسكرية اضافة الى مرافقته بسيارة اخرى تسمى سيارة اللاسلكي لكي يكون على صلة بقطعات لوائه ..وهكذا تخلص عبد السلام بذكاء من عقبة مهمة في طريقة واصبح آمر الفوج آمرا للواء لبضع ساعات ولما كان الفوج الاخر والذي كان آمره العقيد او المقدم ( عبداللطيف الدراجي ) وهو صديق لعبد السلام عارف والمنظم معه الى هيئة الضباط الاحرار ولكن بقية عقبة اخرى في طريقه وهو آمر الفوج الثالث حيث توقف الرتل قرب ( خان بني سعد ) بامر من عارف بحجة ما !، ارسل على امر الفوج ليعرف موقفه من ( الثورة ) المزمع القيام بها وهي قد قامت فعلا على يد عبد السلام وجاء امر الفوج المذكور وهو العقيد الركن ( ياسين محمد رؤوف ) وتنحى به جانبا واضفى اليه عبد السلام بنيتهم المقررة والتي بدأوا بتنفيذها فطلب منه عارف الانضمام الى الثورة الاان الضابط المذكور غضب بشده وهاج وقال انه لايمكن ان ينظم معهم بل ويمنعهم من ذلك وكان عارف قد تنبه لهذا الموقف منه متخذا الاجراءات الواجبة الفورية حيث هجم عليه وبيده العصا و ضربه عدة ضربات وفي نفس الوقت اشار الى اثنين او ثلاثة من ضباط الصف الذين سيطروا عليه وشدواوثاقه وادخلوه الى سيارة اللاسلكي للفوج حسب امر عبد السلام واكملو المسير نحو بغداد واصبح ( عارف ) على راس اللواء يقودهم نحو الثورة.
وفي مدخل بغداد وزع الواجبات كالتالي النقيب ( منذر سليم ) على راس سريةمن الجنود وانذار الحرس الملكي بالاستسلام بعد محاصرة قصر الرحاب والنقيب ( بهجت ....)الى دار نوري السعيد للقبض عليه وهو على راس سرية الى دار الاذاعة وكلف ضابط اخر على راس ( فصيل ) للسيطرة على مركز الاتصالات ( التليفونات ) في منطقة ( السنك ) في شارع الرشيد ولعل شهادة هذا الضابط الذي كان برتبة ( م.اول ) يلقي الضوء على ما حصل في تلك الساعة في بغداد فيقول الضابط ..(( بعد سيطرتنا على مركز الاتصالات استدعيت المهندس الخافر وعندا حضر وهو متشنج برفقة جنودي المسلحين طلبت من بصيغة الامر بان يغلق الاتصالات في المركز والبدلات ويعزل بغداد عن العراق والعالم الخارجي الا المهندس رفض لك وقال انه امر خطير ولا يجوز عندها قلت له ان لدي أمر من( قائد الثورة ) بذلك وقتل من يقف في طريقنا نحن الثوار ! اذا لم تنصاع الى اوامرنا فاشرت الى اثنان من الجنود بصوت مسموع باخراجه خارج الغرفة واعدامه باطلاق النار عليه وعندها احس ان الامر جدي فارتعب وسوف يرمونه الجنود فصاح نعم سانفذ ماتريدون وهكذا وظل هذا الضابط ينتظر اذاعة اعلان الجمهورية من الاذاعة التي اصبحت مقرا مؤقتا للعقيد الركن عبد السلام عارف حيث حضرت المذيعة وكانت مفاتيح الباب الداخلي للاذاعة موجودة تحت سنديانة للزهور مثلما تفعلن ربات البيوت في الزمن الماضى ويخفون المفتاح الاحتياطي للبيت في مثل هذه الامكنة ! !..وبعد السيطرة على شبكة الهواتف وقطع كل الاتصالات من واليها واصبحت الهواتف صماء !..وبعد افتتاح الاذاعة صباح كل في الموعد المقرر..
بدأ عبد السلام عارف بقراءة البيان الاول بحماس عال وبعدها اخذ ينادي جماهير الشعب بالخروج الى الشوارع ومؤازرة جيشهم الوطني عارف بندائاته المتكررة بعد فترة لاتتجاوز الربع او نصف الساعة الا ورايت منظرا لا يمكن ان انساه مطلقا لم ولن يحصل في بغداد مرة اخرى اذ شاهدت موجات من البشر كالطوفان في الشارع لا ادري من اين جاءوا والمنطقة لم تكن سكنية بالكامل وهي منطقة تجارية ببعض اقسامها اذ رايت الناس مبتهجين ويهتفون ومعهم حتى الصبية والكل يسيرون باتجاه الجسر المؤدي الى الصالحية حيث الاذاعة او باتجاه الباب المعظم حيث وزارة الدفاع ويهرولون ويصيحون بحناجرهم تاييدا و فرحا بالثورة وادركت ساعتها او لحظتها ان (الثورة ) قد نجحت حتى قبل ان يسقط ( قصر الرحاب ) ويقضى على ( نوري السعيد ) وما من قوة على الارض ان توقف هذا المد الجماهيري الغاضب من جهة والفرح من جهة اخرى)) ..وكانت الجماهير و معهم (الغوغاء ) والناقمين على العهد الملكي وفق المبادىء السياسية والعاطفية التي يؤمنون بها وان النظام الملكي سيكون خلال الساعة القادمة سيصبح او اصبح في خبر ( كان ) ! ويقول عالم الاجتماع العراقي " علي الوردي " (( انه لو قدر لهذه الحركة او الانقلاب ان تفشل فان نفس هذه الجماهير كانت ستهجم على قادة الانقلاب ويسحلون جثثهم في الشوارع )) ! وهكذا استتب الامر لقادة الانقلاب و وصل عبد الكريم قاسم في حوالي الساعة الحادية عشر الى بغداد ودخل مبنى وزارة الدفاع واستقرفيها كونه قد اصبح القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء و وزير الدفاع وبدأ عهد جديد في العراق الجمهوري ،.. واقول اذا كان عبد الكريم قاسم قائد الثورة فان عبد السلام عارف هو مفجرها والجماهير الناقمة على العهد الملكي والمؤيدة للنظام الجمهوري فهي (القنبلة الموقوتة) التي فجرها عبد السلام عارف ! التي انفجرت بوجه النظام الملكي صبيحة 14 تموز انتشرت شضايها الى مختلف ارجاء العراق بالتأييد .. وبعد استقرار الوضع في بغداد والمدن العراقية ( نسبيا ) سافر عبد السلام عارف الذي اصبح نائبا للقائد العام ولرئيس الوزراء و وزيرا للداخلية الى ( دمشق ) للالتقاء مع الرئيس عبد الناصر الذه هو الاخر وصل الى دمشق التي اصبحت الاقليم الشمالي للوحدة وهناك واثناء الاجتماع مع ( عبد الناصر ) جرى فيه مختلف الاحاديث بقضية الساعة وتطرق الرئيس عبد الناصر وذكر احد الاسماء لشخصية عراقية فاجابه ( عارف ) بتهوره المعروف قائلا ..(شنو هذا ؟! الطلقة بعشرين فلس) وهنا استاء الوزير الجمهوري ( محمد صديق شنشل )السياسي المعروف واحد اعضاء وزراء حكومة الثورة الذي انزعج من هذا الكلام وبان على وجه عبد الناصر نفس العلامة ( حسب رواية شنشل ) ولنستمر مع عبد السلام عارف وافول نجمه لدى عبد الكريم قاسم والسياسيين والعسكريين العراقيين اليساريين فاصدر الزعيم قراره باعفاء عارف من منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة وثم تطورت الاوضاع سريعا بالضد من توجهات عارف العروبية فتقرر وبدفع من الضباط والسياسيين الشيوعيين المحيطين ب قاسم ان اصدرالزعيم قاسم قرارا باعفاء عارف من جميع مناصبه و ابعاده بتعيينه سفيرا للعراق في ( بون ) بالمانيا الغربية وجاء عارف الى مكتب الزعيم قاسم محتجا لابعاده عن العراق وبعد جدال قصير معه اخرج عارف ( مسدسه ) وفي نفس اللحظة قام الضابط ( فؤاد عارف ) بحركة سريعة من الامساك بيد عارف الممسكة بالمسدس وطرحه ارضا في مكتب الزعيم وانتزع المسدس من يده وهنا قال عارف انه لم يقصد قتله وانما كان يريد الانتحار فرد عليه قاسم ..( ليش ماتنتحر في بيتك وتجي اهنا تنتحر) ؟! على اي حال تغاضى الزعيم عن هذا الحدث ووعد عارف انه سيغادر الى مقر عمله في المانيا الغربية ولكن بعد مضي اسبوعين عاد عبد السلام الى العراق ( خفية ) على متن الطائرة العراقين ولم يخبر الزعيم بعودته تلك..
فامر الزعيم باعتقاله وتقديمه الى المحكمة العسكرية العليا الخاصة برئاسة العقيد فاضل عباس المهداوي حيث صدر عليه الحكم بالاعدام الا ان الحكم لم ينفذ به واخيرا قرر الزعيم اطلاق سراحه مع اطلاق سراح جميع السجناء والمحكومين من اقطاب العهد الملكي وتقدم عارف فيما بعد بطلب على سفره الى الديار المقدسة مع والده فتمت الموافقة وسافر وثم عاد وفي المذكرات المنسوبة اليه عام 1966 التي طبعت بعد وفاته في يقول عارف ان عبد الكريم قاسم كان ياتي احيانا الى قرب زنزانته المسجون فيها بدائرة الانضباط العسكري كان يقترب من شباك غرفة السجن ويتطلع اليه وكان هو لايديره اي اهتمام و يتعمد الانشغال بالصلاة او قراءة القرأن وان عبد الكريم كان ينتظر منه التماسا الا انه لم يفعل والحقيقة طبعا غير ذلك والامر معكوس تماما..
فيقول الضابط القومي الناصري ( صبحي عبد الحميد )..(( انه بعد اعدام عبد الكريم قاسم كلفت الذهاب الى مقر ومكتب ( عبد الكريم قاسم ) لاجراء عملية جرد بمحتويات المكتب وتثبيت ذلك على الورق لكوني سبق وان عملت مديرا لمكتبه في الاشهر الاولى لانقلاب تموز 1958 وعند فتحي لاحدى الخزانات الخشبية وجدت بعض الاوراق والاضابير وواثناء تدقيقي تفحصت هذه الاضابير و جدت فيها اربعة او خمسة رسائل استرحام في كل المناسبات الدينية والوطنية ارسلها عبد السلام الى عبد الكريم قاسم يرجو فيها اطلاق سراحه لينظم الى عائلته وينقذ والده من الحالة السيئة التي يعيشها ويعاني منها بسبب سجن ولده ( عارف ) والشىء اللافت ان عارف كان يعنون رسائله تلك الى الزعيم بعبارة ..سيدي الزعيم والاخ الاكبر او قائدي سيادة الزعيم ويدرج في بعضها عبارات دينية مستوحاة من القرأن الكريم او الاحاديث النبوية من قبيل انت بمنزلة هارون من موسى ، وغير ذلك... فحرت ماذا افعل بهذه الرسائل ونصحني الاخ العقيد الركن ( محمد مجيد ) ان اضع تلك الرسائل في ظرف خاص واغلقها واعطيها باليد الى عبد السلام عارف واقول له انها اوراق تخصك ولم يطلع اليها احد )) ! وفي مجال اخر يقول الشيخ ( مصلح النقشبندي ) وزير العدل ان وزارته اصدرت قرارا بتعيين حكام ( قضاة ) وفق الشروط المعلنة زائدا المقابلة الشخصية للمتقدمين من قبل كبار القضاة مع امتحان تحريري وانه ذهب الى الرئيس في داره في مساء احد الايام وقدم له قائمة باسماء المرشحين لتولي القضاء بعد اجتيازهم للاختبار ونجاحهم والمطلوب منه ان يوقع في اسفل القائمة ليصدر المرسوم الجمهوري تبعا لذلك وبعد اطلاع الرئيس على اسماء الاشخاص وضع علامة (× ) امام احد الاسماء فقط فلما ناوله الرئيس القائمة لاحظ الوزير ان تلك العلامة والتي تعني " الرفض " وضعها امام اسم ( صباح محمد عارف ) الذي كان يعمل بوظيفة ( محقق عدلي ) والوزير ذكر له ان اخاكم .. يستحق ان يشغل منصب ( حاكم ) لتوفر الشروط فيه كما نجح في الاختبارين التحريري والمقابلة الشخصية التي اجريت له من قبل مجموعة من كبار القضاة المعروفين ..فاجابه الرئيس عارف ..( نعم انت تقول ذلك وانا اقوله ايضا ولكن المواطن العادي لا يقول هذا الكلام ..فكيف بالعدو او المعارض السياسي ) ؟! .. يروى ايضا عن الرئيس عارف انه في احد الايام لااعرف ان كان قبل انقلاب 14 تموز او بعده حصل له بعض المشاكل البسيطة مع السيدة زوجته وتركت الدار وذهبت لبيت والدها وفي المساء ذهب الى بيت ( حماه ) وقال له ..(( عمي، انا اذا عندي دبابتين او ثلاثة استطيع ان اقوم بانقلاب عسكري وانجح فيه فكيف لا استطيع ارجاع زوجتي الى بيتها او بيت الطاعة ! فضحك الجميع وكان له مايريده وعلى الاكثر سمعت السيدة ( ام أحمد ) ذلك الحوار فاعجبتها كلمات زوجها وعادت الى بيتها والى زوجها واولادهم ويقال انه في مساء يوم 14 تموز عاد الى بيته لتبديل ملابسه وكانت زوجته كان مستائة وحزينة من مقتل افراد العائلة الملكية رجالهم ونسائهم وقالت لزوجها ..( انتو ما خفتوا من الله قتلتم الملك فيصل الطفل ونساء العائلة الملكية ) !... وفي ذاكرة اخري يقول المقدم الركن ( صبحي عبد الحميد ) الذي تسنم منصب وزير الخارجية وفي احد الايام وبعدانتهاء احدى جلسات مجلس الوزراء ومغادرتهم للقصر طلب من ( صبحي ) عدم المغادرة لانه يريد ان يناقش معه بعض المسائل وفعلا وهو جالس في غرفة او مكتب الرئيس وبعد الانتهاء قال له يا ( ابو احمد ) ان هذا البدلة ( جاكيت وبنطلون ) النيلي فيها ( بريق ولمعان) وهي لاتناسب لا عمرك ولا منصبك عندها وبدون اية مناقشة ضغط الرئيس على زر الجرس وطلب خادمه الخاص وعندما حضر قال له عندما اغادر الى البيت الان ترافقني لاسلمك هذه البدلة التي ارتديها لتكون هدية مني اليك ! وفي حالة اخرى حول عدم تحفظه وعفويته في الكلام زار مع وزير الدفاع احدى التشكيلات العسكرية وهم يهمون بالمغادرة الى ( الشمال – كردستان ) و بدأ بارتجال خطاب قصير ليرفع من معنوياتهم وكلما ارد الانتقال الى فقرة اخرى من خطابه كان احد الجنود يقاطعه بالهتاف عندها لم يتمكن الرئيس ( عارف ) من ضبط اعصابه فتدنى وامسك بحصاة صغيرة الموجودة في ساحة العرضات التي هم واقفين فيها وو جهها نحو الجندي المذكور صائحا بوجهه قائلا ..( خلينا ناكل ( خ....) ! المهم كان عبد السلام محمد عارف على الرغم من اخطائه كان نزيها الى اعلى الدرجات كصديقه عبد الكريم قاسم وعفويا في بعض جوانب حياته و بسيطا مع اصدقائه وكان الكثير من الوزراء وبعض القادة العسكريين يخاطبونه ب ( ابو أحمد ) وفي اعقاب انقلاب 14 تموز 1958 تقرر ان يعين احد الضباط بمهمة الاشراف على الاذاعة والتلفزيون عندها امر بتعيين المقدم الركن ( سليم الفخري) وكان المحيطون به في تلك الساعة يبدو انهم من القوميين حيث قالو له انه شيوعي فاجابهم قائلا .(شيوعي ..ميوعي) لااعرف ! فيجب ان يكون هو في هذه المهمة وتبين فيما بعد ان ( الفخري ) من اصدقائه القربين على الرغم من اختلاف ارائهم وافكارهم السياسية ! .. و لو كان الرئيس ( عارف ) على قيد الحياة فان انقلاب 17 تموز 1968 لم تكن تحصل ولا اي انقلاب اخر وعلى الاقل في تلك الفترات او الحقب الزمنية وبخاصة بعد الحرب والهزيمة في الخامس من حزيران 1967.